كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "الكهرباء.. قبل الرئاسة".
ابراهيم سكيكي
17 تشرين الثاني 2022 , 20:02 م


مما لا يختلف عليه اثنان، ولا شك فيه، أن الِانتخابات الرئاسية بغاية الأهمية، لِإمكانيةِ توفير انطلاقةٍ

جديدةٍ، لعهدٍ جديدٍ وحكومة تُخرِجُ لبنانَ واللبنانيينَ من المأزِق الماليِّ والِاقتصاديّ والمعيشي الخانق.

لكن يبقى الهمُّ الرئيسيُّ للمواطنينَ من أقصى الشمالِ إلى أقصى الجنوب و معهم االبقاع، حيثُ يُعاني أغلب الناسِ، ورُبَّما أكثرُ من 90% منهم يعانونَ من فاتورةِ المولدِ التي تشفطُ كُلَّ ما يُنتجُهُ ربُّ الأسرةِ، في وطنٍ تدنّى فيه الإنتاجُ، إلى أدنى ما يُمكنُ أن يتدنّى فيه إنتاجُ إنسانٍ على الكرة الأرضيّة،وهو لا يرى في الأفق حلولاً عمليّةً تُرِيحُهُ من هذه المُعضلة.

وأفضلُ الحلول المطروحةِ جدياً هي إقامةُ محطاتٍ وإصلاحُ الموجود، وتطويرُهُ بِنظامِ بي، أو، تي (bot) الذي لا يُكلِّفُ الدولةَ اللبنانيةَ المفلسةَ أي قرش تقريباً.

هذه هي أولويةُ المواطنِ، قبلَ أن تكونَ "مَنْ يجلسُ في قصر بعبدا".

وما نراهُ من تخبُّطٍ في تأمينِ المالِ لشراءِ فيول، لمعامل الكهرباء، وبحلول ترقيعيةٍ ومضيعةٍ للوقت،وما تطرحه الحكومة من رفع فاتورة استِهلاكِ الكهرباء، وهو مُحق ضمن إمكانية المواطن، لكن ليس على أساس أن تكون الدولةُ بتسعيرتِها قريبةً من سعرِ المولد، لا بُدّ من مراعاة دخل المواطن في الزمن الصعب، وهذا من واجب الحكومة.

أمّا الحلولُ العمليةُ الجدّيةُ المطروحةُ كالعرضِ الإيرانيِّ، من خلال الهِبَةِ المعروضة، والتي تفوق قيمتُها، حسب المُعلن، 350 مليون دولار، وتصلُ التغذية بها لحدودِ 8 ساعات يومياًولعدةِ أشهر، وربما يزيد هذا السخاء في الهبة، في حال طلب لبنان، واستَعان بسيدِ المقاومةِ الذي لا يُرْفَضُ لهُ طلبٌ، وأصلُ هذا العرض كان بطلبٍ من سماحتِه.

وتزامن ذلك مع عَرْضٍ من الجمهوريةِ الإسلاميةِ الإيرانيةِ، لوفدِ وزارةِ الطاقةِ اللبناني الذي زارها أخيراً، بإنشاءِ محطتَي تغذيةٍ وإصلاحِ وتطويرِ المحطات الموجودة، وكله بنظام، بي،أو،تي(bot)،يعني بدون دفعٍ مسبق.

فهل تحسمُ الحكومةُ اللبنانيةُ قرارَها، وتريحُ الشعبَ اللبنانيَّ، وتقدمُ له حلاً لأكبر همٍّ ومُعضلةٍ يعيشها،أم أنها ستبقى محكومةً للقراراتِ الأمريكيةِ الجائرة.

وللحكومة اللبنانية والإدارةِ الأمريكية نقول:

الشعب اللبناني يصرخ ويصرخ ويتألم،ورُبَّما ينفجرُ في أي لحظة،فهل تحسمون أمرَكم، قبل الِانفجار، أم أنكم، كما في الترسيم، لا تستجيبون إلا بالتهديد.

وماذا لو انطلقت هِبَةُ بواخر ِالفيولِ من إيران، ورفعتِ المقاومةُ صرخَتَها، وقالت لكم: هذه البواخر أرضٌ لبنانية، والعينُ التي ستنال منها سنفقأُها، فهل من مُستجيب؟



المصدر: موقع إضاءات اإخباري