الدور الروسي في سوريا يفقد مصداقيته.. وما قصة الصواريخ
عين علی العدو
الدور الروسي في سوريا يفقد مصداقيته.. وما قصة الصواريخ "الطائشة" التي وقعت قرب مفاعل ديمونة وفي بحر حيفا ..
26 تشرين الثاني 2021 , 11:43 ص



مقدمة  إضاءات  : 

ننقل لقراءنا الكرام هذا الرأي عن موقع الراية الفلسطيني الذي يرأس تحريره الزميل رجا غبارية, نذكر أننا كنا بموقع إضاءات الإخباري قد تناولنا الدور الروسي من باب الحرص على سورية وعلى الدولة الوطنية فيها, ثار علينا في حينه سحيجة صهاينة موسكو وكما السلف الستاليني معتبرين تناول مهازل مواقف صهاينة موسكو من المحرمات التي لا يجب تناولها, بينما أتت تصريحات بوتن ولافروف التي تفاخرا بهما عن حرصهم على أمن الكيان الصهيوني واعتباره أولى الأولويات الروسية, موقع الراية الفلسطيني تناول هذا الموضوع الذي نقدمه لكم كما ورد دون أي زيادة أو نقصان.



نص رأي موقع الراية : 


على الشعوب التي تنشد الحياة والقوى المناهضة للاستعمار العالمي والاستعمار الصهيوني في فلسطين وعملائهم، ان يرفعوا صوتهم ضد ما يجري من حرب استنزاف متعددة الاوجه التي تقوم بها دولة الاحتلال الصهيوني اسبوعياً ضد الجمهورية العربية السورية، التي ترزح تحت نير احتلالات متعددة الاجناس على اجزاء واسعة من اراضيها منذ عام 2011 .

على هذه القوى ان ترفع صوتها ضد المجتمع الدولي ومؤسسات الامم المتحدة التي تصمت على انتهاكات دولة الكيان الصهيوني للسيادة السورية بحجج واهية، غير مثبتة على الارض، من مثل التواجد الايراني وحزب الله دون سواهم من الدول والقوى التي استدعتها الدولة السورية لمساندتها في الحرب الكونية التي خطط لها وافتعلها وفعلها الاستعمار الامريكي ووضع لها عناوين " الربيع العربي " و"الديمقراطية المحمولة على ظهر الدبابات الامريكية " واكاذب "حقوق الانسان " التي جربتها شعوب افغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن. على جلدها وما تزال.

بعد زيارة بينيت لبوتين، اتضح تثبيت "معادلة تنسيق العدوان الصهيوني على سوريا بين ما هو مسموح لإسرائيل وما هو ممنوع"، التي عملت بها روسيا و"اسرائيل" حيال سوريا ابان حكومات نتنياهو. اي ان هناك تنسيقاً امنياً راسخاً بين صديقة سوريا والتي تتواجد على ارضها عسكرياً، براً وبحراً وجواً، وتفرض رؤيتها على القيادة السورية (المغلوب على امرها نتيجة اولويات تفرضها موازين القوى الدولية والاقليمية والمحلية) وتنفيذ استراتيجيتها على الارض السورية، ايجاباً، بالدعم العسكري المقنن والمشروط والدعم السياسي اللامحدود والمصالحات الداخلية .. وسلباً من خلال تكريس كل الاحتلالات الاخرى تحت عنوان "خفض التوتر" في ظل ديمومة الوضع الاحتلالي على حاله.

وروسيا هي نفسها صديقة دولة الاحتلال "اسرائيل" والملتزمة بأمنها وسلامتها حتى وهي تحتل فلسطين والجولان، اسوة بأمريكا واوروبا وباقي دول العالم التي صوتت لصالح اقامة دولة اليهود على ارض فلسطين عام 1948 .

وروسيا صديقة دولة احتلال اخرى على الارض السورية، هي تركيا. ومن البديهي والمعلن ان روسيا تنسق امنياً مع الاحتلال الامريكي وعملائه ("قسد ") على الارض السورية. اي ان روسيا تمسك بخيوط لعبة الحرب و"تخفيض التوتر" والاعتداءات الصهيونية المتكررة اسبوعياً على سوريا، كذلك ابقاء محافظة ادلب تحت سيطرة القوى التي تصنفها روسيا كقوى ارهابية كما مجلس الامن ايضاً.

اما الاتفاق غير الرسمي و/او المفهوم ضمناً، الذي يفضحه الاعلام الصهيوني مع كل عدوان ونحن نصدقه، والذي يقرأ من قبل المحللين العسكريين والسياسيين، كاستنتاجات مثبتة صادرة عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الاراضي السورية تحت عنوان:" ضرب القواعد الايرانية في سوريا". فروسيا التي تمنع الاعتداءات الصهيونية على مختلف المناطق التي تعتبرها تحت رعايتها وتعرفها "اسرائيل"، لا تفعل نفس الشيء في المناطق التي لا تعتبرها تحت رعايتها، مع انها تعلم ان المستشارين الايرانيين وحزب الله جاءوا بدعوة مشابهة لهم من قبل الحكومة الشرعية السورية كما يقولون هم أنفسهم، وقاموا بنفس الدور الحاسم خمس سنوات قبل التدخل الروسي في سوريا، لإنجاز نفس المهمة، " انقاذ الدولة السورية من الارهاب والعدوان الدولي عليها"!

