آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته لم ولن تنتهي....الطفلة رهف شاهدة
أخبار وتقارير
آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته لم ولن تنتهي....الطفلة رهف شاهدة
10 آب 2022 , 11:24 ص



آثار العدوان الإسرائيلي على غزة وتداعياته لم ولن تنتهي بالنسبة للضحايا والمصابين وذويهم.


 تشكو الطفلة رهف سلمان بنت قطاع غزة (11 عاماً) من أن الصاروخ الإسرائيلي الذي شاهدته بأم عينيها يقترب، بتر يدها اليمنى التي تكتب بها وأبقى لها اليسرى، وكأنها كانت تمني النفس لو أن اليمنى هي التي بقيت بدل اليسرى، على الأقل كي تكتب وتمارس هوايتها المفضلة الرسم، ثم تفطنت أنها أيضاً فقدت قدميها فألقت أمنية ثانية، لو تستطيع أن تسير مرة أخرى، وتهرول في الشوارع، وكأنها تريد أن تقول ما قاله الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش على لسان كل الفلسطينيين: «ونحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلاً».



لم تكن رهف الصغيرة سوى ضحية صاروخ إسرائيلي سقط في وقت ما، في لحظة صدفة خرجت فيها إلى الشارع القريب لجلب شقيقها محمد 13 عاماً من أجل عشاء عائلي يفترض أنه سيكون بهيجاً، قبل أن يتحول إلى كارثة. كل ما تعرفه أنها شاهدت الصاروخ ثم شعرت كأن تياراً كهربائياً مسها، ولم تعد تدرك شيئاً.


تقول رهف التي تستلقي على سرير في المستشفى الإندونيسي بقطاع غزة بينما يلف الشاش الأبيض أطرافها الثلاثة المبتورة، لكاميرات الصحافيين التي راحت تبحث عنها: «طلعت أنادي أخوي عشان نتعشى. شفت صاروخ بعدين شعرت كأني تكهربت وما عرفت شو صار لقيت حالي هون». وتضيف: «إيدي وإجري الثنتين سبقوني للجنة. بس أنا نفسي أركب إيدين وإجرين بدي أرجع أكتب. المشكلة إني بكتب بإيدي اليمين وهي اللي انقطعت، وظلت الشمال».


وتختصر رهف حكاية كثير من الغزيين نجوا من الموت بأعجوبة وخسروا أطرافهم أو أحبابهم لأنهم فقط مكثوا في بيوتهم، فيما كانت إسرائيل تشن عدوانها هناك، أو ربما خرجوا إلى الشارع، لا فرق عند الصواريخ الإسرائيلية.

وقصفت إسرائيل قطاع غزة على مدار 3 أيام وخلفت 46 قتيلاً بينهم 16 طفلاً لم يكتب لهم مثل ما كتب لرهف.

وقالت منال سلمان والدة رهف، إن ابنتها أصيبت أيضاً بكسر في عظم الترقوة وخلع في إحدى كتفيها. الأم ترافق رهف في المستشفى بينما الأب يرافق شقيقها محمد الذي أصيب كذلك في القصف الإسرائيلي.



لم تعد رهف للمنزل ولا محمد الذي خرجت لتناديه، لكن الأهل تركوا العشاء وهرعوا بعدما دوّى صوت انفجار قريب، وجدوا محمد ولم يجدوا رهف إلا بعد ساعات في المستشفى.

لا يمكن وصف شعور أب لم يتعرف على ابنته فوراً، دم يغطي وجهها الذي يعرفه ويحبه عن ظهر قلب، وأطراف طالما تسلقت عليه ولعبت معه، غير موجودة. بدت رهف رغم ذلك قوية، أقوى من والديها، وظلت ترفع شارة النصر أمام كل كاميرا صحافي يدخل إلى غرفتها، وتقول إنها تريد أن تستعيد قدرتها على الكتابة والمشي.



 وتظل حكاية رهف شاهدة على واقع يدفع فيه المدنيون أثماناً مضاعفة للحروب، وكل طفل في غزة يمكن أن يكون رهف أو على قائمة الضحايا في كل وقت.





المصدر: موقع اضاءات الإخباري