يعقوب شاريت: ولدت إسرائيل من رحم الخطيئة.. في الذكرى 74 لولادتها بموجب القرار 181.
فلسطين
يعقوب شاريت: ولدت إسرائيل من رحم الخطيئة.. في الذكرى 74 لولادتها بموجب القرار 181.
شاكر زلوم
29 تشرين الثاني 2021 , 20:00 م

اسست إسرائيل بموجب مقررات مؤتمر كامبل بانرمان في العام 1907 وحُددت مهامها الوظيفية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة لدول الاستعمار السبعة في حينه ولتنتقل بعد الحرب الكونية الثانية لتكون قاعدة عسكرية متقدمة للإمبريالية الامريكية حيث توجد قواعد هامة لها فيها.

أظهرت وثائق لوزارة الخارجية السوفييتية، تمّ كشف النقاب عنها مؤخرًا، ويحمل معظمها ختم "سريّ للغاية"، أن العلاقات بين الاتحاد السوفييتي وإسرائيل شهدت "شهر عسل" [لم يتكرّر] خلال الفترة الأكثر مصيرية في تاريخ هذه الأخيرة وفي تاريخ القضية الفلسطينية برمتها, في الذكرى الرابعة والسبعين لجريمة قرار تقسيم فلسطين نقول أن ما خبأته الأيام تكشفه الوثائق.

بتصويت استمر لثلاث دقائق قرر  ما يسمى ب" المجتمع الدولي" اعطاء ما يقارب من ثلثي فلسطين لعدد من المهاجرين الصهاينة اليها حيث لم يتجاوز عدد السكان اليهود الثلث من إجمالي عدد السكان ولم تزد ملكيتهم للأراضي عن ما بين 5.8 الى 7% من اجمالي مساحة فلسطين والتي آلت اليهم عن طريق الحكم العثماني والحكم الانجليزي وما سربه الاقطاع في عموم بلاد الشام للوكالة اليهودية حيث تمكن هذا الاقطاع من السيطرة على مساحات واسعة من أخصب الأراضي في فلسطين من خلال الرشى التي قدمت للموظفين الفاسدين من موظفي دولة بني عثمان.

عودة لإجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة التي صوتت لصالح تقسيم فلسطين لصالح الصهاينة اليهود, بدقائق وبعد ثلاثين عاماً من تصريح بلفور كان قرار التقسيم هو الأخطر , لكن أخطر ما فيه كان موقف الاتحاد السوفييتي في حينه حيث انحاز ستالين لصهيونيته التي تفاخر بها أثتاء مؤتمر يالطا في 1945 رامياً بعرض الحائط كل مزاعم التغنى بالانتصار للمظلومين ولمبادئ العدالة الاجتماعية والانتصار للمظلومين, شرد هذا الصهيوني "ستالين" شعباً كاملاً من أرضه وصمت عن المجازر التي مورست بحقة والتي قام بها صهاينة يهود روس بمعظمهم من العسكريين ممن أرسلهم ستالين لفلسطين بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية في العام 1945.

أما عن موقف الاحزاب الشيوعية فألخصه بتصريح المرحوم يعقوب زيادين, وهو من الشيوعيين القدامى, حيث كان بوقت التصويت على قرار التقسيم في السجن السياسي, قال بوقت لاحق, كنا معارضين لقرار التقسيم في المساء وأصبحنا موافقين عليه في الصباح, أي بعد موافقة ستالين عليه.

لم تستهدف قوى الاستعمار فلسطين الآ لإستهداف العرب والمسلمين أجمعين, الهدف هو نهب ثروات بلادنا وإبقائها تابعة فقيرة ذليلة لا تنعم بالاستقرار ولا بالأمن والأمان لكي لا تتطور فتطورنا يمثل الخطر الأكبر على مصالح الغرب الاستعماري وكما لمنع شعوبنا من امتلاك أدوات العلم والمعرفة, فإمتلاكنا للعلوم يرعب الغرب الاستعماري على ضفتي الأطلسي لذلك فهم يستهدفون مراكز أبحاثنا ويغتالون علماءِنا ويعملون على تجهيل شعوبنا, ففائض رخاء الغرب ما كان ليكون لولا نهب ثروات بلادنا وجهل شعوبنا بخطورة الاستعمار على مستقبل ابناءِنا.

منذ ان ابتلى الله العرب بالاحتلال الانجليزي والفرنسي وتمكن الغرب الاستعماري من إنشاء الكيان الوظيفي (اسرائيل) والعرب يقدمون التضحيات الجسام, لقد قدموا انفسهم وابناءِهم قرابين على مذبح القضية الفلسطينية, والقضية الفلسطينية لا تخص الفلسطينيين وحدهم فاحتلال فلسطين كان بهدف السيطرة على بلاد العرب والمسلمين لنهبها وسرقة ثرواتها, قد يعتبر البعض أن هذه الكلمات هي تكرار للغة خشبية مستهلكة لكن الوقائع على أرض الواقع تُؤكد, فسبب احتلال أفغانستان وجود معادن نادرة فيه ولموقعه الإستراتيجي لتمرير أنابيب النفط والغاز عبره من دول الاتحاد السوفييتي الآسوية السابقة للأسواق الآسيوية, سميت الحرب على أفغانستان ب "الحرب المُستديمة" تلتها حرب احتلال العراق ومحاولة احتلال لبنان الفاشلة في العام 2006 ومن ثم محاولة احتلال سوريا عبر الوكلاء, وبعد فشل الوكلاء التكفيريين تدخل الصهاينة والأمريكان ودول الإستعمار الأوروبي القديم وتم بعد ذلك الإيحاء لأردوغان بالإعتداء على سوريا فالموقع الجيواستراتيجي لسوريا مهم, لمن سيتحكم في الإقتصاد العالمي في القرن الواحد والعشرين, ونذكر بوجود احتياطيات النفط الكامنة فيها والتي يسيل لها لعاب كل كلاب الأرض.

.

لم يكتفِ الاستعمار بصناعة الكيان الصهيوني بل أنشأ بالتوازي مع انشاءه مجموعة دول (عربية) وظيفية افتراضية لتأمين ديمومة بقاء الكيان الصهيوني في فلسطين, فبقاء الكيان يرتبط ببقاء دول خدمته ورعايته (العربية) أسماً والعبرية قلباً وقالباً.

لقد حدد الاستعمار المهام الوظيفية للدول (العربية) الوظيفية بالمهام التالية:

أولاً: حماية الكيان الصهيوني كمهمة أولى ولحمايته أنشأ الاستعمار أجهزة أمنية متشعبة لهذه الكيانات تربط مباشرة بالمشغلين المستعمرين لتحقيق هذه الغاية.

ثانياً: صناعة (نخب) حاكمة فاسدة, الحرامي فيها يعتبر (زغورت) أي جدع وشاطر والقليل الصالح منهم يعتير أهبلاً وعبيطاً بشرط أن يعتبر جميع من ذُكرأن كياناتهم الوظيفية هي كيانات نهائية وذلك للحفاظ على مُندرجات مؤتمر كامبل, نُخب هذه الدول تدعو للإقليمية, للجهوية, للعشائرية الجاهلية المتخلفة وللإقطاع السياسي بمسمى زعماء الطوائف بهدف إعادة المجتمعات فيها لما قبل مفهوم الدولة الحديثة.

ثالثاً: منع التنمية السياسية والإقتصادية فلا حياة حزبية صحيحة ولا استثمار للموارد الطبيعية فيها سواءً كانت في البر أوالبحر .

رابعاً: محاربة أي مد وطني وأي توجه وحدوي في أي بلد عربيّ قد يهدد أمن الكيان الوظيفي الأهم في المنطقة ولنا في محاربة عبد الناصر سابقاً وسوريا لاحقاً نموذجٌ ومثال.

خامساً: المشاركة بالأحلاف العسكرية التي صنعت أو تلك التي ستصنع لخدمة الاستعمار وديمومة بقاء احتلال فلسطين, ولنا في حلف بغداد سابقاً والناتو السني لاحقاً امثلة ومؤتمر وارسو الأخير خيرُ دليل.

سادساً: صناعة الجهل والتجهيل ونشر الأمية بنوعيها (أمية الحرف وأمية الفكر) من خلال إفساد المنظومة التعليمية في الكيانات الوظيفية الافتراضية.

سابعاً: فساد المنظومة التشريعية والقضائية في الدول الوظيفية فلا نهضة ولا نمو في ظل المنظومات التشريعية (البرلمانات وقوانين الانتخابات) و في ظل منظومة القضاء المسيس والتابع للجهات التنفيذية والأمنية.

هذه على عجالة اهم عناوين المهام الوظيفية للدول الوظيفية (العربية), قد تختلف ببعض تفاصيلها بين كيان وظيفي وآخر.

قد يتساءل سائل والسؤال والتساؤل حق وواجب, ما ذنبنا نحن العرب الانخراط في صراع لا ناقة لنا به ولا جمل؟ لم لا يكون الأردن, سوريا, لبنان,مصر الخ.. أولاً؟ للإجابة على هذا السؤال سأحيل السائل لقراءة مقررات مؤتمر دول الاستعمار السبعة الذي انعقد في لندن ما بين الأعوام 1905-1907 والذي سمي بمؤتمر (كامبل بنيرمن), لمعرفة أبعاده أتمنى عليكم مشاهدة هذا الرابط المرئي والمسموع لأهميته لما فيه من إجابات شافية ووافية للساءل.


https://youtu.be/Micllda6HmQ

أخيراً الخص:

أن كل أوجاعنا وهمومنا في منطقتنا تكمن بوجود (اسرائيل) ومنظومة حمايتها العربية إسماً والعبرية قلباً وممارسةً, فما بقي الكيان الصهيوني سيبقى الفقر, اللا أمن واللا نمو والبؤس قاءماً ومن يُشكك فما عليه الآ أن يشاهد واقع بلادنا.

المظاهرات في الساحات والميادين في لبنان والعراق وفي كل بلاد العرب, ما هي إلآ لإرتداد مفاعيل وجود الكيان الصهيوني في فلسطين وبسببه, ما لم نعرف أعداءنا وهم الاستعمار والكيان (اسرائيل) والدول الرجعية المتخلفة التابعة له فلن ننمو ونتطور سنبقى نعاني من النهب والفقر والبؤس.

قد تبدو كلفة ازالة الكيان عالية لكن كلفة بقاءه أعلى ولا خلاص لشعوبنا الآ بالتخلص من الكيان "إسرائيل" في فلسطيين.