لماذا نقف مع روسيا في عمليتها العسكرية ؟\ د. محمد رقية
مقالات
لماذا نقف مع روسيا في عمليتها العسكرية ؟\ د. محمد رقية
د. محمد رقية
25 حزيران 2022 , 17:58 م

سؤال يطرحه الغرب ويحاسبنا عليه ، لماذا نقف مع روسيا في عمليتها العسكرية بأوكرانيا ؟ حيث يعتبر أننا نقف مع المعتدي ضد المعتدى عليه ، لذلك لابد من توضيح هذا الأمر ليكون معروف للجميع .

١- نقف مع روسيا لأنها تدافع عن أمنها القومي وحريتها ومجابهة الضغوط الغربية عليها عبر أوكرانيا التي سلموها للنازيين الجدد عملاء الناتو

٢- نقف مع روسيا لأننا مع الشعب الأوكراني أيضا" وهما شعبان شقيقان من أصل واحد وديانة واحدة وكنيسة واحدة وعيش مشترك منذ مئات السنين ، وروسيا هي العمق الاستراتيجي لأوكرانيا .

وهناك صلات اجتماعية وعلاقات أسرية كثيرة بين الشعبين وقد عايشت ذلك على أرض الواقع من خلال معرفتي بالشعبين وزياراتي المتعددة لأوكرانيا، أثناء وجودها ضمن جمهوريات الاتحاد السوفياتي وبعد انفصالها عنه ، ومن بين المدن التي أقمت فيها أكثر من شهر مدينة دنيبربتروفسك وكنت اول أجنبي يزور هذه المدينة بعد فتحها أمام الأجانب، التي كانت مغلقة للأجانب أثناء الاتحاد السوفياتي ، لأنه كان يوجد بها أكبر مصنع للصواريخ الاستراتيجية ، وقد كان لنا علاقات هامة مع المؤسسات العلمية الأوكرانية . وقد لاحظت أثناء وجودي علاقات المحبة والتعاون والمشاعر والهموم المشتركة التي تربط بين الشعبين اللذين يتكلمان لغة واحدة أيضا" .

فالغرب الاستعماري ضلل هذا الشعب بفرضه قيادة عميلة له حاربت كل مايجمع الشعبين ومنعت اللغة الروسية وهجرت وقتلت ذوي الأصول الروسية وخاصة في منطقة حوض الدونباس في الشرق الاوكراني وجعلت العائلات الروسية الاوكرانية المشتركة تنفصل عن بعضها ، وغيروا عقيدة الجيش الأوكراني وأسسوا الكتائب النازية الإرهابية الجديدة وأسسوا قواعد سرية للناتو على الأرض الأوكرانية من بينها مثلا" قاعدة جوية في سيفيرودونيتسك وقاعدة بحرية في أوتشاكوفو وكل ذلك في سبيل خنق روسيا والتحكم بمصيرها ومصير كل الشعوب السلافية ، مثلما دمروا يوغسلافيا في التسعينات والكثير من دول العالم .

٣- لأنه تتلاقى أهدافنا وأهداف الروس في محاربة الإرهاب العالمي الذي عاث فسادا" ودمر البلاد والعباد في سورية والعديد من الدول العربية ودول العالم وحاليا" في اوكرانيا .

٤- نقف مع روسيا لأنها تقول للغرب المتعجرف كفاكم سطو على ثروات العالم ولأنها تقاوم الهيمنة الغربية والسيطرة على الدول الصغيرة والشعوب الفقيرة فالغرب الأمريكي يتمرجل على البلدان الضعيفة في مناطق الشرق الأوسط وشرق أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية وافريقيا التي رأيناها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي .

٥- نقف معها لأنها تقاوم المفاهيم الشاذة للنيوليبرالية الحديثة التي تركز عليها كالمثلية الجنسية وزواج مثليي الجنس الذي تم تشريعه في بلدانهم هذا عدا عن انتشار الشواذ والمخدرات والكحول والانحلال الأخلاقي بكل حياة شعوبهم التي ابتعدت عن القيم الانسانية بكل مافيها .ووصل بهم الأمر الى نشر وتعميم المثلية الجنسية حتى في أفلام الكرتون للأطفال التي منعتها الكثير من دول العالم.

لقد قال الرئيس الروسي في هذا الصدد سنرسل المثليين الى سيبيريا ليبقوا هناك حتى يستعيدوا رجولتهم .

٦- لأن الذي يدور في اوكرانيا ليس حرب فقط ، بل هو صراع حضاري بين حضارة تعودت ان تفرض سيطرتها وهيمنتها ومنتجاتها على العالم بالقوة والاغراءات وحضارة أخرى ليس لها ماضي استعماري تتعاطى مع العالم في اطار الشراكة وحفظ مصالح الدول لتنعكس الفائدة على جميع الشعوب

٧- لأن روسيا تمثل الحضارة والثقافة وصدرت للعالم الفن والأدب والموسيقا والمسرح والرواية وحمت كرامة أوروبا في الحرب العالمية الثانية حين مرغها هتلر في الأرض.

٨- لأن فضاء الاوكران هي روسيا وأن روسيا هي عمقهم الحقيقي وهم أبناء شعب واحد فرقتهم السياسة الغربية السوداء

٩- لأن الانتصار في هذه الحرب يعزز قيم الحرية والديمقراطية والعدالة وحقوق الانسان وتبعد القيم الشاذة التي يروج لها الغرب والتي يحاول تطبيقها على العالم بالهيمنة والقوة .

فأمريكا والغرب يريد ان يعربد ويحاصر ويقتل ويقصف أي مكان في دول العالم الثالث متى أرادوا ومتى شاؤوا ،كما فعل في أفغانستان ويوغسلافيا والعراق والصومال والسودان وليبيا وسورية واليمن وتونس والجزائر ونيجيريا وفيتنام والفليبين وكوريا واندونيسيا وايران وفنزويلا ودول امريكا اللاتينية الأخرى وغيرها ، دون أن يسمحوا لأحد في العالم بان يسألهم أو حتى يعترض عليهم .

١٠- لأننا مع نظام عالمي متعدد الأقطاب تسود فيه الشفافية والعلاقات الدولية المتوازنة واحترام الآخر ، بدل نظام القطب الامريكي الغربي الواحد ، الذي دمر العالم بسطوته وهيمنته وقيمه الشاذة

١١ - نحن مع الروس والأوكران لكي ينتصروا على هذا الغرب الكاذب، الذي يسير بهم الى اتون المحرقة ، التي ستحرقه في النهاية ليرتاح العالم من هيمنتهم.

* باحث أكاديمي وكاتب سياسي

المصدر: موقع إضاءات الإخباري