الحرب واللاحرب في ميزان العقل والمنطق
مقالات
الحرب واللاحرب في ميزان العقل والمنطق
عصام سكيرجي
20 كانون الأول 2021 , 13:09 م
في الفترة الاخيرة ومع تهديدات الكيان الصهيوني بتوجيه ضربة لايران , كثرت التحليلات السياسية فما بين المنطقة ذاهبة الى حرب وبين ان التهديدات ما هي الا زوبعة في فنجان وتهويل للحصول على تنازلات في الملف النووي الايراني, في البداية لا بد من التاكيد ان موازين القوى في العقد الاخير قد تغيرت كليا , ولم يعد الكيان الصهيوني يمتلك ميزة التفوق التى كان يتمتع بها على مدى عقود الصراع مع هذا الكيان, وهذا الامر يدركه الكيان الصهيوني جيدا ويدرك ان مسالة بقائه قد اصبحت مسالة وقت فقط, واذا اخدنا بعين الاعتبار استراتيجية الكيان الصهيوني العسكرية القائمة على مبدأ الحروب الاستباقية, يصبح احتمال قيام الكيان بهذه الحرب اكثر من احتمال واقعي, فالمسالة هنا هي مسالة وجود بالنسبة للكيان الصهيوني, وهو بهذه الحالة لن يتردد بخوض مغامرة الحرب الاستباقية, على امل ان يعيد عقارب الساعة للوراء .                                   

من ناحية اخرى يعلم الكيان الصهيوني جيدا انه ولوحده غير قادر على مثل هذه الحرب, لكنه يراهن على توريط الادارة الامريكية في المشاركة في مثل هذه الحرب , فهل ستقدم الادارة الامريكية على مثل هذه الحماقة وتتورط بمثل هذه الحرب؟ , للحقيقة فان الادارة الامريكية في وارد اخر , فمع انتهاء الحقبة الامريكية, واقصد حقبة التفرد الامريكي كقوة وحيدة في ادارة شؤون العالم, بدات مرحلة الانكفاء الامريكي, والادارة الامريكية في هذا الانكفاء تطمح لان لا تفقد دورها العالمي بشكل مطلق, بل هي تتطلع لان تبقى قوة عظمى بين مجموعة من الدول العظمى في عالم متعدد الاقطاب, ومناوراتها السياسية , الاحماء هنا او هناك , ما هي الا بهدف تحديد حصتها من النفوذ في العالم متعدد الاقطاب , ودخولها في مثل هذه الحرب لا يخدم هذا الهدف , بل على العكس من ذلك ,قد تخرج اكثر انكفاءا وهذا ما لا تريد , بالطبع ستبقى قوة عظمى ولكن ليس بالقوة العظمى المركزية , تماما كما هي اليوم بريطانيا وفرنسا .                                                                         

 صحيح ان بريطانيا وفرنسا هي دول عظمى , لكنها ليست دول عظمى مركزية , ودورها العالمي ناتج فقط عن تبعيتها للمركز الامريكي , وبالطبع امريكيا لا ترغب في حالة الانكفاء ان تصل لموقع الدولة العظمى اللامركزية , لهذا استبعد ان تقدم امريكيا على حماقة المشاركة في مثل هذه الحرب .                                                                             

اما بالنسبة للكيان الصهيوني وبما ان المسالة هي مسالة وجود , اعتقد ان الكيان الصهيوني سيقدم على مثل هذه الحماقة كحرب استباقية , وبالتاكيد هي لن تقتصر على حرب استباقية ضد ايران فقط , بل هي ستشمل كل محور المقاومة , والامر المؤكد هنا ان الكيان سيهزم في هذه الحرب , لكن ذلك لا يعني ان مثل هذه الحرب ستؤدى الى زوال الكيان الصهيوني نهائيا , لكنها وبالتاكيد ستحرر بعض اجزاء الوطن الفلسطيني , وستحجم الكيان الصهيوني وبشكل غير مسبوق , مما يعني بدء العد العكسي لوجود الكيان الصهيوني ,, الايام بيننا وكل شىء وارد


المصدر: موقع إضاءات الإخباري