كتب د. زغلول النجّار: قراءة لقصة سيدنا يونس والحوت
منوعات
كتب د. زغلول النجّار: قراءة لقصة سيدنا يونس والحوت
21 أيلول 2022 , 18:43 م


كنت أقرأ لعشرات المرات، خلال عشرات السنين،قصة سيدنا يونس، ومنذ سنتين فقط توقفت عند قول الله تعالى:

{ فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ }. فقلت: لماذا قال ربُّنا تبارك وتعالى: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ} ؟

وبدأت أدرس طبيعة الحيتان، فوجدت أنَّ هناك مجموعةً من الحيتان اِسمها الحيتان الزرقاء، والحوت الأزرق أضخم حيوانٍ خلقه اللهُ تبارك وتعالى، فهو أضخم من الديناصورات، وأضخم من الفيلة؛ فطوله يمكن أن يصل إلى أكثر من 35 متراً، ويمكن أن يصل وزنه إلى أكثر من مائةٍ وثمانينَ طناً.

وهذا الحيوان على ضخامته،لايأكل إلّاالكائنات الميكروسكوبيةَ الضئيلةَ التي تسمّى(البلانكتون)أو الكائناتِ الطافيةَ الهائمةَ فهو لا يملك أسناناً إطلاقاً وله ألواح رأسية يصطاد بها هذه الكائنات الطافية،

وطريقة تناوله لطعامه هي كالآتى:

يأخذ بفمه عدة أمتارمكعبة من الماء، فيصطاد ما فيها من كانت طافية، ويخرج الماء من جانبي الفم، يعني لا تفلت منه واحدة من ( البلانكتون).

وعن قصة الحوت الأزرق وسيدنا يونس ....

هذا الحوت على ضخامته بُلعومُه لا يبلَعُ إلا هذه الكائنات الدقيقة،فإذادخل فمَهُ أيُّ شيءٍ كبيرٍ فإنّه لا يُبتلع؛ ولذلك بقي سيدنا يونس عليه السلام في فمه كاللقمة، ولهذا قال الله ربنا الحق:

{فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}

يعني لا هو قادر على بلعه ولاهو يستطيع مضغه، لأنه (أَهْتَمْ):ليس له أسنان ويتنفس الحوت الأُكسِن، ولذا فهو يرتفع فوق سطح الماء، مرة كل خمس عشرة دقيقة.

وقد قال علماء الحيوان :

إنّ لسان الحوت يستطيع أن يقف عليه أكثر من رجل، مرتاحين بدون أي مضايقة ولو كان فمه مغلقاً،بمعنى أن سيدنا يونس كان جالساً بما يشبه الغرفة الواسعةَ المكيفة، ولهذا قال ربنا تبارك وتعالى:{ فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ}، ولم يقل:ابتلعه أو هضمه.

وكنت قد قرأت الآيةَ مئاتِ المرات، ولم تستوقفني أبداً، إلّا حينما تأمَّلتُ فيها، ولذلك أقول :

كلما تأمل الأنسان في القرآن الكريم يرى العجب، ويفهم ما يجعله على يقين تامٍّ بالله رب العالمين، سبحانه جل وعلا، وصدّقَ كل حرف بالقرآن المجيد ..

ولقد تأمّلتُ وراجعت المصادرَ العلميةَ، وكذلك عُدتُ للعهد القديم، باللغة الإنجليزية، وهو التوراة، فوجدتهم يقولون :

( He was swallowed by a big fish ): ابتلعته سمكة كبيرة.

وطبعاً،هناك فرق كبيرجداً، لأنّه لو اُبتلِع، لهلك بعملية الهضم.

فالتقمه غير فابتلعه؟ يعني الدلالة القرآنية هنا دقيقة تماماً؛بل فى غاية الدِّقّة.

{فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ} تعنى: بقي كلقمة في فم الحوت، لا يستطيع أن يبلعها ولم يلفظها مباشرة.

ثم يقول الله رب العالمين بآياتٍ أخرى:

{وأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ }.(بعد خروجه) سورة الصافات الكريمة

فلماذا اليقطين ؟

الإجابة :

◦ اليقطين هو القرع بأنواعه المختلفة، ومنه القرع العسلي، وهو يملك أكبر حجم لورقة نبات،ولِأنّ الله َ ربَّنا تبارك وتعالى يريد أن يستُرَ عبدَه ونَبِيَّهُ، فستره بشجرةٍ من يقطين تملك أكبرحجمٍ لأوراق الشجر،

ثم بدراسةٍ متأنيةٍ لشجرةِ اليقطين، وَجَدْتُ:

أن اليقطين ساقَه وفروعَه وأوراقَهُ وثمارَه، مليئةٌ بالمضادات الحيوية، ولهذا لا تقربه حشرةٌ أو آفةٌ، أي إن َّكلَّ كلمةٍ وكلَّ حرفٍ في القرآن الكريم له حكمة بالغةٌ تثبت صدق القرءان بكل حرف منه.

وذلك لأنّني عندما عدت إلى العهد القديم أيضاً، وجدت: إنهم يقولون فظلَّلَتْهُ شجرةٌ من العنب

( He was shadowed by a vine tree )

والعنب مليء بالحشرات ولا يملك أن يظلل سيدنا يونس لأن أوراقه صغيرة ، ولا يملك أن يَشفِي جراحَ سيدِنا يونس، لأنه لا يملك الكمَّ الهائلَ من المضاداتِ الحيوية الموجودةِ بشجرةِ اليقطين.

سبحانك ربى مأ أعظمك

المصدر: موقع إضاءات الإخباري