كتب الأستاذ حليم خاتون: نظرة سريعة على مستوى المنطق عند الأحزاب في لبنان
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: نظرة سريعة على مستوى المنطق عند الأحزاب في لبنان
حليم خاتون
26 تشرين الثاني 2022 , 06:53 ص


من التنبؤ بزوال حزب الله عند نكرة وجد كمية من الدولارات تكفي لحجز موقع على اليوتيوب، قبل أن يتحفنا الرجل بتبجح المطالبة بإقامة سلام مع اسرائيل...

وقد أصبحت هذه المطالبة موضة عند مجموعة من اللبنانيين الذين لم يموتوا، ولم يروا من مات...

يركب هؤلاء على الشبكة العنكبوتية، ولكن من تحت...

معظم هؤلاء عملاء دون وجوب إجراء فحص دم...

لكن البقية القليلة ممن بقي منهم مجرد اغبياء لم يقرأوا التاريخ، ولا عرفوا أن بداية الاستيطان في فلسطين كانت هجرة، وإن جواز سفر شيمون بيريز الأول كان فلسطينياً...

بدأت موجات الهجرة الصهيونية إلى فلسطين قبل عقود من تأسيس دولة الكيان على الأرض التي اغتصبوا...

جاؤوا "مسالمين" كما ذهب المهاجرون اللبنانيون الاوائل إلى كل بقاع الأرض، لكن مع فارق واحد...

لم يغتصب هؤلاء اللبنانيين أي بقعة أرض أو منطقة، ولم يعلنوا تأسيس أي دولة كولونيالية كما فعل الصهاينة...

علم اللبنانيين هو خطين أحمرين يدلان على الاستعداد لبذل الدم من أجل الوطن ومساحة بيضاء من السلام الذي تود شجرة الأرز أن تعيش فيه...

بينما تتوسط نجمة داود علم اسرائيل مع خطين ازرقين يرمزان إلى حدود الدولة التي يريد جماعة بدنا نعيش إقامة سلام معها...

أما إلى ماذا يرمز الخطان الازرقان، فإلى النيل والفرات تحت شعار:

حدودك يا إسرائيل،

من الفرات إلى النيل...

ولمن لا يملك لا بصرا ولا بصيرة،

تقع فلسطين ولبنان والأردن وسوريا وجزء كبير من العراق ومن مصر بين الفرات والنيل؛ ويقع كل هؤلاء أنفسهم من الذين يدعون إلى السلام مع إسرائيل ضمن فئة "الغوييم"، أي المخلوقات التي خلقها الرب لخدمة بني إسرائيل، وهم قد بدأوا هذه الخدمة فعلاً حتى قبل أن تصل دولة اسرائيل الى الحدود المطلوبة...

من فوائد اليوتيوب أنه يدفع المرء إلى سماع التافهين أحيانا كثيرة دون قصد، فيكون بعضاً من الرأي الآخر...

خرجت على اليوتيوب صورة لتافه آخر من بلدي يتوقع انتفاضة شيعية على حزب الله...

ينتقد الكثيرون من المثقفين الكثير من مواقف حزب الله في الداخل اللبناني...

في النهاية حزب الله ليس منزّهاََ عن ارتكاب الأخطاء...

تبين بعد تركيز النظر وسماع الخبر أن صاحب الصورة ليس سوى إيلي محفوظ الاخ الروحي لمحمد نمر وصلاح المشنوق ونديم قطيش وماريا معلوف...

يستحق المدعو محفوظ لا حفظ الله له هذا الرأس الممتلئ بالنفايات، يستحق الشكر على الأقل لأنه يدفع المرء إلى التفكير في مدى أهلية رجال الطبقة السياسية اللبنانية العقلية...

هكذا، نظرة سريعة إلى كل خصوم حزب الله...

هناك طبعا خصوم بين المفكرين والكتاب أمثال سركيس نعوم، أو ربما نقولا ناصيف... لا يخلو الأمر...

أمثال هؤلاء يسعى المرء إلى سماعهم لأن انتقادهم لحزب الله ينطلق في الأغلب من منطق ما، قد لا يقبل المرء بهذا المنطق، لكنه في نهاية الأمر، منطق من نوع آخر...

لكن بعيدا عن الأشخاص المذكورة أسماؤهم في الاعلى الذين يناصبون حزب الله العداء عن غير منطق ولا تفكير، وعلى أسس اللبن أسود...

دفعني إيلي محفوض إلى محاولة إيجاد ذرات عقل عند اي من الأسماء اللامعة في حزب القوات...

لم استطع...

باستثناء بضعة كلمات تعلمها ملحم رياشي، لا يعرف الباقون تركيب جملة واحدة فيها ما يكفي من المنطق ما يدعو للتفكير...

اساسا، سمير جعجع، ليس أكثر من جحا في العسكر قبل حتى ام يحكي بالسياسة...

سمير جعجع لم يكن عند بشير الجميل أكثر من قاتل غير مأجور لصالح مشروع انتحاري غير قابل للوجود، وإن وجد فسوف يبتلع أصحابه قبل صياح الديك، حتى لو جاء كل الحلف الاطلسي لحمايتهم، ولن يأتي...

في الكتائب، ربما اختلف الأمر بعض الشيء...

ليس لأن في حزب الكتائب دكاترة؛

عند القوات يوجد دكاترة أيضاً، لكن بعقول مربعة لا ترى ابعد من الأنف...

ربما لأن في حزب الكتائب أناس من الجيل القديم الذين لم يغطسوا في برك الدم أثناء التدريب العسكري... يحاول هؤلاء العيش وسط غابة سمير جعجع، فلا يفلحون...

من القوات ينتقل المرء دون قصد إلى تيار المستقبل...

نسبة المنطق عند هذا التيار أعلى بكثير من حزب القوات...

لكن لا يمنع الأمر من رؤية بعض خريجي مدرسة تيار المستقبل من أمثال أشرف ريفي، حتى ينتحر المنطق...

على الأقل، أيام رفيق الحريري، استطاع الرجل شراء بعض العقول من الصحافة أو حتى من اليسار... واليسار، وما ادراك ما اليسار في لبنان...

هذا اليسار معجون من كلمات مقطوفة من كل الكتب، لكن اليسار اللبناني عجن هذه الكلمات ولم يخرج معه إلا أغلبية من الاغبياء، وقلة من المفكرين لم يصلوا ولا يمكن أن يصلوا إلى الناس لأن كل المنظومة ضدهم، وكذلك كل الزعامات الدينية والدنيوية...

هل تصدق نبوءة إيلي محفوظ وينتفص الشيعة على قيادة حزب الله؟

إيلي محفوظ لم يصل حتى إلى مستوى التنجيم على الإعلام...

الشيعة يا إيلي يا محفوظ عندهم مبادئ عاشت أربعة عشر قرناً، ربما لم يصل حزب الله الى الكمال في تبنيها، لكنه لم يحد عنها...

لكن هذه المبادئ لو طبقت لوجد إيلي محفوظ ورامي نعيم وبقية المعشر الحرام؛ لوحدوا أنفسهم إلى نفس مصير من سبقهم على الشريك الحدودي...

أيلي محفوظ اصغر بكثير من انطوان لحد، وقد انتهى لحد إلى بياع فلافل في الكيان المحتل...

هل من يتعظ؟

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري