كلما حاولت ان أفهم صراع الحضارات لا أجدني الا وصلت الى نفس النتيجة .. أغير اتجاهي وأعبر ممرات مختلفة وطرق تحليل مغايرة ولكن أجد نفسي وقد وصلت الى نفس النقطة .. ان صراع الحضارات هو صراع الثقافات .. يعني ان ثقافة تريد ان تفتك بالاخرى .. وفي مبارزة الحضارات تكون الثقافة هي قلب الحضارة فاذا أصابت الطعنة القلب سقطت الحضارة مضرجة بالدم او ماتت من فورها .. تسقط الحضارة لأن ثقافتها مثخنة بالجراح فاما ان تموت عندما يتوقف قلبها الثقافي عن الخفقان .. واما ان تنسحب بهدوء لتموت ببطء او تعيش عليلة منعزلة في الجبال الى ان تشيخ وتهرم .. وأما عبارة صراع الحضارات فانه اضفاء لون جميل على مشهد القتل الثقافي .. ليكون فعل القتل حضاريا لاهمجيا ..
وكان أرنولد توينبي يقول ان الحضارات لاتموت بل تنتحر عندما تتصرف بطريقة انتحارية .. والمعنى الدقيق الحقيقي هو أن الثقافات تنتحر .. أي ان قلب الحضارة النابض وهو الثقافة يصاب بالمرض .. فاذا لم تقتل الثقافة وتسقط في صراع الحضارات كما يقولون فهل يمكن أن تموت الثقافة بالانتحار الذاتي؟؟ ان الثقافة تنتحر اذا فقدت قدرتها على الخفقان والتجديد .. ولكن قد يقصدها العدو بدس السم في جسدها عندما يغير قناعات الناس ومفاهيمهم ورؤيتهم للحياة .. وتغيير النظريات .. وهو مايسمى بالغزو الثقافي الذي نعيشه الآن .. ولكن أن يدفعها للانتحار فهذا شيء آخر وهو نوع جديد من سلالات الحروب .. وكانت أول الامبراطوريات التي أصيبت بنقص المناعة الثقافي هي امبراطورية الرفاق الشيوعيين السوفييت الذين أصاب نظريتهم وثقافتهم الوهن والترهل لأنها كانت تحقن بالبيريسترويكا التي كانت نظريات من ثقافة غربية أكثر منها شرقية .. ولم يكن في الحقن اي شيء من ديستويفسكي وتولستوي ..
منذ اليوم لن ينفعنا ان نفجر أجساد الانتحاريين باطلاق النار على رؤوسهم وأجسادهم قبل الوصول الى أهدافهم وضحاياهم .. فنحن نطلق النار على منتجات وبضائع ودمى متوحشة مبرمجة .. لكن المعامل والمصممين في مكان آخر .. فما هو أخطر من هؤلاء هم من يفجر الثقافة بالارهاب الثقافي في مجتمعاتنا .. اننا اذ نموت ثقافيا بمثقفين ارهابيين .. فاننا مهما قتلنا من انتحاريين فلن ننجو ..
كنت في أزمة الوزير اللبناني جورج قرداحي أرى كيف ان موجة من الارهاب الثقافي انطلقت وتم اطلاق النار على الوزير جورج قرداحي من مدافع من كل العيارات .. ولكن فشل كل المثقفين الصناديد في أن يطلقوا النار على مصادر النيران لاسكاتها .. وكل كتائب المفكرين وكل جيوش المثقفين والفنانين والاعلاميين العرب لم يطلقوا رصاصة واحدة .. نحو مدافع النفط الثقيلة .. كانت أقلام الأمة وكل مثقفيها موحدة في الصمت – الا من كان في محور المقاومة – وهي ترى الارهاب وسدنة الارهاب من سياسيين يفرشون الطريق أمام المثقفين الارهابيين ..
وعندما تمكنت المدافع من أسقاط الفارس عن صهوة جواده أدركت ان كل كتبنا وآثارنا الفكرية وكل قصائد الفخر والبطولات وكل قصص التحدي غارقة في بحيرات النفط .. لم يكن هولاكو هذه المرة من رمى الكتب في نهر دجلة .. بل ان مثقفينا أنفسهم هم الذين رموا كل الكتب والقصائد في حقول النفط حتى صار لون النفط أزرق .. للفوز بجوائز الامراء .. وكنت أرى بأم عيني قصائد المتنبي وفخره تطفو في بركة نفطية .. يتبعها البيان والتبيين ومقدمة ابن خلدون .. وصوفيات جلال الدين الرومي .. وشعر عنترة والنابغة ..وملايين الكتب ..
الحقيقة لا أعرف لماذا ندرس قصائد المتنبي بعد اليوم .. ونحن لانجرؤ ولانحاول ان نكون في كبرياء هذا الملك العظيم الذي ترك الملوك عندما أهانوه .. ولماذا نكذب على انفسنا ونتحدث عن محي الدين بن عربي .. ولمذا ندرس في الكنائس حكاية الاسخريوطي الذي يبيع ابن الانسان بحفنة من الفضة .. ولماذا نتحدث عن عدالة عمر وصرامته مع كل من يضرب الناس لأنه ابن الأكرمين .. ونحن يلطم الامراء والشيوخ مثقفينا على أقفيتهم بأحذيتهم .. ويدحرجونهم مع كتبهم وهم لاينبسون ببنت شفة .. هل قصص عمر عن التواضع والعدل والحزم حقيقية ام انها صناعة ذلك الزمان الخرافي ؟؟ ام يبدو انها غرقت في حقول النفط ولم تعد حاجة لها ..
ولكن لعلني وضعت اصبعي على الجرح .. ولعلني عرفت منذ متى أصاب قلب الثقافة الوهن والمرض والانحطاط .. وأظن ان من حقنا ان نناقش مجموعة من القضايا والملاحظات في محاولتنا لتفسير هذه النتيجة التي تجلت بمحو المثقفين أو هرمنتهم بهرمونات النفط وبرمجتهم وتعديلهم وراثيا كما تعدل الصفات الجسدية .. لانتاج نفس السلالات الفاشلة غير المؤهلة لاقامة مشروع نهضوي ..
عندما أراجع الانتاج الثقافي العربي منذ السبعينات الى الان أكتشف مايصدمني .. فكل الثقافة كانت موجهة نحو تحطيم الجمهوريات العربية ثقافيا وكأنها كانت خطة محكمة في مرحلة مابعد ناصر .. فمنذ أن رحل جمال عبد الناصر وهناك تركيز في كل الدراما والشعر والمسرح العربي على حصر كل قضية الإنسان العربي بالصراع مع السلطة وإهمال باقي الصراعات مع الجهل والفقر والتدين المتزمت والتخلف والرجعية.. وصار كل الحل لمشكلاتنا هو في مواجهة القمع السياسي والقهر في الجمهوريات العربية وتحويل كل الثقافة وانتاجها لخدمة هذه الفكرة فقط .. وكأن الثقافة خلقت فقط من أجل هذه القضية .. الحملة على الثقافة بدأت مع وصول تيار السلام في مصر وغياب ناصر.. وبدأت عملية محاولة تذويب عصر ناصر ومشروعه الثقافي النهضوي بتحويل عصره في الذاكرة الى عصر بوليسي فقط .. وتحويل المواطن فيه الى ضحية .. ورجل الدولة هو الجلاد الكاره للثقافة .. والتحريض على رجل الامن في كل انواع الانتاج الثقافي والفكري .. والتحريض حتى على الجيش ورجاله وتصويرهم على انهم كانوا مستبدين سرقوا السلطة وسرقوا