كتب المحامي الأردني زيد عمر النابلسي: ما وراء التسع دقائق لسعد الحريري.
شاهدت الآن التسع دقائق العجيبة لخطاب سعد الحريري يوم أمس في إعلان اعتزاله العمل السياسي والتي أنهاها وهو يقاوم الدموع، معللاً هذا القرار بحسب زعمه بسبب "النفوذ الإيراني، والتخبط الدولي، والانقسام الوطني، واستعادة الطائفية، واهتراء الدولة"...
النفوذ الإيراني؟؟؟
وهل إيران هي التي استدعتك إليها وأنت على رأس عملك كرئيس وزراء دولة مستقلة ثم اعتقلتك وضربتك وأذلتك وأجبرتك على قراءة بيان استقالة مكتوب لك سلفاً وأنت تتلعثم من هول المفاجأة؟
هل إيران هي التي خطفتك وحجزت حريتك ولولا تدخل الرئيس الفرنسي بطلب من الرئيس ميشيل عون وتحركات وزير الخارجية جبران باسيل لربما لا زلت ترتدي حول قدميك الإسورة الإلكترونية المخصصة لتتبع حركة نزلاء الريتز كارلتون في منازلهم؟
تخيّلوا بربكم ماذا كان سيحدث لو أن إيران فعلت مجرد واحد بالألف من هذا كله ليس مع رئيس الوزراء بعظمة جلاله بل فقط مع مرافق مساعد نائب متصرف لواء في جبل لبنان!!!
الشيخ سعد يعلم علم اليقين أن إيران لم تتدخل يوماً في السياسة الداخلية للبنان ولا حتى بتعيين صبي قهوة أو ساعي بريد، وأنه لولا دعمها غير المشروط للمقاومة لكان لبنان اليوم إمارة داعشية يتقاسمها أبو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي، ولكانت نساء لبنان تُباع وتُشترى في أسواق النخاسة على شواطئ الكسليك ومرتفعات كسروان وبشرّي وبكفيّا...
أن تكون عبداً ذليلاً مأموراً وأن تحيا أجيراً مطيعاً خانعاً، فهذه مصيبتك الشخصية وقدرك الذي اخترته وارتضيته لنفسك...
أما أن تخرج على الملأ وتتباكى على خيبتك وتجتر الدموع على فشلك، فهذه سابقة أولى في تاريخ الابتذال والسقوط وانعدام الخجل...
قال نفوذ إيراني قال!!!
