الاخوان المسلمون وتبديل الشعارات: هنا القاهرة من دمشق
دراسات و أبحاث
الاخوان المسلمون وتبديل الشعارات: هنا القاهرة من دمشق".. إلى"هنا (الثورة) السورية من القاهرة, فيديو- رانيا هاشم سلطان
18 حزيران 2019 , 13:24 م
 
 
من منا لا يذكر ال
 
 
من منا لا يذكر الاعلامي السوري (عبد الهادي البكار) يوم اطلق شعاره العفوي الذي ينبض عروبة وانتماء بزمن ارادوا ان يسكتوا صوت الحقيقة عام ١٩٥٦ أثناء العدوان الثلاثي على مصر. 
حينهاا قامت الطائرات البريطانية والفرنسية بتوجيه ضربات جوية على الاهداف المصرية وحققت احدى الضربات الجوية إصابة  مدمرة لهوائيات الارسال الرئيسية للإذاعة المصرية في منطقة صحراء ابي زعبل شمال القاهرة مما أدى لانقطاع البث الاذاعي المصري بمحاولة لإسكات صوت الحقيقة من الوصول لكل اذن عربية، حيث كان من المقرر ان يلقي جمال عبد الناصر خطبته وخطابه بعد صلاة الجمعة من على منبر جامع الازهر، كانت المفاجأة عندما قام الاعلامي السوري (عبد الهادي البكار ) باقتحام احد استوديوهات الإذاعة السورية، واطلق صرخته الشهيرة: 
"هنا القاهرة ...من دمشق " محولا بذلك الاذاعة السورية الى اذاعه مصرية ليعلو صوت الوحدة بنبضها العروبي الاصيل متحديا كل عدوان غاشم. 
هذا الارث التاريخي النبيل والشريف حاول الاخوان -عند وصولهم للحكم في مصر – من ان ينسفوه ويغيروا المعادلة الوطنية العروبية بمصر ، والوطن العربي لاحقا ويحرفوا البوصلة، لينقلبوا على كل ما هو عروبي .
 
بمؤتمر (الامة المصرية لدعم الثورة السورية ) المقام بستاد القاهرة الرياضي وبحضور الآلاف من المصريين عام ٢٠١٣، والذي جاء بعد يومين من استضافة القاهرة بما سمي بمؤتمراالعلماء والدعاة البارزين، لقد حمل هؤلاء المدعين على الدولة السورية وأكدوا فيه على ضرورة الجهاد ضدها ، وكان هذا الاعلان بمثابة رخصة شرعية تضليلية لعقول الشباب العربي لفتح باب الجهاد لا لفلسطين بل ضد دمشق قلب العروبة وآخر ما تبقى لها من قلاع , بوصلتهم كان دمشق لا فلسطين!,
حينها خطب الرئيس المصري بذلك الوقت (محمد مرسي) بالجموع الغفيرة واعلن قراره بقطع العلاقات مع سوريا وأعلن اغلاق السفارة السورية في القاهرة، وسحب القائم بالأعمال المصري من دمشق، كما طالب مجلس الامن الدولي بفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا....!!
ليتزامن مع خطابه دعوة اثنان من الشيوخ المصريين البارزين ، الى التوجه الى سوريا للجهاد وما فسر حينها على انه وجودهم بنفس المناسبة، بمباركة وتشجيع من الرئيس (مرسي) .
 
وختم (مرسي خطابه الشهير ) بهتافه وسط الجماهير (لبيك يا سوريا) حاملا العلم المصري بيمينه وعلم (الثورة) السورية المزعومة بيساره ، -ذاته نفس العلم الذي اعتمده الانتداب الفرنسي في عام 1932.
لنجد انفسنا امام شعار جديد .. 
"من القاهرة ...هنا (الثورة) السورية " 
ولتتوالى بعد ذلك الخطابات والتصريحات لجماعة الاخوان المسلمين وما تفرع منها، مستشار (مرسي) للشؤون الخارجية
 
(خالد القزاز ) بقرار مفاده ان الدولة لن تلاحق من يذهب للجهاد في سوريا، وكأن الشعار تحول الى: 
"من مكتب المستشار للشؤون الخارجية...هنا الجهاد " !!!! 
وصرح بعد ذلك المتحدث باسم الاخوان المسلمين (احمد عارف ) ان قرارات الرئيس هي مجرد تعبير عن واقع قائم على الارض، وهو الدعم المصري ماديا ومعنويا ل(الثورة السورية)، وانها تتفق مع جامعة الدول العربية قبل اشهر التي دعت اعضاؤها لدعم (الثورة السورية) بكل الوسائل وتركت لهم التعبير عن ذلك بحسب ظروف كل دولة ودوافعها على حد تعبيره!!
 
ومرة اخرى : 
"من الجامعة العربية...هنا (الثورة) السورية "!! 
ويطل العريفي شيخ الفتنة من مسجد عمرو بن العاص بخطبة ملهبة للمشاعر داعيا الى الجهاد بسوريا، ليتحول المسجد الى مظاهرة وكم من هتافات التكبير للمصليين، وهتافات ملهمة: 
"مصر سوريا ايد وحدة " طبعا وعلم الثورة السورية حاضر بقوة ، 
لنجد شعار آخر: 
"من المسجد......هنا (الثورة) السورية"!! 
وليلحق بالقافلة حزب النور السلفي، ويصرح معلقا على ان القرار الرئاسي تأخر عدة شهور ، وطالبوا بدعم واسع للمقاومة السورية على حد تعبيرهم.
كيف لا وشعارهم : 
"من مكتب حزب النور ...هنا المقاومة السورية " !! 
خاتمة هذه المشاهد كانت الاهم والاقوى والاعنف ، ونجد وحدهم من يجيدون قراءة السياسة حينها ، هم من توقفوا طويلا امام هذا المنظر، وامام شعار خطير آخر:
" من الاسكندرية ..هنا داعش" 
هذا الشعار التي بدأت علاماته بمنطقة سيدي جابر تحديدا بالإسكندرية، عندما قام مؤيدون للاخوان المسلمين برمي ثلاثة صبية من المتظاهرين المؤيدين لعزل مرسي وانهاء حكم الاخوان  من اعلى سطح احدى البنايات، قام حينها المدعو "محمد حسن رمضان" بطعن احد الاطفال بسكين ومن ثم القاؤه من على السطح، والملفت الاكثر بهذه الحادثة، ان المدعو كان يحمل بيده ذلك العلم الاسود -علم داعش- الذي اعلن اول ظهور اعلامي له بما يسمى بالربيع العربي، وكان ذلك الظهور معلناً من خلال شريط مصور تناقلته جميع الفضائيات بذلك الوقت حيث لم تكن داعش قد أعلنت رسميا وجودها!.
لقد كان اهم الشعارات التي تبناها حكم الاخوان، والذي كان يجب ان يعتمد كخارطة طريق لهذا الكم من الشعارات السابقة، متمثلا بذلك الخطاب الذي حمله (عاطف سالم) السفير المصري في اسرائيل، خطاب يحمل توقيع وامضاء مرسي كرئيس بذلك الوقت، وامضاء وتوقيع يحمل اسم وزير الخارجية المصري (محمد كامل عمرو ) الخطاب الذي بدأه مرسي مخاطبا (شمعون بيريز ) : 
" صاحب الفخامة بيريز رئيس دولة اسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم لما لي من شديد الرغبة في ان اطور علاقات المحبة التي تربط بين بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الاهل سفيرا فوق العادة...." 
فلقد كان هذا الشعار هو المقدمة : 
"من المكتب الرئاسي المصري.....هنا صديقي وعزيزي العظيم الاسرائيلي بيريز ". 
هذه الظروف والعوامل من الطبيعي ان تنتج لها افرازات كثيرة من الارهاب المصري بسوريا، وعليها يقاس باقي من تبقى من جنسيات اخرى، كل حسب ظرفه وعوامله وسياسة دولته الخارجية . 
عندما تم تحرير كفريا والفوعة في سوريا بعد حصارهم القاسي الذي زاد عن ثلاث سنوات، الحصار الذي قاوموه بصبر وصمود وشجاعة، ليطل علينا "ابو اليقظان" المصري الارهابي الدخيل على سوريا  مطلقا خطبته امام السكان العزل ،ومعلنا انه دحر الاحتلال والمقصود بهم السكان الاصليين السوريين الذي تم ترحيلهم من قراهم وبيوتهم لمناطق آمنه، وقد كانت نظرات الاطفال تنظر اليه ولسان حالهم يقول:
 
"وجوه غريبة بأرضي السليبة "، تماما كخطبه التي اعتاد ان يلقيها بمساجد مصر سابقا، حيث كان المذكور احد اعضاء حزب النور السلفي المصري ، وكان خطيبا بالمساجد بل وداعية، ولا حقا كان له دور عام بتشجيع الكثير من الشباب المصريين على الالتحاق بالفصائل التكفيرية الارهابية بسوريا تحت غطاء (الجهاد)، ثم انتقل من مصر مبتدئا رحلة الجهاد من جماعة " نور الدين زنكي " الذي كان لها الفيديو الشهير بقطع رأس الطفل السوري بحلب ، منهيا انتماؤه ( بهيئة تحرير الشام ) .
 
كيف لا وهو نتاج هذا الفكر الظلامي وهذه المنظومة الدموية التي تبنت الجهاد وزرعته حسب خارطة الطريق التي رسمت بمكاتب الموساد والمخابرات الامريكية ، ومولت بالنقود العربية، وجنودها الشباب العربي الذين غرروا بهم تحت شعار الدين والجهاد ، 
لقد ارادوا اخونة الوطن العربي تحت مسمى الاسلام المعتدل من خلال حاضنة امريكية داعمة والهدف شرق اوسط جديد بما يتناسب وأمن اسرائيل ومصلحة امريكا، وهذا ما صرحت به مرارا وتكرارا هيلاري كلنتون وباكثر من مناسبة ولقاء لفرض واقع جديد وتقسيمات جديدة، وجغرافيا جديدة، وبوصلة جديدة، تنسف كل ما هو عروبي وقومي شريف ومقاوم، ولو قدر لهم ان ينجحوا بما خططوا له ، لكنا امام دموية اكثر واكبر، ولربما شعار جديد: 
"من الوطن العربي الجديد ....هنا حكم جماعة الاخوان المسلمين" 
"من الوطن العربي الجديد .....هنا التكفير والدموية"
 
 
 
المصدر: الكاتبة رانيا هاشم سلطان