الانتخابات وسرقوا الشعب .. ولذلك كانوا دوما يهزمون .. دون ان نحلل الهزيمة على انها معركة خاضها الغرب كله مع الرجعية العربية والتخلف المتفشي والفقر كلها دفعة واحدة ضد مصر الناهضة ثقافيا وسياسيا وضد كل من حاول تكرار نموذجه .. ومن يومها صرنا لانسمع الا عن الاستبداد الملخص في بوليسية جمال عبد الناصر وحافظ الاسد والقذافي .. في معظم انتاجنا وابداعنا الثقافي المنتشر ..رغم ان الجهل والتخلف كان من أصعب انواع الهزيمة.. ورغم ان القمع كان أشد بكثير في كل الشرق العربي دون استثناء .. وهذه الموجة في اللطم – واختصار عصر كامل بأنه عصر الديكتاتورية وصراع المواطن الضحية مع الشرطي الجلاد عميل السلطة – خرجت كلها من مصر منذ أن كتب محور السادات بيان الردة في كتاب عودة الوعي لتوفيق الحكيم.. فالوعي الجديد افتتح يقظته بتوجيه معظم الصراع الى السلطة .. ولحقت بمصر النخب العربية مقلدة لها.. وقبلها لم يكتب الكتاب عن هذا القمع وعن المرحلة البوليسية .. لكنها تحولت كالعدوى والتقليد والموضة .. ولاادري ان كانت هي احد اسباب المرحلة الأمنية القاسية في مجتمعاتنا لان التحريض على الدولة ازداد كثيرا.. واتسعت القهوة بين المواطن ودولته بسبب توجه الثقافة الشديد نحو المواجهة مع السلطة.. فظهرت حتى في سورية حركة ثقافية موجهة ضد القمع ورجل الدولة الفاسد الذي يظهر في كتابات محمد الماغوط وأعمال الفنان دريد لحام .. وكانت هذه الاعمال هادفة وناقدة حقيقية وتريد اصلاح الخلل الاداري والسياسي .. ولكن تم الاستيلاء على الفكرة فأسست دون ان تدري لنموذج جديد من الأعمال التي تمجد السجناء السياسيين والمضطهدين سياسيا دون ان تحاكمهم وان تنصفهم او تدينهم ونسيت مشكلة الجهل والفقر الذي افرز مواقف عنيفة قوبلت بعنف اكبر .. اي ان اي سجين او مضطهد سياسي كان يحظى بالاهتمام الشديد ويعتبر انه كان على حق حتى لو كان على خطأ او كان شخصا قاصرا فكريا وثقافيا وفارغا .. ويتحول الى اسطورة لان السلطة عاملته بقسوة .. وهذا أسس لنوع جديد من الكتابات والاعمال التي تصور ان كل الصراع في سورية والعراق ومصر والجمهوريات العربية يختصر الى صراع بين رجل الامن الفاشي والمواطن الصالح الذي لايخطئ .. وغاب الجهل والتخلف والتدين المريض.. ويصبح هدف المشاهد والمتابع هو الحقد على رجل الدولة مهما كان طالما انه في الدولة الظالمة ..
الاخطر من ذلك ان المثقفين جميعا اشتركوا عن طيب نية في هذا العمل المتواصل لجعل كل شيء في هذه البلدان كريها .. وبعضهم اعتبر الامر على انه مساهمة في عملية تحرير الفرد من عقلية الاذعان والخضوع .. وأنه يؤدي رسالة الفن أو رسالة الفكر .. ولكن في مرحلة لاحقة كان هؤلاء يرغمون على الخدمة الالزامية في مقابلات وكتب ومقالات او مشاهد للتبرؤ من هذه الانظمة القاسية .. والحصول على اعتراف بمكانتهم الثقافية ..
حتى الشاعر السوري أدونيس .. أجريت معه عشرات اللقاءات بحجة انه يقود حركة تنوير .. وفي كل مرة كان يهاجم الدين والتيارات الدينية ولكنه يؤخذ بخبث للتحقيق معه فورا للحديث فقط عن القمع السياسي والفكري في بلده حتى أن الجانب التنويري والنقد في أدبه يغيب لصالح حريته السياسية ونجاته من القمع .. بل وفي كل مرة تجرى معه مقابلة يسأل عن سبب كتابته مقالة رحبت بوصول الخميني الى السلطة عام 79 رغم انها مقالة واحدة ويتيمة .. وتجده يتحول في هذا التحقيق الخفي والارهاب الفكري من الدفاع عن مشروعه التنويري والتمرد على القمع الى مشروع تبرؤ من تلك المقالة اليتيمة بحيث يدافع عن نفسه ويخلع تلك المقالة من مكانها لتصبح آثمة .. وهو يقول انه كتب مقالات بعدها تناقض ماكتبه فيها ويتطهر منها .. لم يجرؤ أدونيس نفسه على القول ان من يرعى القمع الاكبر هي السلطة الدينية الرثة في العالم العربي في السعودية ودول الخليج حيث الوهابية وابن تيمية هما من يغذيان الجهل الديني الذي يضرب في كل مكان وليس ثورة الخميني التي كان لها بعد جهادي ضد الغرب واميريكا واسرائيل .. لأنه يبدو كان يخشى من هجوم عنيف وتكفير وحملة اعلامية تشوهه .. ومن المدافع النفطية ..
ولكن القمع الخليجي والارهاب الثقافي كان شديدا الى حد ان الفساد والقمع والحكم الفردي الاسري وعائلات وآلات النفط غابت كليا عن اي انتقاد .. وعن أي قصيدة .. حتى قصيدة مظفر النواب ( القدس اخت عروبتكم) اقتيدت قسرا لتفهم على انها موجهة ضد الديكتاتوريات العربية وليس ضد السلالات المالكة .. وغابت الاشارات من أي مشهد تمثيلي في طول الارض العربية وعرضها .. كأن كل مآسي المواطن العربي كانت في دمشق الاسد فقط وفي بغداد صدام وفي طرابلس القذافي والقاهرة الناصرية .. اما المواطن الخليجي وفي الاردن وفي المغرب وكل الملكيات العربية حيث حلفاء الولايات المتحدة فانه تم تجاهل معاناته تماما وتجاهل تهميشه واحتقاره في سياسة الدولة ..
هناك موجة أسقطت الثقافة العربية المتمردة وثقافة التحدي وروضتها ووجهتها نحو هدف واحد فقط .. فليس المواطن العربي هو المقموع بل العقل العربي مقموع لان من يصنع العقل العربي هو المثقفون والاعلاميون والحركة الفنية والثقافية والفكرية .. وهؤلاء مقموعون ومساكين ويبحثون عن لقمة عيشهم مثل كل الدراويش وبياعي البسطات الذين يهرولون خلف الزبون الثري ليشتري منهم بضاعتهم .. وهذه مشكلة الثقافة عندما تكون هي وسيلة المفكر للعيش ..
أنا بصراحة أرى ان كل الفنانين والكتاب والمثقفين الذين صاروا مرتزقة في الخليج النفطي .. مثلهم مثل مرتزقة اردوغان السوريين في ليبيا وناكورنو كاراباخ .. كلهم يعني كلهم .. غير مؤهلين لقيادة حركة ونهضة اجتماعية وتنويرية في هذا الزمان .. هؤلاء كلهم مرتزقة وليسوا حملة رسالة بل انهم حفنة من المتسولين .. وترى انهم يهرجون وينتجون مقاطع تسخر من رجل الامن ومن السياسيين في الجمهوريات العربية .. ولكنهم مثل الأرانب الوديعة لايجرؤون على ان يقتربوا من أمير خليجي او نظام حكم خليجي .. او اسرة خليجية .. وتراهم عندما تنفتح أعاصير النار على أكثر وزير اعلام عربي مثقف مثل جورج قرداحي فانهم يصبحون مثل شهرزاد التي يدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح .. وهؤلاء يخربون مجتمعاتنا وثقافتنا .. وتهريجهم الرخيص لاضحاك الناس على بلادنا المقصود منه ارضاء الخلايجة كي يعطوهم عقودا وهدايا واقامات ذهبية وغير ذهبية ..
