كتب الأستاذ حليم خاتون: خطوة ناقصة عند الحسنين
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: خطوة ناقصة عند الحسنين
حليم خاتون
28 تشرين الثاني 2022 , 13:37 م


منذ عدة أسابيع، خرج الإعلامي حسن عليق على موقع المحطة ينتقد الدكتور حسن مقلد على تغريدة قال فيها إن تدخل شركته المالية دفع الدولار إلى الهبوط بأكثر من عشرة آلاف ليرة...

تفاجأ كل من يتابع الحسنين...

المفاجأة الأولى كانت أخذ العلم بأن الدكتور مقلد على علاقة ما مع امبراطور السلطة المالية في لبنان، رياض سلامة...

المفاجأة الثانية كانت في اكتفاء الاستاذ حسن عليق على مجرد النقد دون الاستمرار في تناول هذه القضية من كافة النواحي؛ وبالأخص، الناحية التقنية المالية، والدور الذي بات الدكتور مقلد يلعبه في الصراع مع أباطرة المافيا المالية التي ترتبط بشكل أو بآخر مع حاكم المصرف المركزي، رياض سلامة...

أمس، خرج الدكتور مقلد على قناة ميشال عون، ليؤكد أنه سبق له أن تناول مسألة تدخله في السوق لمحاربة مافيا الدولار، وانه غير ملزم بتقديم إيضاحات، أو الرد على من انتقده...

قد يكون فات هذا الأمر على من يتابع الحسنين... لا يهم...

بغض النظر عن أي نقاش يمكن أن يكون قد دار بين الحسنين على الميديا، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، حاول المرء أمس متابعة الدكتور مقلد عساه يفهم ما دار، وما يمكن أن يدور...

للأسف، زاد الدكتور مقلد من الضبابية التي تمنع المواطن العادي من فهم آليات عمل المافيا المالية... وكأن الدكتور لا يريد تسمية الأمور بأسمائها...

كل ما استطاع المرء فهمه هو ما يعرفه كل الناس... المافيا المالية في لبنان محمية سياسيا، وقضائيا، وأمنيا...

لقد انتقد الاستاذ حسن عليق الدكتور مقلد نقدا واضحاً يستوجب توضيحات...

اكتفاء الدكتور برفض الدخول في ما أسماه ردود غير مجدية لا يعفي الدكتور من تقديم هذه التوضيحات...

لقد لعب الدكتور مقلد دورا مهما جدا في نشر الوعي الاقتصادي والمالي في الرأي العام؛ من هذا المنطلق على الأقل، يتوجب على الدكتور، تقديم توضيحات وشروحات لجمهور عريض كان يتابعه، وأصيب بصدمة...

قد لا يكون أغلبية هذا الجمهور من الخبراء في المال والاقتصاد، لكن الكثيرون من هذا الجمهور مثقفون، وقد وفر الوضع اللبناني قاعدة مهمة من المعرفة المالية والاقتصادية، وهو يستحق أن يسمع كلمات وجمل محددة، وليس كلاما عاما مبهما لا يقدم ولا يؤخر...

طبعا يشكر الدكتور على القليل القليل مما أشار إليه.... لكن يحق لنا على الأقل أن نعرف من هي الجهات التي عناها حين أشار إلى قوى الأمر الواقع...

هل كان يقصد حزب الله، أم حركة امل، أم العشائر...

من يقصد بالتحديد، ولماذا التعمية؟

ليسمح لنا الدكتور، هذا اتهام خطير جداً... ولا يحق لأي كان التستر على مافيا الدولار...

كما لا بحق لأي كان تلك الإشارة الغامضة التي قد تطال الحزب أو الحركة، وهما من هما في البيئة...

يقول الدكتور انه تعرض للتهديد بالقتل، وإن هذه التهديدات موجودة على تسجيلات صوتية فاقت ال ٦٢ تسجيلاً، ثم يزيد بأن لا القضاء تحرك، ولا القوى الأمنية أبدت أي رد فعل إيجابي...

أن يسكت القضاء في لبنان، وان تكتفي القوى الأمنية بالتفرج شيء مرفوض طبعاً؛ لكنه طبيعي في بلد تحكمه المافيا واللصوص...

لكن أن يتهم الدكتور بشكل غير مباشر حزب الله، أو حركة امل، ثم يكتفي بكلام عام لا يؤدي إلى شيء، هو أمر مرفوض بالمطلق...

شئنا أم أبينا، يسيطر ثنائي حزب الله والحركة على قلوب معظم بيئة المقاومة، ولا يحق لأي كان اتهامها دون دليل خاصة أن السيد نصرالله كان واضحاً في طلب إدانة أي عنصر في الحزب مهما بلغ قدره...

ولا يظن المرء أن حركة أمل تقبل بأن يطالها هكذا اتهام مبطن يؤدي إلى تجويع اللبنانيين عامة، ومجتمع المقاومة خاصة...

من هذا المنطلق، مطلوب من الدكتور مقلد الخروج في حلقة علنية والإشارة بالإصبع إلى المرتكبين؛ تماما كما من حق مجتمع المقاومة أن يسمع من الدكتور عن العلاقة التي تربطه برياض سلامة الذي لعب دورا رئيسيا في إفقار اللبنانيين ونهب الودائع لصالح الطغمة المالية... والذي لا يخفى على أحد الدور الذي لعبه في الحصار الذي أدى إلى هذا الإنهيار...

لم يعد مقبولا لأي كان التخفي وراء مبادئ المقاومة في عمليات تطال اول ما تطال الموقع المقاوم لهذا المجتمع....

حليم خاتون 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري