كتب الأستاذ حليم خاتون: عن دور الحل السلمي واستعماله التكتيكي.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: عن دور الحل السلمي واستعماله التكتيكي.
7 آب 2022 , 16:17 م


رحم الله الشيخ إمام رغم بعض الظلم حين خلط بين عظمة عبد الناصر، وانتهازية الكثيرين من رجال السلطة الذي أفسدتهم نزوات هذه السلطة...

يومها قبل عبد الناصر مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار من أجل إكمال بناء جدار الصواريخ على الضفة الغربية لقناة السويس، وحماية الجبهة الداخلية أثناء تحضير مصر للعبور العظيم الذي تحقق سنة ٧٣...

المضحك المبكي أن منظمة التحرير الفلسطينية التي انتقدت عبد الناصر يومها، هي من وقعت على معاهدة أوسلو، وأجهضت انتفاضة الشعب الفلسطيني التي لم تنجح كل الإجراءات الصهيونية والعربية والدولية على إخمادها...

هل نقف اليوم أمام نفس الحالة...؟

هل هناك من يدعو في غزة إلى التهدئة من نفس باب التكتيك...؟

هذا ما يحاول الكثيرون من المحللين التابعين لسلطة حماس في غزة الإيحاء به...

أن تكون إسرائيل قد أقفلت معبر ابو سالم في تشديد الحصار الاستعباطي قبل أيام من بدء العمليات...

أن تكون "إسرائيل" منعت إدخال شحنات السولار إلى غزة قبل مدة تكفي لأن يغرق القطاع في عتمة شاملة خلال يومين أو ثلاثة من بدء العمليات...

أن ترسل "إسرائيل" رسائل غير مباشرة إلى حركة حماس طالبة عدم تدخل الحركة لأن المقصود بالعمليات هي حركة الجهاد الإسلامي "التابعة لإيران"...

أن تقتصر معظم العمليات على استهداف قيادات الجهاد الميدانيين، وسط نفي مشبوه عن نأي حماس بنفسها... نأي ضاع المحللون في غزة بين نفيه وتبريره في كلمات لا تخجل عن وجوب القبول بوقف إطلاق النار من أجل السولار والغذاء...

يبدو أن إخوان الشياطين، الذين خانوا عبد الناصر وشمتوا به بعد النكسة؛ إخوان الشياطين الذين خانوا دمشق التي قدمت لقضايا الأمة ما لم تقدمه أنظمة الذل العربي؛ هم نفس أولئك الذين في غزة سوف يضغطون من أجل التهدئة، والتهدئة اليوم خيانة...

التهدئة اليوم خيانة عظمى...

أن تخرج الأنظمة العربية تطالب وقف "العدوان" في الوقت عينه الذي يطلب فيه جهاز الأمن الصهيوني الشاباك بوجوب السعي إلى وقف إطلاق النار لأن العمليات قد حققت أهدافها...

الشاباك لم يقل إن الكيان غير قادر على استمرار القتال والمجازفة بدفع الشعب الفلسطيني الى مواقف أكثر جذرية في غزة والضفة وحتى داخل ال ٤٨...

الشاباك يعرف أن الاستمرار في العمليات سوف يزعزع استقرار أنظمة الذل العربي...

الشاباك يعرف أن الجبهة الداخلية في الكيان غير قادرة على تحمل ما يستطيع الشعب الفلسطيني على تحمله...

الشاباك يعرف ما لا يعرفه إخوان الشياطين...

"اقتلونا، فإن شعبنا سوف يعي أكثر"

إن أي قبول بوقف النار اليوم أو غداً، هو تحقيق غايات إسرائيل من العملية...

إن القبول بوقف النار اليوم أو غداً هو خيانة موصوفة للقادة الشهداء الذين تكون دماؤهم سقطت هدراً...

يجب استمرار القتال وتصعيد العمليات كل يوم أكثر حتى لو أدى ذلك إلى إجبار إسرائيل على ارتكاب المزيد من المجازر، مع عدم السماح بهذه المجازر أن تمر دون ضرب موجع غير مستحيل لمنشآت استراتيجية كمرفأ حيفا، وحقول الغاز، بالأخص لفيتان وتمار مما سوف يغرق الكيان في حصار مشابه وظلام مشابه لما تتعرض له غزة...

الشعب الفلسطيني الذي يعيش الحصار والظلام لن يتغير عليه شيء...

الأفضل أن يتحمل أهل غزة اسابيع وأشهر من الضرب والتدمير، على أن يستمروا في العيش لسنوات أخرى في ظروف لا إنسانية من الهوان الوطني والمعاناة الاجتماعية...

لنرى أن كان الكيان سوف يقوى على الحصار وعلى الظلام...

لنرى أن كانت القبة الحديدية، سوف تستطيع فعلا العمل بنفس المستوى...

ثم إن حركة الجهاد الإسلامي تقاتل بالنيابة عن كل محور المقاومة وأحرار العالم...

وهؤلاء سوف يتحركون غصباً عنهم وإلا فالى مزبلة التاريخ...

ثم إن استهداف حقول الغاز ومرفأ حيفا، وحتى مفاعل ديمونا، ومنطقة غوش دان التي تتركز فيها اساسيات دولة الكيان، سوف تدفع الغرب إلى الجنون وتقديم تنازلات لن تكون سوى مسامير مستقبلية في نعش الكيان...

الخزي والعار لكل من يسعى إلى تهدئة...

والعزة والكرامة والقامة المرفوعة لأهل غزة الذين سوف يثبتون للعالم أجمع أنهم،

"من أشرف الناس"


المصدر: موقع إضاءات الإخباري