ضجّ الغلاء وجُنّتِ الأسعارُ

ومحا وجودَ الليرةِ الدولارُ

والجوع بالفقراء أحكمَ نابه

فاستسلموا لبلائه وانهاروا

والثورة انقلبت على اعقابها

وحراككم فتكت به الاقدار

والموت للفقرا ء صار محتما

لولا الاله الواحد الجبار

ما اصعب الثورات تخذل اهلها

ماذا فعلتم ايها الثوار

اين انتفاضتكم واين صمودكم

يا ايها الشرفاء والاحرارً

عن ساحة التحرير غاب وجودكم

والبرج اطلال بها وقِفار

في ساحة الشهداء لا صوتٌ لكم

فيها ولا حشدٌ ولا استنفار

وبِوسْطِ بيروتِِ تفرَّق شملكم

وعلى الشطوط رماكمُ التيّارُ

وكذا بجسر الرّنك من آثاركم

لم يبقَ الّا الرمل والاحجارُ

اين الحناجر والهتافات التي كادت تُدكّ بوقعها الاسوارُ

خمَدَت دواليب الدّخان ولم يزلْ

منها على جبهاتكم شحتارُ

خرِست ْحناجركم فَشُلَّ حراككم

وتقطّعت في جسمه الاوتارُ

مع انكم كنتم صناديد الوغى

لا الحكم يرعبكم ولا التيارُ

ماذا اصابكمُ لكي تتفرّقوا

وحراككم للجائعين شعارُ

سقط القرار الحرُّ من افواهكم

واجتاحكم للحاكمين قرارُ

انا لا الومكمُ ولست أُدينكُم

حتى ولو لعِبت بقلبي النارُ

اني ألوم الجائعين لِأنهم

كُرْمى الذئاب عن الحراك تواروا

رفضوا مشاركة الحراك لأنهم

خافوا على الزعماء يا لَلعارُ

ثم ادَّعوا أنّ الحراك تقوده

الأحزاب والسفراء والأشرارُ

لم يعلموا أنّ الشعوب بجوعها

وجياعها يتحطم التجّارُ

وجميع ثورات الشعوب يشوبها

من بيدر المتربِّصين غُبارُ

أمّا الجياع فإنَّ ثورتهم لها

في كل أنحاء الوجود وقارُ

لو كان في لبنانَ شعبٌ ثائرٌ

ما كان يلعبُ بالدُّلارِِ حِمارُ

أنا شاعر الثورات لا أخشى الرَّدى

مادام معتمدي هو الكرّارُ

فقصائدي في الواقعات مدافع

ورَوِيُّها في الحالكات نهارُ

ماهمَّني مَكر الذئاب وغدرُها

أبداً وليس يريعني استئثار

لكنني أخشى على الوطن الذي

ستحلُّ فيه مصائب ودمارُ...