الثورة الفلسطينية بين الماضي والحاضر\ عصام سكيرجي
مقالات
الثورة الفلسطينية بين الماضي والحاضر\ عصام سكيرجي
10 آب 2022 , 12:18 م


في زمن مضى كانت الفصائل الفلسطينية بغض النظر عن حجومها , تتنافس فيما بينها بعدد العمليات العسكرية الفدائية . صحيح ان عدد العمليات كان يختلف من فصيل الى اخر حسب الحجم والامكانيات لكل فصيل , ولكن الجميع كان يعمل , ثم جائت اوسلو وارهاصات اوسلو وخروج الفصيل الاكبر في ذلك الوقت من دائرة الفعل المقاوم ثم التحاقه لاحقا بدائرة معسكر الاعداء عبر التنسيق الامني مع العدو ليصبح صورة فلسطينية عن حكومة سايغون في فيتنام او حكومة فيشي في فرنسا او الحراكيون في الجزائر .في الفترة التى اعقبت اوسلو وفي ظل دخول فصائل اليسار الفلسطيني في مرحلة الكوما ( الغيبوبة ) ظهرت حركة حماس التى بقيت تقاوم لتحصد عبر مقاومتها الشعبية الفلسطينية وظهر ذلك جليا في انتخابات 2006 التى عبرت عن انحياز الشعب الفلسطيني للمقاومة بغض النظر عن البعد الايديولوجي او الفكري.

ولكن مع استلام حماس للسلطة في غزة ثم دخولها في تفاهمات التهدئة مقابل شنطة العمادي وتنامي الفساد المالي للحركة في غزة , اخدت تفقد الكثير من شعبيتها الى ان جائت المعركة الاخيرة وما سبقها من تنامي الدور النضالي المقاوم لحركة الجهاد في الضفة لتزداد شعبية حركة الجهاد , الامر الذي يبشر بقرب ان تشكل الحركة الرقم الصعب في الساحة الفلسطينية وبلا منازع , هنا ياتي السؤال اين هو اليسار الفلسطيني واين هو دور هذا اليسار , وهل ارتضي اليسار بان يلعب دور التابع فقط .

تاريخيا شكلت الجبهة الشعبية القطب الثاني في الثورة الفلسطينية ,بل وفي محطات كثيرة كانت الجبهة لوحدها في كفة تعادل كفة منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها , فاين هي الجبهة اليوم , ما ذكرناه سابقا يؤكد ان جماهير شعبنا الفلسطيني هي جماهير معطائة وتملك امكانيات هائلة على العطاء والتضحية , وان هذه الجماهير تنحاز انحيازا فطريا للمقاومة والفعل المقاوم بغض النظر عن الخلفية الايديولوجية , وهذه الجماهير قد سئمت وملت سماع الشعارات الفارغة والتغني بامجاد الماضي , بالمختصر هذه الجماهير تريد وتنحاز فقط للفعل المقاوم , الثورة تقوم على الفعل المقاوم التراكمي وفق مبداء حرب الشعب والعنف الثوري وعلى اليسار اذا كان يريد ان يكون له دور فعال في مستقبل الشعب الفلسطيني ان ينفض عن ذاته غبار سنين العجز والتخادل وان يعيد تفعيل العمل العسكري الفدائي واليومي لا الموسمي, وما لم يحدث ذلك سيفقد اليسار البقية الباقية له من مد جماهيري وسيتحول ما تبقى من يسار الى متسولين على ابواب منظمات الانجزة , اعذروني بعض الجلد يؤلم لكنها الحقيقة , فهل سنشهد صحوة هذا اليسار

المصدر: موقع إضاءات الإخباري