كتب الأستاذ حليم خاتون: شيرين، نور، والانتخابات.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: شيرين، نور، والانتخابات.
حليم خاتون
12 أيار 2022 , 18:55 م

شيرين شهيدة...

الخبر سيطر على كل وسائل الإعلام...

شيرين ليست اول شهيد فلسطيني...

وبالتأكيد لن تكون الأخير...

لقد قدم هذا الشعب العنيد من ما لا يكفي من الشهداء...

تحرير فلسطين مهمة شبه مستحيلة...

المهمة المستحيلة تحتاج إلى كم أكبر بكثير من الشهداء وإلى حركات مقاومة فوق العادة...

لم يكن وصف الاستحالة هذا من مخيلة الشعراء أو الأدباء...

لم يكن هذا الوصف لنشر الإحباط في هذا الشعب...

الذي قال هذا الكلام هو حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش...

لن يزاود أي كان على هذا العملاق الذي انطلق في العمل المقاوم قبل حتى أن يولد فصيل مقاومة فلسطينية لا يتبع لهذا النظام الرسمي العربي أو ذاك...

وصف الاستحالة عند الدكتور حبش نابع من الفهم الاستراتيجي لهذا الصراع الوجودي المصيري في المنطقة...

بكل بساطة...

لن يكون هناك لا تحرير ولا حرية ولا سيادة ولا استقلال طالما فلسطين مغتصبة...

بمعنى أكثر دقة، لن تكون هناك فلسطين حرة على اي جزء من هذا البلد إذا لم يقترن هذا بالصراع حتى التحرير الكامل،

من البحر الى النهر...

في القضية الفلسطينية، لا وجود لحلول وسط...

من هنا الاستحالة...

ومن هنا أيضا حتمية الصراع حتى إسقاط هذه الاستحالة...

من هنا وصف هذا الصراع بالوجودي...

نقيض شيرين، موجود في ابو ظبي، في دبي، في البحرين، في المغرب، في مصر ، في الاردن، في السعودية... في الكثير من بلدان العالمين العربي والإسلامي...

لكنه موجود ايضا في داخل فلسطين...

في فلسطين، يأخذ نقيض شيرين صفة أفراد عملاء بلغ الرخص فيهم، إنهم ليسوا أكثر من نكرة...

لكن نقيض شيرين يأخذ أيضا صفة سلطة تتخذ لنفسها صفة أخرى... السلطة الوطنية...

نقيض شيرين موجود في أجهزة أمنية تأخذ أوامرها من الأميركي رغم الادعاء أنها فلسطينية...

في لبنان نقيض شيرين ينتشر بشكل أكبر بكثير من كل تلك البلاد المذكورة أعلاه...

معظم شعوب أنظمة التطبيع والعلاقات الديبلوماسية، لا تقبل ان تكون نقيض شيرين أبو عاقلة...

قد لا يكون هؤلاء مناضلين على صلابة شيرين لكنهم قطعا ليسوا نقيضا لها...

في لبنان، نسبة كبيرة من الشعب اللبناني قد تصل حتى الثلث، هي بالفعل نقيض شيرين...

القوات، الكتائب، الجنبلاطيون، ميشال معوض، فارس سعيد، الكثيرون من المجتمع المدني، أشرف ريفي، خالد الضاهر... عدد ضخم من اللبنانيين الذين يخوضون الانتخابات ليس لبناء دولة، بل لدفع البلد إلى المستوى الأقصى من الأزمة...

هؤلاء جميعا، وغيرهم هم نقيض شيرين...

أين يقع المستوى الأقصى لهذه الأزمة...؟

أعدت قراءة تقرير جريدة الشروق الجزائرية الذي يكشف وجه العميل الإسرائيلي نور على موقع إضاءات...

يجدر بالجميع قراءة تقرير هذه الجريدة الجزائرية...

كان الوزير السابق وئام وهاب قد سبق جريدة الشروق إلى فضح العميل نور... دون أن يقوم هذا الأخير بأية محاولة لملاحقة هاتين الجهتين قضائيا..

قد يقول قائل إن كاتب هذه الأسطر يخلط عباس بدرباس...

ما علاقة شيرين ونور والانتخابات...؟

في الشرق الأوسط، نحن موجودون في المنطقة المفصلية في الأوضاع الجيوسياسية... نحن وسط العالم...

الاميركيون والبريطانيون، ومعظم الغرب...

يهتمون بكل تفصيل...

هل سأل أحدكم لماذا يصر حزب الله على التحالف مع العونيين وأمل، رغم كل الغبار المنتشر على سِيَر هؤلاء...؟

هل يعتقد حزب الله أنه سوف ينسف الفساد ويدفع الفاسدين من حلفائه إلى التوبة، بعد الانتخابات...؟

حزب الله ليس على هذه السذاجة...

لماذا يصر حزب الله على التوافقية في لبنان، وبات أحد شعارات تلفزيون المنار يقوم على خياطة علم لبناني مقطع...؟

لماذا عاد حزب الله إلى سياسة ابي ملحم، ولغة ابي ملحم التي ميزت كل مرحلة وجوده في السلطة...؟

في المقابل، لماذا هرع السعودي وحلفاؤه الإقليميون إلى العودة إلى لبنان... ؟

لماذا كان الفيتو على الرئيس سعد الحريري من الأصل... بل لماذا وقع الحُرم على الشيخ سعد...؟

كل من يعرف الرئيس الحريري، يعرف أن هذا الرجل كان سعوديا حتى العظم...

إذا ما الأمر؟

لقد رفض الرئيس سعد الحريري مخطط وضع السُنة في مواجهة المقاومة... رفض تحويل لبنان على سوريا أخرى...

هذا هو المستوى المطلوب في الأزمة سعوديا وصهيونيا...

السعوديون والصهاينة لا يجدون سبيلاً للنيل من المقاومة في المنطقة إلا عبر ضرب الهيكل العظمي لهذه المقاومة... حزب الله...

السبيل الوحيد الذي بقي أمامهم بعد حرب تموز وحرب الجرود وحرب سورية، هو حرب أهلية في لبنان...

الرئيس الحريري رفض هذا فنال الضرب واللكم والإهانة والاقصاء...

لكن فلنتصور فقط، مجلسا نيابيا ينتخب رئيسا للجمهورية مستعد للذهاب الى هذه الحرب...

لقد أثبت جعجع وقيادة القوات أنهم مستعدون لهذا...

لقد دخلوا في مغامرات مميتة قبل اليوم...

تسببوا بماسِِ كبيرة... لكنهم لم يتعلموا...

سامي الجميل، يريد لبس عباءة بشير الجميل طالما أن نديم غير قادر على ذلك...

هناك غير سامي كثيرون يحلمون بإشعال فتنة تنتهي بدخول دبابات أطلسية أو حتى إسرائيلية توصلهم إلى بعبدا...

عندما يقال إن هذه الانتخابات ليست مجرد برلمانية بل رئاسية أيضاً، هناك الكثير من الصحة في ذلك...

لكن هناك ما هو أكثر...

تهدف هذه الانتخابات إلى إيجاد شرعية ولو منقوصة لإشعال هذه الحرب الأهلية... عبر المطالبة بنزع سلاح المقاومة...

هذا هو هدف السعوديين والصهاينة...

مهما كانت نتائج الانتخابات، لن يكون هناك إصلاح لأن ليس هناك من هو قادر على فرض الإصلاح في هذا النظام غير القابل للإصلاح...

سوف نعود إلى حالة ستاتيكو الإستمرار في المراوحة داخل الإنهيار...

حزب الله الذي يرفض ضرب الفاسدين خوفا من الفتنة سوف يجد نفسه، في حالة نجاح الجناح السعودي الصهيوني في لبنان، مضطرا إلى الدخول في هذه الحرب ليس فقط دفاعا عن سلاحه كما فعل في السابع من أيار قبل الدوحة، بل لأن اعداء الحزب لن يتركوا له مجالا لتجنب هذه الحرب...

الفتنة قادمة فعلاً،

لا ضرورة إلى لعن من يوقظها...

هي مستيقظة دائما في لبنان والمنطقة...

تخفض رأسها أحياناً وبعد كل ضربة أو هزيمة، لكنها لا تلبث أن تعود إلى البروز عند أول أمر سعودي صهيوني...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري