أهل الأعراف في الواقع السياسي و دور شاهد الزور\ جاسر خلف
مقالات
أهل الأعراف في الواقع السياسي و دور شاهد الزور\ جاسر خلف
5 آب 2022 , 14:11 م


الأغلبية الساحقة من شعبنا العربي هي فئة مسحوقة إقتصادياً و سياسياً و معنوياً و تعاني بدرجة كبيرة و متزايدة و لذلك ليس لديها الوقت و الظروف المناسبة كي تشارك أو تتفاعل بنشاط على منصات وسائل التواصل الإجتماعي بالكتابة و التعليق و النشر و بالكاد يعرفون ما يحصل من أمور و أخبار كبيرة في وقعها.

لذلك تكون أقصى مشاركاتهم هي معايدات و طيب الأمنيات للاقارب و الأصدقاء.

الفئة أعلاه ليست هدفاً لمقالي هذا.

أقصد الفئة التي لديها الوقت الكافي و ظروف مادية تسمح لهم بترف المشاركة و التواصل و لساعات طويلة بحيث يكتبون و يعلقون و ينشرون و يتفاعلون و ينتقدون إلخ..

أريد توجيه السهام هنا لفئة أعتبرها فئة السخفاء و التافهين و النمّامين و المنافقين و النسناسين إلى درجة الجبن الشديد !!!

الفئة المقصودة هنا هي الفئة التي ليس لديها أي رأي صريح و واضح في أية مسألة و خصوصاً في قضايا سياسية و وطنية و تهم الأمة.

المقرف في الأمر أنهم يتباهون فيما يعتبرونه ذكاءاً و حكمة فالبعض مثلاً يتفاخر بأنه ليس مع أحد في سورية أي انه ليس مع شعبه عملياً أو ليس مع فتح أو حماس و كأن فلسطين هي فقط فتح و حماس أو ليس مع الحوثي أو تحالف العدوان على الشعب اليمني و ليس مع أمريكا أو روسيا أو مع حزب الرب و الكيان !!

فئة تخلط الحق بالباطل و الحقيقة بالكذب و العدل بالظلم و يبتسمون تلك الإبتسامة الخبيثة الذليلة الخانعة بأستسلام عميق.

بصراحة انا لا أعترف بحيادية هذه الزمرة بل اعتبر ذلك نوع خطير من التخلي عن المسؤولية الإنسانية و الأخلاقية و الوطنية.

و بنفس المضمار هناك "أصدقاء" من نفس هذه الجماعة تصادقك و تصادق خصومك القوميين و بنفس الوقت و المساحة و يضعون اللايكات و القلوب لك عندما تدافع عن الوطن و محور المقاومة ثم ينتقلون إلى منشور مضاد ليضعون اللايكات و القلوب لأصدقاء الكيان و لجماعة دولة تحت بسطار المستوطنين و لأعداء سورية و اليمن و محور المقاومة.

هؤلاء لا يكتبون منشورات و لا يشاركونها و لكنهم فضوليون جداً لتفاصيل غير جوهرية و لتقديم خدمات لكل الأطراف المتصارعة من خلال نقل الكلام و النميمة و حتى الكذب لأن جماعة الأعراف تلك هي في النهاية مع الفئة الباغية و المعادية لمصالح الشعب و لكنها جبانة إلى درجة تمنعها من إعلان ذلك على الملأ لأنها تخاف أن تنتصر الحقيقة.

ألا بئس أهل الأعراف الذين يقفون على الجبل ينتظرون من ينتصر كي ينزلوا و يشاركوا في إقتسام الغنائم.

الشريف و الوطني هو من يدافع عن مصالح شعبه و أمته و يعلن مواقفه بشكل لا لبس فيه و مع تحمل المسؤولية. 

المصدر: موقع اضاءات الإخباري