كتب الأستاذ حليم خاتون: بيت العنكبوت اللبناني... إلى أين؟
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: بيت العنكبوت اللبناني... إلى أين؟
10 تشرين الثاني 2022 , 09:23 ص


"أوهن من بيت العنكبوت"، قال السيد عن الكيان الإسرائيلي...

أوهن من بيت العنكبوت، لكنه يسيطر على معظم بلاد العالم...

الخليج العربي خاصة، والعالم العربي بشكل عام مثل الخاتم في اصبع الوسط الإسرائيلي...

أميركا، أوروبا، أستراليا وما شاكل حريصون على حياة هذا العنكبوت...

بل حريصون على هدم وتدمير كل البلاد التي قد تشكل تهديداً ولو صغيرا على هذا الكيان... لذلك جرى تدمير العراق وسوريا والسودان ويجري الآن تخيير لبنان بين نفس هذا المصير أو السير على خطى الإمارات ومملكة البحرين العظمى...

العالم الإسلامي الكاذب اكتشف أن فلسطين بلد طارئ؛ بلد لا ضرورة له في الوجود...

كذلك شاح عالم المسيحية الكاذبة بوجهه إلى الناحية الأخرى...

بلاد عدم الانحياز قررت انها لا تريد أن تكون ملكية أكثر من الملك...

إذا كان العرب قد تخلوا عن فلسطين... بل إذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية تحولت درعا يحمي الكيان...

لماذا يذهبون هم أبعد...؟

الحق... العدالة... الوطن... الإنسانية... كلها كلمات يمحوها الدولار عن وجه الارض ليكتب لنا حياة عبادة الدولار، بلا شرف ولا كرامة...

هل انقرض الهنود الحمر في أميركا دون قتال...

انقراض هؤلاء أفضل من حياة العبيد في دنيا... السيد فيها بن غافير ونتنياهو...

يبشرنا الإعلام المقاوم أن نتنياهو لن يجرؤ على الخل بتفاهم الترسيم...

لن يجرؤ...!!

هذه كلمة كبيرة، وقد قذفت بنا توتال إلى مستقبل مجهول نعيش على أوهامه كما فعل شعب مصر بعد كامب ديفيد...

لماذا قد يريد نتنياهو العودة إلى الحرب، وهو قد حصل على ما لا يحق له زائدا على ذلك سلاما أو هدنة غير معلنة إلى حين يتم تسمين اللبنانيين كما تم تسمين أهل السلطة الفلسطينية...

حينها، إذا خرج سيد مثل السيد نصرالله، سوف يخرج له رجل مثل محمود عباس مع تصفيق الغنم في المزرعة...

غنم يصفق لمستقبل السكين...

كأن السيد عباس الموسوي قرأ في الغيب حين شبه فلسطين بأرض كربلاء...

كما ترك الحسين بن علي في كربلاء، ترك الفلسطينيون لمصيرهم...

تخلى كل العالم عن هذا الشعب المظلوم...

كل العالم بلا استثناء...

حتى جزء كبير من الشعب الفلسطيني تخلى عن القضية لقاء رخصة عمل داخل "الخط الأخضر!!!"

ربحت اميركا واستطاعت تحويل القضية الفلسطينية إلى عبء ثقيل حتى على الضمائر الحية...

ربحت اميركا...

صفع الاميركيون الروس في أوكرانيا، فشعر محور الممانعة بألم الصفعة...

حتى في بعض أوساط بيئة المقاومة، هناك من يتحدث عن رفض أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك...

ضحكة صفراء ظهرت يوم قيل إن مُسيّرة من الجهاد الإسلامي طارت فوق أحد منصات الغاز أيام الاشتباك الاخير، وتسببت بالهلع في قيادة الكيان...

"أصيب الكيان بالهلع...!!!

أصيب العدو بالهلع، وهرع محور الممانعة إلى المراحيض...

خرجنا نرفع رايات نصر لم يتحقق...

شعار وحدة الساحات تحقق في ادعاء نصر لم يكن...

حماس في واد، والجهاد في واد آخر... أما بقية الفصائل... فحدث ولا حرج... مزبلة التاريخ عميقة جداً...

لا مجال للتبرير...

من يريد القتال، يقاتل... والقتال فعل وليس تصريح من على أريكة...

اسألوا الشهداء...

اسألوا الدكتور وديع حداد...

