كتب طارق ناصر أبو بسام: بمناسبة انتخابات الكنيست الصهيوني, نداء لعموم شعبنا في ال ٤٨, لا..تخادع..قاطع..قاطع...ثم قاطع
فلسطين
كتب طارق ناصر أبو بسام: بمناسبة انتخابات الكنيست الصهيوني, نداء لعموم شعبنا في ال ٤٨, لا..تخادع..قاطع..قاطع...ثم قاطع
29 تشرين الأول 2022 , 10:58 ص


بعد عدة ايام ،وتحديدا في الأول من نوفمبر القادم،يتم اجراء انتخابات الكنيست في دولة الكيان الصهيوني،هذه ( الدولة)التي قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني وبعد تدمير مدنه و قراه وقتله و تهجيره،الى كافة بقاع الأرض ،تحت سمع وبصر الأمم المتحدة والأنظمة العربية وتحديا لقراراتها . واستجلبت المستوطنين كي يحلوا مكانهم ويستولوا على اراضيهم.ومن المعروف ان هذه الدولة هي الوحيدة في العالم التي قامت بموجب قرارا من الأمم المتحدة ولم تكن موجودة اصلا.

وهي لم تنفذ اي قرار من قراراتها على مدار ٧٤ عاما يتعلق بالشأن الفلسطيني وحقوق الشعب الفلسطيني.

لقد تكررت هذه الإنتخابات خلال الأعوام الثلاثة الماضية وبلغت حدا قياسيا،مما يضع مؤشراً حقيقيا ويرسم سؤالا كبيرا على حجم التناقضات داخل هذا المجتمع والتى باتت تنبيء بزواله .

لا أريد في هذه المقالة السريعة التحدث عن هذه الموضوعات،لكنني سوف اركز على موضوع الساعة الآن وهو موضوع الإنتخابات،والدور المطلوب القيام به من قبل جماهير شعبنا الفلسطيني في المحتل من ارضنا عام ١٩٤٨. وانا لست استاذا ،ولا ادعي انني اكثر حرصا على فلسطين من غيري.

من المعروف انه عند كل محطة انتخابية للكنيست ومنذ قيام دولة العدو الصهيوني،يحتدم ويشتد النقاش وتختلف المواقف في اوساط الجماهير الفلسطينية ،حول المشاركة او المقاطعة لهذه الانتخابات،وماهو الموقف الأسلم ،واين يجب ان تقف،واين تكمن مصلحة الشعب الفلسطيني.

بعد قراءة دقيقة معمقة للواقع الفلسطيني الذي يعيشه شعبنا تحت الاحتلال ،وبعد دراسة عميقة لجذرية المشروع الصهيوني ،وبعد تمحيص كافة جولات الإنتخابات التي حصلت منذ النكبة وحتى الآن ،وصلت الى قناعة راسخة،ان مقاومة المشروع الصهيوني،الذي تميز بجذريته،لا يمكن التصدي له ومقاومته الا من خلال مشروع جذري مقاوم ومواقف جذرية،وهذا بالتأكيد لن يتم عبر المشاركه في الإنتخابات

كون المشاركة في هذه الإنتخابات ،الحقت ضررا كبيرا بالشعب الفلسطيني وقزمت اهدافه،و احدثت انقساما في صفوفه،بما يخدم العدو الصهيوني ،ولم تحقق انجازا جديا واحدا لمصلحة شعبنا.

كنت ولا زلت اتمنى لو ان اللذين شاركوا في هذه الإنتخابات على مدار الأعوام الماضية ومنذ قيام دولة الكيان،ان يقدموا لنا دليلا واحدا على صحة خيارهم،،وماهي الإنجازات التى حققوها حتى نعتذر منهم.

مع الأسف الشديد الشديد نقول ان عملية المشاركة هذه والتي وصلت إلى ٩٠/ في بعض الحالات و اقل من ٤٠/ في حالات أخرى ،لم تقدم لشعبنا سوى خسارة صافية، ولم يحقق اي ربح منها في اي وقت،و ارست معادلة واضحة كل الوضوح ،تؤكد ان خسارة شعبنا اكثر من ربحه وربح عدونا اكثر من خسارته ، وهو لم يخسر شيئا .

وفيما يلي استعرض بشكل سريع اهم عناوين الخسارة وهي:

١_ ان هذه المشاركة تعني وتؤكد الإعتراف بدولة الكيان الصهيوني وقوانينها ومؤسساتها،وتضفي الشرعية عليها، وينزع عنها صفة الاحتلال. الا يكفي للدلالة على ذلك يمين القسم الذي يؤديه الأعضاء العرب في الكنيست،وبالتالي يقدمون اكبر خدمة للعدو ،قد يقال ان هذا الكيان نال شرعيته من خلال قرارات الامم المتحدة والاعتراف به من قبل الكثير من دول العالم وخاصة من بعض الدول العربية...واسمحوا لي ان اقول لكم ان اعتراف هؤلاء جميعا بهذه (الدولة) سيبقى ناقصا ومطعونا فيه ولن يكتسب شرعيته دون اعتراف من قبل الشعب الفلسطيني وهو صاحب الأرض.

٢_لقد اثبتت التجربة ان شعبنا لم يحقق إنجازاً مهما من المشاركة،حتى ولو انجازا بسيطا.

المشاركة لم تنهي الإحتلال

المشاركة لم تمنع سن القوانين العنصرية

المشاركة لم تمنع مصادرة الأراضي ولم تحر شبرا

المشاركة لم تمنع هدم البيوت ..وقلع الأشجار

المشاركة لم تمنع حدوث مجزرة واحدة.

المشاركة لم تمنع سن قانون عنصري واحد.

المشاركة لم تؤدي إلى المساواة

المشاركة لم توقف او تمنع الاعتداءات المتكررة على شعبنا في الضفة وغزة

المشاركة لم تحرر اسيرا

المشاركة لم تمنع الاقتحامات المتكررة للأماكن المقدسة وفي مقدمتها الأقصى

المشاركة لم تمنع من إقامة المستوطنات وزرع المستوطنين فيها

هذه وغيرها من النقاط الهامة

٣_ان المشاركة في هذه الإنتخابات تغطي على جرائم الاحتلال وكل ما يفعله،وتروج لديمقراطية الاحتلال الزائفة وتجميلها من خلال اشاعة ان دولة الكيان هي واحة الديمقراطية في المنطقة.

والسؤال هل هذا صحيحا ولماذا القبول به بدلا من مقاومته.

السؤال الاهم الأبرز المطلوب الإجابة عليه من قبل ابناء شعبنا في ال٤٨

_هل تعتبرون دولة الكيان دولة محتلة للأراضي الفلسطينية ويتوجب مقاومتها وان شعبنا في الداخل صاحب الأرض وهم محتلين .

قد يكون هذا السؤال بديهيا الا ان الاجابة عليه تحدد اشكال وطرق مواجهته.

واذا كانت اجابتكم نعم هذا إحتلال فهذا يستوجب المقاومة،وهل المقاومة تكون عبر المشاركة في الانتخابات.

اما اذا كان الجواب نحن اقلية تبحث عن حقوق ومساواة...اقول لكم لقد أخطأ تم في تحديد الموقف ولا اريد القول اكثر من ذلك.

لقد كتب وتحدث الكثيرين عن الإنتخابات من حيث المشاركة والمقاطعة على شاشات الفضائيات وفي الراديو وعلى صفحات المجلات والجرائد وعلى وسائل التواصل الإجتماعي

ولكنني بصفتي فلسطيني من ابناء الشتات ،اللذين هدمت بيوتهم وشردت عائلاتهم ولم اتمكن من رؤية أرضي وبلدي. رغم بلوغي السبعين اسألكم هل تستطيعون من خلال مشاركتكم في الانتخابات والحصول على عضوية الكنيست ان تؤمنوا لي فقط تاشيرة دخول الى بلدي وانا صاحب الأرض التي لم اراها في حياتي؟؟؟؟؟؟

للأسف انتم اعجز من ذلك.

الافضل الف مرة لكافة ابناء شعبنا مقاطعة هذه الانتخابات ومقاومة العدو و كشف ممارساته بدلا من المشاركة فيها و تجميل وجه العدو القبيح...هل انتم فاعلون

على الجميع ان يقاطع...وهنا يبرز سؤال اذا قاطعنا ماالعمل

اعتقد ان الجواب لديكم وانتم اصحاب الخبرة والتجربة مع هذا العدو. وانتم من شاركتم. وقاطعتم سابقا.

وعلى الكل الوطني ان يلتقى،ويحدد برنامجاً للمواجهة باعتباره جزءا لا. بتجزاء من الشعب الفلسطيني كما اثبت ذلك دوما على امتداد سنوات الاحتلال وتشهد له مقاومته ومعركته في يوم الأرض وهبته دفاعا عن القدس وقوفه الى جانب اخوته في معركة سيف القدس كما وقف سابقا في كل معارك المواجهة ضد الاحتلال في غزة والضفة وكما كان سندا شريكا في انتفاضة الحجارة والاقصى،وقبل ذلك وبعده.

ختاما

هذه وجهة نظر متواضعة قد تحتمل الاجتهاد عند البعض

لكنني اقول لا اجتهاد في ظل الاحتلال ..الاجتهاد الوحيد هو الجهاد في مقاومة المحتل ولن يكون ذلك عبر تلميعه والمشاركة في الإنتخابات

التحية كل التحية لشعبنا الصامد في أرضه

الاحتلال الى زوال

النصر قادم لا محال

طارق ناصر ابو بسام

براغ ٢٨/١٠/٢٠٢٢