شبح الدولة الفلسطينية أين هو ؟ ما هي ؟ من يروج لها ؟
فلسطين
شبح الدولة الفلسطينية أين هو ؟ ما هي ؟ من يروج لها ؟
غسان كنفاني
14 تشرين الثاني 2022 , 08:04 ص

نعيد نشر مقال الشهيد غسان كنفاني الذي نشر بمجلة الهدف في عام 1972 و تكلم فيه عن محاطر الترويج للدولة الفلسطينية, المقال نشر قبل استشهاده بوقت قليل, بحينه ابتدأ ياسر عرفات بتسخير دميته نابف حواتمه للترويج لبرنامج النقاط العشرة المشؤوم والذي حول منظمة فتح لحارس لمغتصبات العدو في فلسطين.

موقع إضاءات الإخباري

بقلم غسان كنفاني

 ولم يكن من المصادف أن تزداد حملة الدولة الفلسطينية ضراوة بعد مجزرة أيلول، لأن هذه المجزرة قد هيأت ظرفاً نفسياً من الممكن أن يستخدم حتى أقصى مدى لترسيخ ((فكرة الدولة الفلسطينية)). إن أهمية هذه الفكرة ليست في واقعيتها، و ليست في إمكان تحقيقها، و لكن في كونها مطروحة أمام الجماهير الفلسطينية المغلوبة على أمرها (( كبديل )). في وقت لا تستطيع فيه حركة المقا9مة لأسباب ذاتية و موضوعية أن تقدم ((بديلا)) مباشرا و على المدى القصير.

و يستهدف طرح هذه الفكرة على هذه الصورة الإمعان في عزل المقاومة، و سحب أرضيتها الشعبية من تحتها، فذلك هو الطريق نحو فرض حلول الاستسلام على الشعب الفلسطيني، إذ طالما أن حركة المقا9مة قادرة على أن تظل الممثلة الوحيدة لإرادة الشعب الفلسطيني فإنه يبقى من الصعوبة بإمكان فرض الاستسلام على هذا الشعب.

و لذلك فقد جرى طرح فكرة (( الدولة الفلسطينية )) في وقت مبكر، و كأنها صارت حقيقة واقعة، في نوع من التشويش للولاء الفلسطيني للمقا9مة، و تثبيت هذا الولاء و سرقته.

و بمجرد المقارنة بين الترويح المبالغ فيه لهذه الفكرة، كحقيقة تكاد تكون واقعة، و بين الإمكانيات العملية و الموضوعية لتحقيقها في الظرف الراهن، تتضح الفجوة الكبيرة المنصوبة لتحقيق غرضين:

_ أولاً: سلب ولاء الجماهير للمقاومة كاحتمال للمدى البعيد يمر الآن في فترة جزر، مقابل ((وعد )) على المدى القصير...

_ ثانياً: دفع المقاومة لخوض معركتها الحاسمة الأخيرة في وقت غير مناسب، و ذلك دفعا نحو تصفيتها جسديا قبل موعد المعركة الحقيقية مع (( الحل السلمي )) إجمالاً......

إنه من المؤكد أن (( فلسطينستان )) ستكون بشكل من الأشكال، جزءاً من (( الحل السلمي )) في حال فرض الاستسلام السياسي على الأنظمة العربية و البدء في تنفيذه، ولذلك فإن مواجهة هذا الخطر يظل مرتبطا بالمواجهة الراهنة القائمة بين حركة التحر الوطني العربية و بين الهجمة الإمبريالية .

إن (( فلسطينستان )) لا يمكن أن تكون إلا مشروعاً مرتبطا بمجمل المعركة الراهنة التي تخوضها حركة المقا9مة الفلسطينية و حركة التحرر الوطني العربية بصورة عامة، و بالتالي فإن إحباط مثل هذا المشروع على المدى القائم ، يكمن في قدرة هذه الحركة على وقف حالة الجزر الراهنة

و تمتين إرتباطها بالحركة الشعبية العربية.



المصدر: موقع إضاءات الإخباري