ونتساءل نحن اصدقاء المعسكر المناهض للإمبريالية الامريكية، والذين نعتبر روسيا حليفة لنا بصفتها "تعتمد سياسة عدم استعمار الدول الاخرى "، بل "مساندة الشعوب الصديقة والمظلومة التي تناهض الاستعمار وتحافظ على الحكومات الشرعية حتى لو كان الاخير شعاراً غبياً وغير مفهوم في اليمن وفلسطين المحتلة (اسرائيل الكبرى) ". وغيرها: " هل حقاً المواقف الروسية المرتبطة بالقضايا اعلاه منسجمة وتتلاءم مع السلوك الروسي في سوريا واليمن وايران وغيرها .. مع العلم ان روسيا موجودة في حلف استراتيجي مع إيران والصين او محور مناهض للإمبريالية الامريكية في المنطقة وتترك المستشارين الايرانيين (حلفائها) في سوريا تحت طائلة العدوانات المتكررة عليها من قبل الصهاينة، على الارض السورية التي جاءت روسيا لتشترك مع إيران وحزب الله لتساند الجيش العربي السوري والشعب العربي السوري في حماية الدولة السورية، كل الدولة السورية (" وحدة الاراضي السورية ") وتحرير اراضيها المحتلة / كل اراضيها المحتلة من محتليها!

ام انه يحق "لإسرائيل تحت طائلة الحفاظ على امنها المستقبلي" ما لا يحق لغيرها؟ وإذا كان الامر كذلك، فما هو المبرر الشرعي لبقاء روسيا في سوريا؟

ان لدى روسيا سلاحاً يوازي السلاح الامريكي واحياناً يتفوق عليه خاصة في مجال الدفاع الجوي والصواريخ، فلماذا لا تستخدمه روسيا في وجه الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا؟ وهل حقاً لا يسمح لسوريا استخدام صواريخ "اس 300" التي باعتها اياها روسيا من الاستخدام؟ لماذا تقوم أمريكا بالحرب نيابة عن حلفائها واصدقائها، في فلسطين واليمن والعراق وليبيا وافغانستان وافريقيا واوروبا الشرقية وآسيا، واين لا!

انها اسئلة كثيرة تتزاحم في عقول كل السوريين والشعوب الحية والقوى المناهضة للاستعمار الامريكي: فهل حقاً لا تستطيع روسيا وقف هذه الاعتداءات ام انها لا تريد؟ ثم متى ستتحرر ادلب؟ ومتى سيخرج التركي من سوريا؟ ام ان مصير هذه الارض سيصبح مثل مصير الاسكندرونة؟ ومتى ستساعد روسيا سوريا في اخراج الامريكي وحلفائه من الارض السورية؟ هل ننتظر عشر سنوات اخرى ام خمسة عقود ونيف مثل الجولان؟ روسيا مطالبة ان تنسجم بسياستها الميدانية مع سياستها المعلنة وليست الخفية! فهذا هو معيار اخلاقية استراتيجيتها وسياستها على الارض ..

الا يحق لنا التشكيك بالموقف الروسي رغم كل ما فعله لصالح سوريا، واتهامه باللعب بعامل الوقت لتكريس الاحتلالات الجاثمة على الارض السورية؟ الا تخشى روسيا من تحولها لقوة استعمارية اخرى بمرور الزمن! اولم يفقد الدور الروسي مصداقيته الشعبية في سوريا بعد!

واخيراً، وبحسب المصادر الاعلامية الصهيونية، ارتبكت "إسرائيل" بعد عدوانها هذا الاسبوع بسبب انطلاق صاروخ من الاراضي السورية في اعقاب صواريخ عدوانها الاخير، حيث لم تتمكن من اكتشافه الا بعد ان سقط بالمياه القريبة من شاطئ حيفا، تماماً كما ارتبكت من صاروخ مشابه اطلق على طائرات العدوان الصهيوني على سوريا، حيث وصل الى منطقة مفاعل ديمونا النووي، وغيره الذي سقط في مناطق فارغة محاذية لنهر الاردن .. وربما يوجد غيرها اكتشفتها "اسرائيل" ولم تعلن عنها!

فما سر هذه الصواريخ؟ هل هي انذارية ام ماذا؟ ننتظر لنرى ونسمع ونتعلم!


المصدر : 

نقلاً عن موقع الراية الفلسطيني.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري