في البداية لا بد من التاكيد ان روسيا عندما قررت خوض الحرب في اوكرانيا لم تنطلق من ردة فعل لحظية على حدث لحظي , انما انطلقت من دراسة وتخطيط مسبق ترافق مع تطور الاحداث لاكثر من عقد من الزمن , والهدف الرئيسي هو الغاء وتجاوز مفاعيل الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي , واحدى اهم هذه المفاعيل كانت احادية القطبية او الحقبة الامريكية ,
ثم تاتي الاهداف الفرعية ومنها اعادة ضم الاراضي الروسية الاصل وذات الاغلبية الروسية التى الحقت باوكرانيا خلال العهد السوفيتي , وقد استطاعت روسيا تحقيق هذا الهدف الفرعي ( اي استعادة تلك الاراضي ) والذي توج رسميا باعلان انضمام تلك المقاطعات للاتحاد الروسي , مع ما يعني هذا الاعلان من ان اي اعتداء على هذه الاراضي هو اعتداء على روسيا يستوجب الرد الروسي المدمر , وهذه الرسالة وصلت جيدا للادارة الامريكية الراعي الرسمي للنظام الاوكراني فتراجعت عن تزويد اوكرانيا بالصواريخ بعيدة المدى , والسؤال الان هل انتهت الحرب بتحقيق هذا الهدف الفرعي , والجواب بالتاكيد لم تنتهي الحرب بعد فلا يزال الهدف الرئيسي قيد التحقيق ويحتاج الى بعض الوقت .
ان زيادة عدد القوات الروسيه المشاركة في المعركة لا يعني ان روسيا ستجتاح الاراضي الاوكرانية وصولا الى كييف , بل ان الهدف من هذه الزيادة هو حماية وتامين المقاطعات التى ضمت الى روسيا والاتتقال الى حرب الاستنزاف مع نظام كييف ومن خلفه الغرب الامبريالي والادارة الامريكية ,والهدف من حرب الاستنزاف هذه هو ترسيخ معادلات العالم الجديد متعدد الاقطاب , بالطبع استمرار حرب الاستنزاف هذه او لنقل توقفها مرهون بتحقيق الهدف الرئيسي وهذا بدوره مرهون بعامل الزمن الذي يحتاجه الغرب الامبريالي للنزول من اعلى الشجرة والاعتراف بمعادلات العالم الجديد متعدد الاقطاب , وجميع المؤشرات والمعطيات تؤكد ان هذا اليوم ليس ببعيد .
بعض الكتاب والباحثين السياسيين يعتقدون ان اطالة امد الحرب هو هدف ومصلحة امريكية , تهدف الى ايقاع روسيا في ما يشبه المستنقع الافغاني , ويتناسى هؤلاء الكتاب ان اوكرانيا ليست بافغانستان لا جغرافيا ولا ديموغرافيا , وان العكس هو الصحيح من اطالة امد الحرب , فالروسي يلعب في ملعبه او لنقل حديقته الخلفية , وان الفاتورة الاقتصادية لاطالة امد الحرب ستكون مرهقة للغرب الامبريالي , ونرى اليوم بعض اثارها سواء في اوروبا او حتى في امريكا ذاتها..في النهاية ان غدا لقريب