اسألوا أحمد قصير ومن سقط على دروب الحرة والكرامة...

مات من مات وقتل من قتل ودُمًر ما دُمًر، ليخرج من يقول لنا إن بئر غاز كبير قد اكتشف قبالة شاطئ غزة سوف يتم استثماره مثالثة بين الكيان ومحمود عباس ومصر...

تحيا كامب ديفيد...

تحيا أوسلو...

لم يوقع حافظ الأسد لإرجاع الجولان إلى سوريا بسبب بضعة أمتار... البعض يقول سبعة، والبعض الآخر يقول ثلاثة...

ربما أخطأ حافظ الأسد يوم فاوض... لكنه على الأقل لم يوقع...

كان يعرف وهو القوي الضعيف أن العالم يستطيع سحقه... لكنه لم يوقع...

لكن ميشال عون وقع...

مات حافظ الأسد ولم يعط إعطاء الذليل...

في لبنان، اكتشفنا صيغة أخرى للتوقيع...

نحن لم توقع مع الإسرائيلي...

نحن وقعنا مع الأميركي...

صحيح أن المفاوض الأميركي هو اسرائيلي... لكنه أميركي...

"شربكة أميركية مهضومة" لكن طعمها لذيذ لمن يتخذ الذل له غطاء...

نحن لا نحارب الفساد كي لا تقع فتنة...

لكن هذا الفساد هو الذي أجبر من أجبر على التوقيع على خسارة ليس بضعة أمتار، بل سبعة عشرة كلم في عمق البحر تحوي على ذمة الإعلامي داود رمال ثلاث مئة مليار دولار من الثروات... وتحوي على ذمتي على كل ما في الأرض من ثروات... تحوي على الكرامة والشرف... إذا كان هناك من لا يزال يثمن هذه المفاهيم...

سوف يذكر التاريخ أن خطيئة كبرى جرت في البحر اللبناني الفلسطيني من أجل إقفال فجوة مالية ابطال ارتكاباتها لا يزالون أحراراً يسودون على قطعان من الغنم في لبنان... تماما، كما ساد في بلاد العرب من لا شرف عندهم، على من لا حياة لهم...

عزاء الأمة إن الثلج سوف يذوب...

قد تستيقظ الحرة وتعود لتلد أطفال بطولة جديدة...

في لبنان، نهبت المصارف حاضرنا...

أكمل عملية النصب والاحتيال بقية اللبنانيين في دائرة كبرى من السلب والنهب، بحيث صارت يد كل لبناني في جيب لبناني آخر...

ونحن لا نزال نرفع شارات نصر مزيف ورفض فتنة...

خرج أمس النائب فضل الله في مؤتمر صحفي يقول بعض ما نعرفه جميعاً... لكنه ما لبث أن استدرك قائلا إن القرار النهائي في مجلس النواب...

هل تذكرون المؤتمرات الصحفية السابقة؟

نفس المسرحية... نفس الابطال... ونفس الغنم...

باختصار، حفظنا الإسطوانة...

خرج على قناة أخرى نائب التغيير الياس جرادة... فإذا الشيوعي السابق يرى التغيير في مجيء نعمة افرام رئيساً للجمهورية!!!

على كل، تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني ولاّد...

أمس الياس عطا الله، واليوم الياس جرادي...

هل لا يزال الياس هذا يمثل الاحرار، استاذ رمال؟

اللبنانيون متفائلون...

غدا غاز ونفط وعودة إلى ليالي السمر...

حلم ابليس في الجنة...

لقد اهتدت اميركا إلى سلاح تدمير شامل جديد اسمه الحصار والتجويع... سلاح أوجع المقاومة في لبنان ودفعها للتنازل...

"لقد أثبت حزب الله أنه براغماتي..."هكذا وصفت السفيرة الأميركية المقاومة في لبنان...

لمن لم يفهم...

لمن لا يفهم...

من يتنازل اليوم، سوف يتنازل غدا...

عندما يكون التنازل اعترافا علنيا بأن شرب السم اهون كما فعل الامام الخميني حين قبل وقف إطلاق النار مرغما...

يبقى الحر حرا، ويعمل من أجل فجر آخر...

أما حين يُصوّر التنازل نصرا كما فعل العرب ذات تشرين... وكما يفعلون هذه الأيام...

نكون وقعنا في حفرة كامب ديفيد حتى لو!!!....

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري