المصطلح المضلل: نظام الفصل العنصري الصهيوني وتعرية دعاة قصر النضال الوطني الفلسطيني عليه\ محمد دلبح
فلسطين
المصطلح المضلل: نظام الفصل العنصري الصهيوني وتعرية دعاة قصر النضال الوطني الفلسطيني عليه\ محمد دلبح
محمد دلبح
1 تموز 2022 , 06:19 ص

واشنطن-محمد دلبح


شاع هذا المصطلح (أبارتهايد) الذي يوصف به كيان الاحتلال الصهيوني بفعل تقارير المنظمات الحقوقية الدولية في محاولة لطمس حقيقة جوهر الكيان بوصفه كيانا استعماريا إحلاليا قام على اقتلاع وإبادة سكان فلسطين العرب الأصليين، واحلال جماعات سكانية يهودية جيء بها من كافة أنحاء العالم ليستوطنوا أراضي العرب الفلسطينيين التي استولوا عليها بعد تهجير العصابات اليهودية الصهيونية المسلحة نحو 750 ألف من الفلسطينيين العرب قسرا خارج وطنهم فلسطين في عام 1948 فيما يسمى النكبة التي حفرت في الوعي الجمعي الفلسطيني كقصة تهجير وطرد والنتزاع ملكية لا هوادة فيه، وتكررت النكبة بعد 19 عاما نتيجة للحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني في حزيران/يونيو 1967 على مصر وسوريا والأردن.

والتعريف السائد للفصل العنصري هو أي أفعال لا إنسانية ترتكب في سياق نظام أساسه الاضطهاد والتمييز المنهجي والسيطرة من جانب جماعات عرقية واحدة إزاء أي جماعة أو جماعات عرقية أخرى، بقصد الهيمنة على الجماعة العرقية الأخرى. ويعتبر الفصل العنصري انتهاكا للقانون الدولي العام وانتهاكا جسيما لحقوق الإنسان التي ينفترض ان تحظى بالحماية الدولية وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الجنائي الدولي. وقد استخدم هذا المصطلح في الأصل للإشارة إلى النظام السياسي الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا (منذ عام 1948-1990) تمثل في فرض التفرقة العرقية والهيمنة والقمع بوضوح من جانب أقلية عرقية بيضاء على الأغلبية السوداء.

وبإشاعة مصطلح نظام الفصل العنصري الصهيوني يجري تمويه حقيقة الكيان إلى مجرد اضطهاد عنصري يمارسه ضد عرب فلسطين الذين بقوا في فلسطين سواء في الأراضي المحتلة عام 1948 أو في فلسطين الوسطى (الضفة الغربية المحتلة) وقطاع غزة المحاصر. وبذلك يجري التسليم بالوجود الطبيعي لكيان الاحتلال على ما غتصبه وسرقه من أرض فلسطين وأن النضال ضد هذا الكيان هو فقط لإلغاء عنصريته وليس إنهاء وجوده بتحرير فلسطين. أبرز من يدعو إلى ذلك هو عزمي بشارة الذي اعتبر أن النضال الفلسطيني في الوقت الراهن يجب أن يتركز ضد نظام الفصل العنصري وليس تبني خيار المقاومة المسلحة. وعزمي بشارة وأشباهه أصحاب هذا المصطلح يتقصدون حرف النضال الوطني الفلسطيني من أجل التحرير الذي يضمن وحده عودة اللاجئين الفلسطينيين ونسلهم إلى فلسطين المحررة... فأي خيار بديلا عن المقاومة المسلحة هو تزييف لوعي المواطن، وتقزيم لطبيعة الصراع وتبهيت لمستوى النضال، إذ أن وجود الكيان الاستعماري الاستيطاني هو سبب نشوء نظام الفصل العنصري ومن أجل القضاء على ذلك يجب القضاء على الكيان الذي تسبب في الفصل العنصري. إن دعاة النضال ضد نظام الفصل العنصري في فلسطين المحتلة إنما يدعون إلى أن يكون النضال الفلسطيني فقط نضالا حقوقيا وسلميا وأن تكون مرجعيته هي المنظمات والهيئات والمؤسسات الحقوقية في دول الغرب الأوروبي/الأميركي الإمبريالي والأمم المتحدة التي خلقت كيان الاحتلال الصهيوني وترعاه وتسمح له كما ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها بالإفلات من العقاب لفترة طويلة.

إن الخيار الصحيح لإنهاء السبب والنتيجة هو في رفض التعايش مع الكيان تحت يافطة رفض الفصل العنصري وتقديم الشكاوي والتقارير الدورية حول ممارسات التمييز والفصل العنصري ضد كيان الاحتلال الصهيوني... قد تقدم الإدانات الدولية لممارسات كيان الاحتلال الصهيوني العنصرية ضد الشعب الفلسطيني دعما معنويا لكن تاريخ وتجارب الكفاح الوطني للشعوب الأفريقية ضد أنظمة الفصل العنصري الإستعمارية الأوروبية تقدم لنا درسا ثمينا... فالنضال المسلح والعنف الثوري الذي خاضته هذه الشعوب هو الذي أنهى الوجود الاستعماري الأوروبي ونظامه العنصري في تلك البلدان.

إن دعاة اقتصار النضال الوطني الفلسطيني ضد الفصل العنصري هو دعوة إلى إطالة أمد الاحتلال الصهيوني لفلسطين. فهذا الكيان من منظور الحركة الوطنية الفلسطينية منذ أن تبلورت في عشرينيات القرن الماضي هو كيان مؤقت يجب أن لا يحظى أبدا بفترة راحة وأن يبقى قلقا على وجوده، وهذا يتأتى باستنهاض وتنظيم الشعب الفلسطيني وتسليحه داخل وخارج فلسطين المحتلة في إطار جبهة وطنية تستند إلى نهج الكفاح المسلح والمقاومة من أجل تحرير فلسطين. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري