السباب والشتائم في الإعلام حيلة العاجز
مقالات
السباب والشتائم في الإعلام حيلة العاجز
خضر رسلان
29 كانون الأول 2022 , 20:33 م


قفز موضوع الإعلام والمنصّات الإعلامية على تنوّعها كرأس حربة متقدّمة في السنوات الأخيرة، سواء أكان ذلك في لبنان أو في غيره من بقاع الدنيا. وحظيَ باهتمام مميّز لدى أصحاب القرار في العديد من أقطار العالم بعدما ساهم بشكل فعّال، لا سيما الموجّه منه والمموّل، في إنجاح الأجندات المرسومة والتي غالباً ما يكون الهدف منها تضليلياً يقلب الحقائق ويضرب بعرض الحائط كلّ مرتكزات المهنية والمصداقية والموضوعية. فالغاية المطلوبة هنا هي تحقيق مآرب المشغّلين والمموّلين، وهي تبرّر الوسيلة وانْ خالفت كلّ القوانين والأدبيات والأخلاقيات الإعلامية.
فيلتمان والإعلام وشيطنة حزب الله
 بالتوازي مع الحروب المفروضة وإثارة الفتن وابتداع آليات متطوّرة لحصار المقاومة وبيئتها كان التوجُّه للاستفادة من الكثير من الوسائل الإعلامية في إطار الحرب الناعمة على المقاومة وبيئتها، وقد ازدادت وتيرة الاعتماد على المنصّات الإعلامية هذه بعدما أثبتت الأحداث والتطوّرات لا سيما نتائج حرب تموز عام 2006 والانتخابات النيابية في لبنان عام 2022 أنّ عرى الالتحام بين المقاومة وبيئتها وثيقة جداً ولا سبيل لانفكاكها على الإطلاق مخالفين كلّ فرضيات المنطق التي تؤكد انّ فرض المحال ليس بمحال؛ وذلك من خلال تثبيت…

1 ـ فرضية تقول إنّ انفضاض بيئة المقاومة عنها كمن يقول فرض المحال محال. وهذا ما أيقنت به كلّ الدوائر المعادية للمقاومة وأهلها.
ومنذ ما قبل وخلال وبعد ما سنّه فيلتمان وأغدق أموال إدارته لتشوية صورة حزب الله، اعتدنا سماع الألفاظ البذيئة على بعض الشاشات المحلية فضلاً عن مضامين العديد منها من عبارات الافتراء وامتهان التصويب على جهة استطاعت إنجاز ما لم تنجزه كلّ الجيوش العربية من خلال إسقاط عنجهيّة الجيش الذي لا يُقهر، فضلاً عن دورها كرأس حربة مع باقي قوى المقاومة في تحرير معظم الأراضي اللبنانية من الاحتلال «الإسرائيلي» وإقامة منظومة ردع تمنعه من الاعتداء على لبنان وشعبه، هذا الى جانب دور هذه الجهة المقاومة في منع إزالة أصل الكيان اللبناني واقتلاعه من الجذور وقتل وتهجير شعبه الذي كان هدف المجموعات التكفيرية التي غزت لبنان قبل عدة سنوات.

لطالما كان للمال تأثيره الحاسم لا سيما أموال جيفري فيلتمان ومَن بعده في شراء الذمم وتغيير القناعات وارتكاب الموبقات. وهذا ما يفسّر اجتماع وسائل إعلامية متناحرة ومتنافسة على التصويب على جهة واحدة صودف أنها استطاعت تحقيق إنجاز جديد للشعب اللبناني بفرض إمكانية الاستفادة من ثرواته النفطية والغازية كان العدو الاسرائيلي يريد الاستحواذ عليها.

2 ـ أخلاقيات المهنة والرسالة الإعلامية، التى يمثل غيابها المعضلة التى تعاني منها الكثير من المنصات والمحطات واستسلام معظمها لمستوى غير مسبوق من تدنى الخطاب وإطلاق التعميمات، فضلاً على تورّط وارتهان عدد منها فى خدمة المحاور السياسىية من خلال بث برامج يسودها الابتذال والعشوائية دون ايّ اكتراث لأي تداعيات يمكن لها ان تؤثر على الاستقرار الاجتماعي والأمني في تنكر واضح لأخلاقيات المهنة التى يبدو انّ هناك العديد من المؤسسات قد تخلت عن رسالتها، وبالتالي لا مجال لتصحيح مسارها؛ سواء كان ذلك عبر التوقيع على ميثاق أخلاقي او عبر الالتزام بضوابط مهنية أو بواسطة مناشدات لا تسمن ولا تغني من جوع. فهذه القنوات والمنصات الإعلامية خسرت بانحرافها عن مبادئ المهنة مصداقيتها وسيتبعها بالتأكيد انحسار دورها وتأثيرها، وهي نتيجة حتمية ستدركها لاحقاً إدارات المحطات ورعاتها ومشغلوها… ويدركون بوار جديدها وعجزها لأنّ السباب والشتيمة دليل عجز وتخلّف وإسفاف…

المصدر: موقع إضاءات الإخباري