بعد أزمة الوزير جورج قرداحي علينا ان ندعو الى تشكيل كتلة من المثقفين الذين يجب ان يطلقوا النار على هؤلاء المرتزقة من الفنانين والمثقفين والكتاب والاعلاميين .. وربما علينا ان نخترع شيئا جديدا اسمه المثقف الانتحاري .. او المتثقف الاستشهادي .. الذي يرمي بنفسه وهو يحمل حزاما ناسفا من المواقف والكلمات التي لاتجامل .. وتتحدث عن كل عار الحكم الاسري الخليجي الذي لم يترك اي وسيلة لتدميرنا سياسيا وعسكريا وثقافيا واجتماعيا .. ولم تعد المجاملة مجدية معه .. بل ان الرد هو ماسيرعب اعلام الخليج .. كما حدث مع أول مثقف انتحاري هو المخرج السوري نجدت أنزور في فيلمه (ملك الرمال) .. ورغم ان الفيلم لم يعرض الا انه كان اول طلقة تحذيرية وأول طلقة في الاتجاه الصحيح لتصحيح الوضع الثقافي والمشهد الفني العربي الأعور .. لو تصرف كل مثقفي دول المقاومة بمثل هذه الشجاعة لنجدت أنزور وجورج قرداحي لكان بالامكان اعادة بناء مجتمعات متماسكة ومتوازنة وتعلم انها ليست ضحايا أنظمة عسكرية فقط لأن هناك ماهو أبشع وأقسى وانت ترى نفسك في بلد يديره الاميريكون والانكليز وتسير في شوارع بلدك كالغريب .. وتؤمر ان تطلق النار على من تحب وتحترم .. وهناك من يقطع رأسك ويبيد عائلتك ويقطعها من شروشها اذا خالفت الامير .. وهناك من ينشرك بالمنشار اذا لم تخلص له حتى وان خدمته كل حياتك ككاب أمين .. هل هناك من مخرج او فنان او مثقف يمكن ان يصور مشهدا تمثيليا لقطع رؤوس الناس في السعودية ؟ أو لنشر الخاشقجي؟؟ او ليعدد لنا أسماء زوجات الامير وعشيقات الامير ويصور لنا حياته ويلتقي مع ضحاياه .. وهل هناك من يكتب لنا عن محظيات الملوك وقمار الملوك و جهل الملوك .. ان من يتجرأ على هذا العمل الشجاع يدرك ان النار ستطلق عليه من مدافع اعلامية ثقيلة وسيتلقى موجة من القصف المدفعي من اعلام النفط والغاز وكل مرتزقتهم وقد تقطع العلاقات الديبلوماسية بسببه .. لمحوه من المشهد الاعلامي والثقافي .. ولكن عندما نخلق كتيبة من هؤلاء الانتحاريين المثقفين فان هذا سيحرض ثقافة جديدة هي الاستخفاف بالعصر النفطي ورموزه .. واعادة الثقة للانسان بوطنه ..
جورج قرداحي هو جرس الانذار الاخير الذي يقول لنا بوضوح: اننا فقدنا القدرة على السيطرة على هذا الوحش النفطي الذي يأكل قلوبنا وكتبنا وقصصنا وسياستنا ويجعل كل الناس عبيدا مثل ساستهم .. ويدمر قدرة الرفض وقدرة العصيان .. ويملي علينا مايريده الاسرائيليون والاميريكون .. وكما تحول الملك الى بقرة حلوب فانه حولنا جميعا الى أبقار له وخيول وبغال ..