كتب الأستاذ محمد محسن عن مصير علاقة الأكراد بأمريكا
مقالات
كتب الأستاذ محمد محسن عن مصير علاقة الأكراد بأمريكا
محمد محسن
24 تشرين الثاني 2022 , 20:21 م


كتب الأستاذ محمد محسن,,

هل من مصلحة للأكراد السوريين، أن يعادوا وطنهم، وجيشهم، وشعبهم، خدمة للعدو الأمريكي؟

عليهم أن يثقوا أن أمريكا، لن تبيع علاقتها بتركيا، من أجلهم، وستتخلى عنهم عند الهجوم الأكبر.

يخدمون من؟ من خلال تجويع الشعب العربي السوري، وحرمانه، من قمحه، وغازه، ونفطه؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على قسد أن تستيقظ، وتقرأ المشهد الراهن، بتشابكاته، وتحولاته، وأن تقرأ بدقة وعلى وجه الخصوص، الصمت الأمريكي، تجاه العمليات العسكرية التركية السابقة، التي أدت إلى احتلال عفرين بكل يسر، وتحت مرأى ومسمع من الجيش الأمريكي المرابط هناك.

كما وعليها تقويم الموقف الأمريكي الراهن، من العمليات العسكرية التركية القائمة الآن، والتي قصفت الطائرات التركية، أهم مواقع البنى التحتية التي يستخدمها الانفصاليون الأكراد، تحت سمع وبصر الجيش الأمريكي، والتي يمكن أن تكون قد تمت بموافقته.

وهذا مؤشر واقعي وعملي، فأمريكا وبالقطع لن تواجه تركيا الحليف التاريخي، من أجل عيون، أي حركة مسلحة، استثمرت فيها أمريكا عند الحاجة، لأن العلاقات بين الدول، هي أقوى وأهم من علاقات الدول مع الحركات المسلحة، لذلك كان على الانفصاليين الأكراد، أن يتوقعوا اقتراب زمن التخلي الأمريكي عنهم.

كما أن روسيا وإيران، الدولتين المتفاهمتين مع تركيا في (أستنا)، بشأن الحفاظ على استقلال سورية، ووحدة أراضيها، لا يمكن أن تناصرا (قسد) لأنها تتحالف مع أمريكا، عدوة كل من روسيا، وإيران، كما أنها ليست على توافق تامٍ مع تركيا الآن.

فضلاً عن أنها حركة انفصالية، ضد سورية الدولة الحليفة لكلتا الدولتين، والتي حرمت الشعب العربي السوري، من أهم مصادره الحياتية الأساسية، من خيرات الجزيرة السورية، سلتها الغذائية، ومصدر خبزها، ونفطها، وغازها، وقطنها.

كما لا يجوز أن لا نضع في الحسبان، عند اجراء أي حوار مع (قسد)، أنها كانت تشكل فصيلاً رئيساً من الفصائل المسلحة الإرهابية، والتي ساهمت معها في دمار سورية، وقتل أبناء وطنها، وتشريدهم، كعنصر فاعل في تلك الهجمة العدوانية الوحشية.

كل هذا الاستنتاجات، والمواقف، التي يسعفها الواقع، يجب أن يدفع (قسد) للبحث عن حلول سريعة مع الحكومة السورية، وإلا ستضع الجيش السوري أمام خيارين كلاهما صعب، أن يواجه الجيش التركي حماية لحركة انفصالية، تشكل خطراً على وطنها.

أو أن تساهم مع تركيا لمواجهة فريق سوري، خرج عن الطريق الوطني، وهذا غير ممكن، بالرغم من أن لكلا البلدين مصلحة حقيقية بإنهاء حركة

تشكل خطراً على أمن البلدين كما أفدنا بذلك.

ولعله من المفيد اعلام (قسد) بأن هناك لقاءات تركية سورية هامة، غايتها البحث عن حلول للقضايا التي باتت تشكل خطراً على الدولتين، ومنها بل وعلى رأسها الحركة الانفصالية الكردية، والتي يساهم حلها في الإسراع بحل القضايا المعلقة والمشتركة الثلاثة الأخرى.

وأردوغان يسارع الخطى قبل الانتخابات التركية، المحدد اجراؤها في حزيران القادم، ليعتبرها من أهم منجزاته التي يؤمِّنُ بها فوزه في تلك الانتخابات.

ألا وهي الحركة الانفصالية الكردية الأهم، واللاجئين السوريين، الذين يفوق عددهم عن ثلاثة ملايين، والإرهاب القابع في ادلب، والذي بات يشكل خطراً على تركيا، كما يشكل خطراً على سورية، والذي رعاه أردوغان وسلحه، واستثمر فيه.

والتي تأخذ المعارضة التركية من هذه العقبات الثلاث، متراساً تهاجم فيه أردوغان، والتي باتت تقض مضاجع المجتمع التركي، والتي تحمله المعارضة أسباب وجودها.

لكل هذه الأسباب مجتمعه، نرجح متابعة أردوغان لأعماله العسكرية، الجوية والبرية، لسحق الحركة الكردية، التي ستتركها القوات الأمريكية بدون غطاء، لأنها لن تبيع علاقاتها الاستراتيجية مع الحليف التركي كما افدنا، من أجل عيون أية حركة مسلحة.

لذلك على (قسد) أن تعود إلى حضن الوطن، فهنا ومن هنا يأت أمنها.


المصدر: موقع إضاءات الإخباري