دور عاهرات
ثقافة
دور عاهرات "أبناء العم" في ماضيهم وحاضرهم!\ د. عبدالله الطوالبة
31 آب 2022 , 15:26 م


د. عبدالله الطوالبة

للمرة الأولى أعرف ما كان خفيَّاً من أسباب فتك "جمال باشا السفاح" بأحرار العرب، المنادين بالاستقلال. لقد تبين أن هناك سببا آخر غير اضطلاع هؤلاء الرجال بمهمة حشد الجماهير للكفاح ضد الاستعمار العثماني، الذي ران على صدور العرب 400 سنة، كانوا خلالها خارج التاريخ. جمال باشا هذا كان والي الدولة العثمانية على بلاد الشام، ابان الحرب العالمية الأولى. وتؤكد مصادر تاريخية رصينة، أنه كان يحبو اليهود بمزايا اقتصادية كبيرة مقابل تقديمهم فتياتهم الجميلات لجناب الباشا.

هنا، نستحضر قصة "سالومي" التاريخية الشهيرة. من هي سالومي هذه وما أدراك ما سالومي؟! إنها عاهرة يهودية جميلة جداً، تالياً قصتها بإيجاز قدر المستطاع. كان يحكم الشام، مثل جمال السفاح، حاكم روماني اسمه هيرودوس. وقد كان يعشق زوجة أخية فيليبس اليهودية فائقة الجمال، هيروديا. وهي بدورها، كانت تطارحه الغرام، وتبادله الحب والشهوة. ما أن تناهي إلى أسماع النبي يحي(يوحنا المعمدان) الخبر حتى جعل يذيع في الناس سوء ما يفعل الحاكم هيرودس مع زوجة أخيه هيروديا، وهذا الأخير على قيد الحياة. بطلب من هيروديا، أودع هيرودوس شقيقه السجن، ثم أمر بقتله. من جهته زاد النبي يحي في النكير على ممارسات هيرودس وهيروديا، ووصفهما بما يستحقان. وقد ترددت أصداء ذلك عند الكثيرين من رعايا الحاكم، وهو ما لم تعد هيروديا تستحمله. فلم يكن منها إلا أن ألحت في اعتقال النبي يحي، وهو ما حصل رغم تمنع هيرودس في البداية، نظراً لما كان للأول من مكانة عند الناس. كان لهيروديا ابنة لعوب تفوقها جمالاً اسمها "سالومه" أو "سالومي". وبينما كانت تتجول في قصر هيرودس ذات يوم، سمعت أنيناً، فجعلت تتبع مصدره حتى تبين أنه المعتقل النبي يحي. طلبت فتح الباب والاقتراب منه، فهالها جماله وأُعجبت به أيُّما اعجاب. حاولت الاقتراب منه بغنج ولمسه، لكنه نهرها وأسمعها ما لا يسرها وعادت مكسوفة خائبة. كي لا نطيل أكثر، نختم بملاحظة هيرودس الحزن المخيم على "سالومي" وتمنعها على الرقص والانبساط في حفل داخل القصر. عرف السبب، فبادرته بشرط واحد وحيد لترقص له وبين يديه، هو رأس النبي يحي (يوحنا المعمدان). بالمناسبة، حصل ذلك في منطقة مكاور، المطلة على البحر الميت غرب جبل بني حميدة.

ومن سالومي إلى "أستير"، التي يحتفل الكيان بها حتى اليوم، ويحمل اسمها أحد أسفار التوراة. استير هذه فتاة يهودية لعوب، أغرت الملك الفارسي إكزرسيس بوزيره هامان المعروف بمناوأته لليهود، فأمر بصلبه، وأبطل ما أصدر من أوامر باضطهاد اليهود. لم يكتف الملك إكزرسيس بذلك، وإنما أطلق أيدي اليهود يسرفون في قتل أعدائهم، حيث "قتلوا من مبغضيهم خمسة وسبعين ألفاً(سفر أستير 9:16).

وهل ننسى كوبرا الموساد، تسيبي ليفني، وقد اعترفت بعظمة لسانها أنها أقامت علاقات "محترمة جداً" مع "قادة عرب"، لتعزيز السلام الشامل والعادل في المنطقة؟!!!

وهل غابت عن شاشات ذاكرتنا مونيكا لوينسكي، "المتدربة" في البيت الأبيض أيام بيل كلينتون؟!!! 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري