كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "الكهرباء.. والحكومة؛ كلام هادئ في ملف ساخن..".
14 تشرين الثاني 2022 , 15:50 م


هل يُمكن للبنان وللشعب اللبناني أن يستمرّا بهذا المستوى المعيشي،خاصة في الطاقة الرئيسية من حياته، وهي الكهرباء التي أصبح وجودها في بيته تساوي من 30% إلى 70% من إنتاجه وربما تصل إلى 100% لموظف درجة ممتازة من عميد الأجهزة الأمنية والجيش أو دكتور في الجامعة أو ما شابه فضلاً عن مواطنين لا كهرباء في بيوتهم.

الكهرباء في لبنان للأسف أدخلها السياسيون في بازار المناكفة والسرقة والسمسرة، وأخيراً في الِابتزاز السياسي، ضمن دائرة الحصار الأمريكي للشعب اللبناني، حتى وصلت التغذية إلى مستوى الصفر لمدة أشهُر، مما سبّب هذا الِانقطاع الكهربائي الطويل الأمدِ عن محطات تغذيةمحطات توزيع المياه، مِمّا دفع بعض المناطقاللبنانية إلى استخدام المياه الملوثة،ما سبَّب وجودَ مرضِ الكوليرا، خاصةً في الشمال وعكار. الأمر المؤسف، أنَّ الحكومة ورئيسها لم يكونا بمستوى أخذ القرارات الجريئة الحاسمة اللّازمةِ لتأمين هذه الحاجة الرئيسية لحياة المواطن.

تبدأ المسألة من الإدارة الأمريكية التي تستخدم الأوراق القذرة، لمحاصرة ومعاقبة الشعوب التي لا تخضع بالكامل لسياستها.

عندما قرَّرتِ المقاومةُ وأمينُها العامُّ جَلْبَ المحروقات من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أكثر من سنة، سارعت الإدارةِ الأمريكيةُ وسفيرتُها إلى وعدٍ بتسهيلِ إستجرارِ الغازِ والكهرباءمن الأردن ومصر، وبتمويل من البنك الدولي. لكنّ هذا الوعدَ لم يكن سوى إبرةِ مورفين لِاستمرار الحصارِ حتى وصولِ لبنانَ وشعبِه لتحت الرماد كما عبّرت إحدى المسؤولات، في الإدارة الأمريكية المجرمة،

وعندما هدد سماحةُ أمين عام حزب الله بضرب منشآت العدو الإسرائيليّ النّفطية،في حال إستخراج الغازمن المناطق المختلف عليها، سارعت هذه الإدارة الأمريكيةُ، قبل الإسرائيليين إلى ترسيم الحدودمع لبنان واتّخذت موقفاً موارباً من الهبة الإيرانية لتشغيل معامل كهرباء لبنان.

وتناغم رئيس حكومة لبنان مع هذا الموقف الموارب وأرسل تحت الضغط وفدًا تقنيًّا خاليًا من السياسة بحسب الشرط الأمريكي إلى إيران، وتمت الموافقة على الهبة الضرورية لحاجة لبنان لها.

وعند البدء في التنفيذ جاء القرار الأمريكي المختبئ خلف"الغمغمة" بالمنع والعقوبات على لبنان، في حال قبول الهبة.

وهنا نسأل، ويسأل الشعب اللبناني:

أين شجاعة رئيسِ الحكومة اللبنانية ورجولته؟

أين هي السيادةُ والحُرّيّة؟ ألاتجرؤون أن تطلبوا من الأمريكي تسهيل تأمين البديل الجاهز، من مصر والأردن مؤقتاً؟

وهل يحق لكم تمثيل لبنان واللبنانيين بهذا المستوى من الهزالة؟ الأمر المؤسف أنّه بسببكم وبسبب سياسة الفساد، وبعد أن كان لبنان سويسراالشرق،في ستينات وسبعينات القرن الماضي، أصبح بلداً تتفشّى فيه الأمراض المُعدية كالكوليرا.

وهذا السؤال أيضاً برسم القوى الحليفة والمحبة والمطيعة للإدارة الأمريكية.

فهل استمراركم بهذا الأداء سيجلب لنا الطاعون بعد الكوليرا؟

وإلى متى يستطيع الشعب أن يصبر عليكم؟ 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري