أي دور لمايك بومبيو في قرار البيت باغتيال قاسم سليماني..
أخبار وتقارير
أي دور لمايك بومبيو في قرار البيت باغتيال قاسم سليماني..
15 كانون الثاني 2022 , 23:43 م

زعم وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، خلال لقاء مع قناة "فوكس نيوز" إن اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الجنرال قاسم سليمان كان ضرورة للأمريكيين.


بومبيو وخلال اللقاء كذلك، كشف أنه هو الذي طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتنفيذ العملية من أجل الحفاظ على أمن وسلامة الجنود الأمريكيين في العراق.


كما دعا بومبيو الإدارة الأمريكية الحالية إلى رفض التفاوض مع نظام يهدد الرئيس السابق رونالد ترامب بالقتل انتقاماً لاغتيال سليماني، وحذر من أنه "في حال تم الإفراج عن أموال إيران، فستضاعف الأخيرة من شبكتها الإرهابية في الشرق الأوسط وحول العالم وهذا خطأ فادح، يهدد حليفتنا إسرائيل"، على حد قوله.

وكان تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" سلط الضوء على دور بومبيو في قرار البيت الأبيض بشأن استهداف قائد فيلق القدس في العراق.


حتى وقت قريب، أجمعت معظم التقارير الإعلامية المستندة إلى تسريبات من الدوائر المقربة من البيت الأبيض، على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من اتخذ قرار استهداف قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، من بين خيارات أخرى طرحها عليه مستشاروه. 


لكن صحيفة "واشنطن بوست" نشرت، الإثنين، تقريرا كشف عن أن وزير الخارجية مايك بومبيو هو مهندس العملية، وأن دور ترامب لم يكن سوى التكفّل بما تمنحه إياه صلاحياته من منح الضوء الأخضر للجيش الأمريكي لتنفيذ الخطة. 


تقرير الصحيفة الأمريكية سلط الضوء على دور بومبيو في قرار البيت الأبيض تصفية سليماني؛ الإرهابي قائد عمليات طهران الخارجية التي أسفرت عن مجازر واستهداف للأمن البحري لعدة دول بالشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن بومبيو هو من أصرّ على قتل سليماني، وهو الذي استعرض المكاسب التي ستجنيها بلاده من وراء عملية مماثلة، في وقت طرح فيه بقية من المسؤولين الأمنيين ممن اجتمعوا مع ترامب، عقب الهجوم على السفارة الأمريكية بالعاصمة العراقية بغداد، سيناريوهات أخرى من بينها الهجمات الإلكترونية.


وحتى يضمن بومبيو تأثيرا مستمرا على ترامب، أجرى معه اتصالات متعددة بالأيام التي سبقت قتل سليماني.


وفي تصريحات لـ"واشنطن بوست"، قال مسؤول فضل عدم الكشف عن هويته، إن بومبيو بات "عابسا" جراء "خسارته" في مشاورات مماثلة جرت على أرفع مستوى في يونيو/حزيران الماضي، عندما تراجع ترامب، في آخر لحظة، عن خطة لشن ضربات عسكرية على إيران، ردا على إسقاطها طائرة مسيرة أمريكية.


ومن الواضح أن بومبيو استثمر على أكمل وجه التغيرات الأخيرة في فريق الأمن القومي الخاص بترامب، ومخاوف الرئيس من أن يبدو مترددا في وجه "العدوان الإيراني"، ما أتاح له المجال للإصرار على خطوة كان يؤيدها بشدة، وإقناع دونالد بتنفيذها.


ووفق الصحيفة نفسها، نقلا عن مسؤول أمريكي رفيع، فإن مسألة قتل سليماني لم تطرح للمرة الأولى عقب استهداف السفارة الأمريكية في العراق، وإنما طرح بومبيو الخيار منذ أشهر، لكن ترامب والكونجرس لم يكن لديهما على ما يبدو في ذلك الحين دافع قوي يبرر القيام بخطوة مماثلة.


كان ترامب بحاجة إلى دافع قوي أمام الأمريكيين والعالم لإقرار خيار مماثل، والكونجرس أيضا للمصادقة عليه، وهذا ما أتاحه مقتل متعاقد أمريكي يعمل مقاولا جراء هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية في كركوك العراقية في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبالفعل، ارتفع منسوب الغضب الأمريكي إلى أقصاه، وتطلب عقد اجتماع أمني طارئ بمنتجع "مار لاجو" التابع لترامب في فلوريدا حيث يقضي الأخير عطلة عيد الميلاد.


وبعد يومين من استهداف المقاول الأمريكي، وصل بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان مارك ميلي إلى المنتجع لاطلاع ترامب على التطورات الخطيرة، وهناك بدت الأرضية مناسبة لبومبيو للتركيز على قتل سليماني من بين خيارات الرد الأخرى التي كانت مطروحة.


مصادر الصحيفة لفتت أيضا إلى أن بومبيو لم يكن الوحيد المؤيد لخيار قتل سليماني، وإنما وافقه على ذلك أيضا إسبر، بل إن الاثنين نسقا الأمر في خطوة أثارت استغراب بعض المسؤولين، فيما اعتبرها آخرون متوقعة بالنسبة لرجلين درسا معا في الأكاديمية العسكرية الأمريكية.


"واشنطن بوست" أشارت أيضا إلى أن ترامب اختار بومبيو للدفاع عن قرار مقتل سليماني أمام وسائل الإعلام والشركاء الأجانب، وهذا ما شكل "انتصارا بيروقراطيا" بالنسبة لوزير الخارجية الذي يرى أنه نجح في النهاية –بمقتل سليماني- في حماية المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط ومنع تكرار سيناريو بنغازي في بغداد. 


ولطالما انتقد بومبيو ما يعتبره "فشل" وزير الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في منع قتل سفير واشنطن لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز، في هجوم استهدف عام 2012 سفارة واشنطن في بنغازي شرقي ليبيا.

المصدر: موقع اضاءات الإخباري