كتب الأستاذ إبراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الأستاذ إبراهيم سكيكي: "ثقافة الموت والحياة.."
18 أيلول 2022 , 20:25 م


الحاضر السيئ هو المانع من نسيان الماضي الأسوأ وبعض هذا الأسوأ ممارسات ومجازر حجمها ونوعها لا يُمكن للحاضر إلا أن يتذكّرها ويذكرها في ذكراها السنوية منها مجزرة صبرا وشاتيلا .

ماذا يعني أن يُقتل أكثر من 3000 شخص عُزّل دفعة واحدة من كل الأعمار ، من الجنين إلى الطفل والمرأة والرجل والكهل بطريقة وحشية قلّ نظيرها في التاريخ .

ومن مارس هذه المجازر نوّع فيها والتي شملت مناطق ومُدن وبلدات وطالت الحلفاء لهم والمنافسين حتى من أبناء دينهم وصولاً لقتل رئيس وزراء لبنان المرحوم رشيد كرامي .

إنّ أي حزب أو حاكم يقوم بهذه الأعمال الإجرامية يجب أن لا يبقى، حزبه يُحل، وقادته تُحاكم بعدالة القضاء والإنسانية .

لأن مخاطر هذه الممارسات والجماعات تبقى قائمة طالما خياراتها السياسية هي ذاتها التي أدَّت إلى قيام المجازر التي ذكرناها.

بعد أن حرّرت المقاومة، والإسلامية خاصة، لبنان من الِاحتلال الإسرائيلي الذي لايزال خطره موجوداً ودائماً نرى هذه الخيارات السياسية والحزبية والإعلامية بشكل دائم وفي كل مناسبة تُطالب بنزع سلاح هذه المقاومة في ظلّ عدم وجود أي إمكانات للدولة، للدفاع عن لبنان، سوى المناشدات الدولية التي هي جزء من مُؤامراتٍ علينا.

فعلاً، في لبنان خياران في السياسة والعقيدةوالنظرة لبناء الدولة وعلاقاتها الخارجية.

١- المحور الموالي للغرب، ( حتّى لا نقول: العميل المجّانيّ الصغير أو ذي الأجرِ الزّهيد)،بكل ألوانه وأحزابه وشخصياته، المطيعة جداً، والخاضعة لتأثير المحور الذي تقوده أمريكا التي تُحاصِرُ لبنان، لتمنع عن شعبه سُبُلَ الحياة والمساعدات، وقد أصبح بغالبيته تحت خط الفقر .

وأكثر من ذلك، فإنّ أمريكا، وحتى الآن، هي الّتي تمنع وتُعرقل اِستخراج ثروات لبنان الموجودة في البر والبحر،لأنّ أولوليتها خدمةُ الكيان الصهيوني وتفوّقُهُ في المنطقة.

٢-المحور الذي حرّر لبنان ومحورالمقاومةجزء أساسي منه، وأصبح يضم أحزاباً وشخصياتٍ من كل مناطق لبنان وطوائفه،وهو يُريد أن يُوازن في العلاقةالخارجية للبنان،ويستفيد من الشرق الذي يمدّ يد المساعدة للبنان الميِّتِ اقتِصادياً ومالياً...

فمتى يتحقق ذلك؟.

فعلاً، في لبنان ثقافتان:

١-ثقافةُ الطاعةِ العمياء والعمالة للغرب، الّتي يدّعي أصحابُها أنّها ثقافة حياة، فيما هي تُمارس قتل لبنان، وتجويع شعبه العزيز،حيث يُحاصره الغرب وأعوانه،وأحدث مآثر قأصحاب أصحاب هذه الثقافة، مجزرة الطيونة.

وثقافة ممانعة ومقاومة حضارية وإنسانية تُريد الحياة والكرامة والعزة لشعب لبنان، وتسعى لجلب مساعدات متنوعة له، من الشرق السخي بعروضه، وفي المُقدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتعمل ثقافة الممانعة هذه، بكل قوة. على تمكين لبنان من اِستخراج ثرواته النفطية التي يُمكن أن تُخرجَه من الِانهيارالمالي والِاقتصادي.

ومن مفاخرهذه الثقافة وحضارتها وإنسانيتها تصرُّف المقاومة، عندما حرّرت جنوب لبنان، إذ لم تقتل دجاجةً، ولا حتى كلباً.

18/ 9/ 2022

المصدر: موقع إضاءات الإخباري