استمراراً لعملية صراع الوجود في القدس بين شعبها الفلسطيني وبين سلطات الاحتلال الصهيوني، تم كشف مخطط جديد لإيقاع المقدسيين في فخ المشاركة بمخططات بلدية الاحتلال. فقد قامت تلك البلدية بالتعاون مع جهاز المخابرات الاسرائيلي بتشكيل لجنة من المخاتير المقدسيين تكون مرجعية لأحياء وبلدات القدس وتشارك في حل المشاكل العائلية ونزاعات ملكية الأراضي.
وهذا العمل يؤكد على أن سلطات الاحتلال قد فشلت منذ احتلالها الجزء الشرقي من القدس عام 1967 وحتى الآن من فرض سيطرتها المباشرة على القدس وأهلها ، ولذلك ارتأت استخدام المخاتير كوسيلة غير مباشرة لاختراق المجتمع المقدسي.
وهذه ليست الخطوة الوحيدة بهذا الاتجاه بل سبقها ممارسات شبيهة وكانت محصلتها جميعاً الفشل.
في بداية الاحتلال لجأت السلطات إلى التهجير الجماعي للمقدسيين وقامت بإبعاد شخصيات سياسية ونقابية ودينية إلى خارج الأرض المحتلة وقامت بهدم المباني وتشريد اصحابها، لتفريغ القدس من سكانها وحتى تصبح الجماهير بدون قيادة لها، ولكن الجماهير الرافضة للاحتلال سرعان ما اختارت قيادات بديلة ولجأت إليها في حل نزاعاتها وفي قيادة نضالها اليومي ضد الاحتلال.
وعلى طريق صراع الوجود أطلقت سلطات الاحتلال عام 2018 مشروع " تسوية الملكيات في القدس" لتشارك المقدسيين أملاكهم المتوارثة عن أجدادهم ، ولكن أهالي القدس لم تستجب لمشروع تسوية الملكيات، لأنها أدركت أن تسجيل الأملاك والعقارات بأسماء سيؤدي في نهاية المطاف إلى مصادرة ممتلكاتهم بزعم أنها ممتلكات يهودية وتنفيذ قانون أملاك الغائبين عليهم.
وكانت سلطات الاحتلال قد أوجدت ما يسمى "المراكز الجماهيرية" لخلق فجوة داخل المجتمع المقدسي الفلسطيني، وهي مراكز تابعة لبلدية الاحتلال تقوم عبر الإغراءات المادية الفردية بتمرير مخططات تهويد المدينة، ولكنها فشلت بسبب نضال الجماهير في القدس ضد تلك المخططات ووقوف القيادة الوطنية المقدسية إلى جانبها .
من هنا جاءت فكرة " لجنة المخاتير" العشرين الذين اختارهم جهاز المخابرات الإسرائيلي ليكونوا واجهة عربية يختبئوا خلفها لخدمة أهدافهم .
وقد نجحت تلك الجماهير بقيادتها الوطنية في التصدي للمشاريع الصهيونية التهويدية في أكثر من قضية في الفترة الأخيرة وأهمها : تركيب البوابات الإلكترونية ومسيرة الأعلام ، والاستيلاء على مباني في الشيخ جراح ... وغيرها.
وقد تصدت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس للمشروع الجديد ، تعيين 20 مختاراً ، وأصدرت بياناً دعت فيه إلى مقاطعة لجنة المخاتير التي عينتها بلدية الاحتلال بالقدس المحتلة 1967بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية.
لقد كشف بيان الهيئة خطورة مرجعية لجنة المخاتير، وهذا يعني ان الجهة الامنية التي طلبت توظيفهم سوف تجير عملهم لصالح " الأمن" وصالح المشروع الصهيوني في القدس، وهل هناك اخطر من التعاون مع جهاز المخابرات الاسرئيلي.
ان مقاطعة الجماهير في القدس للجنة المخاتير كفيلة بإفشالها، ولكن المطلوب من العرب خارج الارض المحتلة ايضا القيام بدورهم للحفاظ على القدس او يكفوا عن التغني بها.