كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الأستاذ ابراهيم سكيكي: "التحولات يصنعها الكبار"
11 أيلول 2022 , 14:46 م


من سخرية الزمن أن يقول حفيد الشيخ بيار الجميل سامي الصغير لحزب الله: أثبت لبنانيتك، وكأن هذا الصّغير لا يعلم أنّه هو من يحتاج إلى إثباتِ لبنانيّته التي لن تثبت، لأنه ليس لبنانياً أباً عن جد.

فجدُّ جده قدم إلى لبنان من مصر، واستوطن هنا، وكانت لكنته المصرية تميّزه حتّى وفاته.

وكأني بسامي الصغير يتناسى بأن حزبه (الكتائب) كان من المسبّبين الرئيسيين للحرب الأهلية المدمرة للبنان، من العام 1975 ولغاية العام 1989 وبتوجيه وتدريب وتسليح ورعاية إسرائيلية.

والجميّل الصغير، بهذا الأداء السياسي، يُثبت أنه لم يخرج بعدُ من هذا الِاتجاه.

في مقابلة لهذا الصغير، سامي الجميل، مع جريدة الشرق الأوسط أمس، يقول: لسنا مستعدين لأن نبقى نعيش رهائن لحزب الله في لبنان، ولا أن نُبقِيَ الدولةَ رهينةَ قراراتٍ وخياراتٍ لحزب الله،لاعلاقة لها بلبنان.

وفي المقابلة ذاتها دعا الصغير سامي إلى وضع سلاح حزب الله على طاولة حوار حقيقي "لنتباحث به وليس طاولة حوار استعراضي، كما حصل سابقاً.

وطالب الجميل الإبن حزب الله بإثبات لبنانيته، وأن قراره لبنانياً في هذا الحوار.

والواقع أنّ هذا السلاح، يقف حاجزاً أمام طموحات سامي، ونزعه بات أكبر من طموحات هذا الصغير الخيالية..

هذا السلاح الذي حرّرلبنان من العدّو الذي جاء به آل الجميّل للإنتصار على خصومهم من اللبنانيين والفلسطينيين، هذا السلاح أصبح المدافع الوحيد عن لبنان وعن الدولة وثرواتها، ولو لم يكن موجوداً لكان لبنان محكوماًلليهودالصهاينة المحتلّين فلسطين الذين استدعاهم حزب جدّك وعمِّك وأبيك، للاستقواء بهم على غيرهم من اللبنانيين؛ ولولا هذا السِّلاح لكانت ثروات لبنان نهباً لهؤلاء الصهاينة.

فسلاح المقاومة هو الذي حوّل لبنان من دولةضعيفة غير مُعتبرة،إلى دولةٍ تحمي شعبها وأرضها وثرواتها؛وهذا السلاح هو الذي سمح لها بالجلوس مع الكبار، وأنت لست منهم، للتّباحث في ما لها وما عليها.

أمّا إذا كنت تريد من وراء هذا الكلام ... استجداء موقع ودور،أقصد:"من مال الله"،فإنّ المُعطي والمُستعطي لعب أولاد.

الموضوع أكبر منك، يا سامي،ومن أمثالك الصغار.

المعادلات اختلفت،والزمن اختلف؛ والمستقبل وبناء الدولة أحقّ بوضع أسسه مَنْ حرّره وهو يدافع عنه.

إنّهم المقاومون الأبطال الذين هم لبنانيون أباً عن جدّ الجدّ، لا أنت اللاجئ إلى لبنان وأمثالك ومن أشبهكم من المرتهنين للخارج بمنصب،أوبدراهم معدودة فأنتم لا يُقام لكم وزنٌ، عند إستحقاق التحولات التي تُعيد إلى لبنان عزّه وكرامته، ونضوجها، بسيادته وحرّيته وإستقلاله.

سوف نرى من يجلس على الطاولة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري