كتب جاسر خلف: المعيار الحقيقي للثورة
مقالات
كتب جاسر خلف: المعيار الحقيقي للثورة
7 تشرين الثاني 2022 , 05:05 ص


في كل ثورات البشرية ضد الإحتلال، كانت هناك فئة مستفيدة من الإحتلال و تقف معه و تقاتل إلى جانبه مثل جيش لبنان الجنوبي و حركيي الجزائر و جيش سايغون و هكذا في بقية الثورات ..

و كانت هناك قوى مقاومة وطنية تقاتل الإحتلال و كل ادواته من العملاء و الخونة ..

نحن لا نعرف تجربة تاريخية واحدة أو سابقة يتحالف الثوار المحررون مع الجواسيس و العملاء لأن ذلك معناه التحالف مع المحتل نفسه و هذا مستحيل و غير ممكن لان معنى ذلك أنه لا توجد أية مشكلة مع المحتل و لا يوجد تناقض اصلاُ.

فنحن لا نستطيع أن نتخيل مثلاً أن تقوم المقاومة الوطنية اللبنانية بالتحالف مع جيش لبنان الجنوبي و أن يقوم السيد حسن نصرالله بالتوجه إلى جزين و يحاور انطوان لحد عشرات السنين من أجل الوحدة الوطنية و أن تقوم جمول بحل الجهاز العسكري و إرسال خيرة مقاتليها للعمل داخل جيش لحد و بصفة فردية ..

مع الأسف و من العجائب العجاب أن هذه الحالة موجودة عند الفلسطينيين حيث أن كل فلسطيني و حتى الساذج يعرف أن عرفات و نهجه كان يسير بإتجاه التطبيع و التفاهم مع المحتل الصهيوني و أنه في سبيل ذلك شق الفصائل و شرذمها و إشترى ذمم الكثيرين من الفقراء و من قادة الفصائل و باغلبيتهم الساحقة و لم يسلم فصيل من فصائل م.ت.ف من ذلك.

جواسيس فلسطين يعلنونها على الملأ بأنهم مع مشروع الإحتلال و أنهم عبارة عن موظفين مطيعين لدى الإحتلال.

الكارثة في تلك الفصائل التي تسوق نفسها كثورة و قوى ثورية و لكنها بالممارسة الفعلية تقوم بالدفاع الدائم و الشرس عن العملاء و الجواسيس و تحالفها معهم و تغلف ذلك بتسمية مخادعة هي الوحدة الوطنية رغم خلو هذه الوحدة من اي مضمون وطني. بل أنها تقوم بتكفير و تجريم كل من ينتقدها و بأسلوب داعشي أصيل و بحيث اصبح "الثوريون" أكثر تمسكاً بالعملاء و الخونة من تمسكهم برفاقهم و تاريخهم و شهدائهم و حتى انهم توقفوا عن الكفاح المسلح إلا بشكل فردي تماماً و خروجاً عن إرادة القيادة و توجهاتها !!

أصبحت القيادات المفترض أنها ثورية في صف مؤسسات التنسيق الأمني و تتسلم مخصصاتها منها و بغض النظر عن تسمية الوظيفة و صندوق الدفع. بينما الغالبية الساحقة من القاعدة الثورية ضائعة مشتتة و حائرة بين شعارات و خطابات قيادة اصبحت جزء من سلطة عباس و مؤسساته الرديفة للإحتلال بما تحتويه من كذب و تضليل و بين حقيقة الإحتلال و جرائمه اليومية ..

يعني و بإختصار:

تحولت كل قيادة م.ت.ف مباشرة أو مواربة إلى أداة كبح و لجم و عرقلة للثورة .. هذا إذا اردنا أن نتحدث بشكل لبق جداً و مؤدب عن الجواسيس و الخونة المتسلطين على رقاب شعبنا خدمة للإحتلال.

هذا و يبقى المعيار الحقيقي للفعل الثوري الوطني و الشريف هو الموقف من الكفاح المسلح و من خلال دعم الفدائيين الجدد و بكل الوسائل الممكنة.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري