إستشهاد عدي التميمي و إعادة صياغة ألمشهد الفلسطيني\ محمد النوباني
فلسطين
إستشهاد عدي التميمي و إعادة صياغة ألمشهد الفلسطيني\ محمد النوباني
20 تشرين الأول 2022 , 14:15 م


بادئ ذي بدء لا بد من الإشارة إلى أن إستشهاد المقاوم عدي التميمي منفذ عمليتي حاجزي شعفاط ومعاليه ادوميم مساء أمس الاربعاء وهو يقاتل مقبل غير مدبر وحتى الرمق الاخير، ستكون له نتائج إستراتيجية على المشهد الفلسطيني برمته ليس بسبب البطولة والشجاعة النادرة التي ابداها هذا الفدائي قبل إستشهاده فحسب بل وايضاً بسبب الظرف الفلسطيني الذي جاءت فيه.

فأستشهاده جاء أولا في ظل وصول نهج آوسلو إلى طريق مسدود وثانيا في ظل جرائم قتل يومية يرتكبها جيش الإحتلال وقطعان المستوطنين ضد المدنيين الفلسطينيين العزل وثالثا في ظل إقتحامات يومية للمسجد الاقصى المبارك ورابعا في ظل هجمة استيطانية شرسة شاملة وغير مسبوقة تستهدف تهويد كل ما هو فلسطيني وخامسا في ظل هجمات متكررة على جنين ومخيمها و حصار خانق تتعرض له نابلس منذ اسبوعين.

ولكي لا يبقى الحديث في إطار العموميات فإن المظاهرات الشعبية العارمة التي خرجت في مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فور سماع خبر إستشهاد عدي من ناحية وشمول الإضراب العام مختلف أنحاء الضفة الغربية المحتلة حدادا عل إستشهاده من ناحية ثانية جاءت لتؤكد أن موازين القوى في الساحة الفلسطينية لم تعد كما كانت في السابق. بكلمات اخرى فإن اي مراقب للشأن الفلسطيني يستطيع أن يلاحظ بكل سهولة أن هناك غالبية فلسطينية ساحقة لم تعد ترى في خيار المفاوضات وسيلة لاسترجاع الحقوق بل اصبحت ترى بأن خيار المقاومة هو الطريق الاقصر لتحقيق ذلك.

وأخيرا وليس آخر فإن الإعتقاد يساورني بأن الإحتلال سوف يندم،على توزيعه لشريط الفيديو الذي وثق الأشتباك المسلح الذي خاضه عدي قبل إستشهاده حيث أن البطولة،النادرة، التي ابداها أثناء الإشتباك ستشجع الكثير من الشباب الفلسطيني على السير على خطاه.

وفي الختام فإن إستشهاد الشاب عدي تعيد إلى الذاكرة ظاهرة الابطال الشعبيين الذين عرفتهم فلسطين خلال الهبات والثورات التي خاضها الشعب الفلسطيني ضد الانتداب البريطاني والغزوة الصهيونية على مدار أكثر من قرن. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري