كتب البروفسور د. محمد كاظم المهاجر: (الدولار / امريكا........نظام النقد الدولي ).. والتلويح الصيني بوقف التعامل بالدولار.
مقالات
كتب البروفسور د. محمد كاظم المهاجر: (الدولار / امريكا........نظام النقد الدولي ).. والتلويح الصيني بوقف التعامل بالدولار.
د. محمد كاظم المهاجر
23 كانون الأول 2021 , 21:13 م


باختصار شديد قدر الامكان وتجنب المصطلحات العلمية والفنية، بغية الوضوح للإنسان البعيد عن مجال الِاقتصاد أُورِدُ التالي :

-النظام النقدي الدولي قبل الحرب العالمية الاولى كان قائماً على القاعدة الذهبية (قيمتها بداخلها): نقود البلد بقدر امتلاكه ذهبا . لااختلال في ميزان المدفوعات , لا اضطراب بسعر العملة .

-بعد الحرب العالمية الأولى، وربما لعدم كفاية ذهب العالم من القدرة على مواكبة العمليات الِاقتصادية، استُبدل النظام بنظام (الصرف بالذهب):تصدر الدول نقدها بغطاء ذهبي لايقل عن 70 % .

تهاوى هذا النظام أمام الإصدار المفرط لعملات بعض الدول دون تغطية، وخاصة المانيا . وحدثت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 .

-بعد ا الحرب العالمية الثانية، وفي مؤتمر "بروتون وودز" للحلفاء المنتصرين في الحرب , ونتيجة هروب الذهب أثناء الحرب وتجمعه في أمريكا البعيدة عن الحرب . ولحاجة الدول الى نقد يغطي ليس فقط العمليات الاقتصادية، وإنّما أيضاً إعادة الإعمار، فقد اقترحت أمريكا، في ذلك المؤتمر، أن يكون غطاء النقد هو الدولار الأمريكي، وتتعهد أمريكا باستبدال الدولار الذي سيوجد لدى الدول بالذهب، إذا طلب أيُّ بنك مركزي ذلك ، ويكون لكل نقد دولة سعر ثابت يعادله بوزن من الذهب، ولا يجوز أن يتقلب سعر الصرف بحدود لا تتجاوز 2%. وأُقِر َّذلك في اجتماع المؤتمر، وأُنشِئَ في نفس الاجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لمراقبة موازين المدفوعات وتقلُّبات سعر الصرف ومنح القروض الدولية، كما أُنشئت منظمة الجات التي أصبحت عام 1994 منظمة التجارة العالمية.

أُقرّ كل ذلك في المؤتمر المذكور .

- ما الذي جرى بعد ذلك؟ أمريكا تُغرِقُ دول العالم بنقدها.

يكفيها طباعة الدولارات، لتستثمر أينما ارادت.

صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أداتان طيعتان، تعملان وفقاً للسياسة الأمريكية.

وباختصار، أمريكا تنهب العالم، كما قال الرئيس الفرنسي الراحل ديغول.

_عام 1972 وبعد أن نهبت أمريكا العالم، تعلن أنّها لن تعطي مطلقا أيّ ذهب للبنوك المركزية مقابل دولاراتها.وتدخل بعدها عملات الدول الى نظام التعويم في سعرها، والبعض منها بغطاء نقدي من العملات القوية: ( الفرنك ,الباون ,الين .......)

-النظام النقدي الحالي يعتمد في مبادلاته التجارية الدولار .تغطية عملات أكثر الدول بالدولار . التسعير العالمي بالدولار، وخاصة النفط .

- الوضع الاقتصادي لِأمريكا والعالم بالأرقام كالتالي :

- حجم الدولارات المنتشرة في دول العالم 60 تريليون دولار.

_ التعامل التجاري لكل دول العالم ( صادرات وواردات) يبلغ 34.5 تريليون دولار.

-أمريكا: ناتجها المحلي الإجمالي 20 تريليون دولار.دَيْنها العام أيضاً 20 تريليون دولار.

-تراجع الناتج المحلي بتأثير كورونا في أمريكا 12% . وارتفعت البطالة الى 14% من القوى العاملة .

_الآن، وسط التوتر الشديد، بين الصين وأمريكا، والتصعيد الحاصل، واتِّهامات أمريكا للصين بمسؤليتها عن الوباء، ( من اجل الابتزاز والتعويضات) الصين تلوِّح بوقف التعامل بالدولار ، وتبحث ذلك مع عدة دول ( روسيا , ايران . فنزويللا .تركيا . وبعض دول الاتحاد الأوروبي والتمدد ممكنٌ وجارٍ )

-من خلال هذا العرض، وبالأخص حجم الدولارات في العالم، ماذا سيحدث للاقتصاد الاميركي؟

-أرى التالي : بغض النظر عن التحليلات التي لا يتسع المجال لعرضها هنا، فإن ّنتائج هذه الخطوة كالتالي:

ستُحْدِثُ أوّلاً، انهياراً في النظام الِاقتصادي العالمي.

وثانياً، انهياراً مؤكداً في الاقتصاد الأمريكي.

وثالثاً، وبحجم ردة فعل أمريكية، يمكن أن تُقْدِمَ على حرب عالميةٍ جراء ذلك . 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري