كتب الأستاذ حليم خاتون: سلاح المقاومة لا يقدر بثمن.
مقالات
كتب الأستاذ حليم خاتون: سلاح المقاومة لا يقدر بثمن.
حليم خاتون
3 شباط 2023 , 09:16 ص


دخلت أميركا والسعودية بقوة على خط انتخاب رئيس للجمهورية... ووراء الستار طبعاً اسرائيل...

ثمن فك الحصار والسماح باستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن...

ثمن السماح باستخراج الغاز والنفط من بحر لبنان ومن بره...

ثمن عودة الخليج إلى لبنان...

ثمن عروبة مصر الضائعة وشرف بني هاشم السليب في الاردن...

ثمن وهم البحبوحة التي تراود الكثيرين من هذا الشعب الخائب في لبنان...

ثمن كل هذا...

هو ما يطالب به ميشال معوض وسامي الجميل وسمير جعجع ووراء الستار أبدا ودوما اسرائيل...

ثمن هذا هو:

سلاح المقاومة...

المطلوب سلب لبنان قوته ليعود لبنان القديم مؤقتا قبل الفتك به لاحقاً على مذبح هيمنة اسرائيل على كل منطقة الشرق الأوسط، وبعدها، على العالم...

هذه المرة لم تأت اسرائيل بجيوش جرارة ودعم الغرب وتخاذل الشرق كما فعلت مع عبد الناصر ومع المقاومة الفلسطينية التي وقعت في الفخ وذهبت إلى أوسلو واعطت كل شيء مقابل مزيد من المستوطنات، ومزيد من الدمار وقتل الاطفال والشيوخ والنساء...

حاولت اسرائيل إعادة نفس ما فعلته مع منظمة التحرير الفلسطينية...

لكنها اصطدمت بجدار من الصلابة يستند إلى ظلم دام الف وأربعمائة عام قبل أن يصحو على أذان يصدح من قم ومن طهران...

حزب الله ليس حركة فتح وإن كانت خطوات البنية العسكرية الاولى عنده جاءت من رحم فتح هذه ورحم الثورة الفلسطينية المغدورة...

كما اغتال محمود عباس جوهر الثورة الفلسطينية، يحاول جعجع وأمثال جعجع اغتيال الكرامة والشرف والعزة في لبنان...

لكن الأمور اختلفت هذه المرة...

نفخ الخميني روحا جديدة في جسد المقاومة العربية فخرج من رحم المقاومات التي انهارت، مقاومة جديدة فتية تنبض عزة وإباء...

نمت هذه المقاومة بسرعة قياسا على حجم الجهد الذي كانت تبذله اسرائيل لمنع هذه الولادة، وهذا النمو...

جبران باسيل يضع شروطا بائسة على حزب الله للمشي بسليمان فرنجية...

لكن كلام اميركا والسعودية المعسول تجاوز ما يطالب به زعماء خطط الفيدرالية والتقسيم في لبنان...

خذوا الرئاسة والحكومة وكل لبنان لكن اتركوا السلاح... هذا ما تطلبه اميركا والسعودية وفرنسا ومن لف لفهم...

تخلوا عن زينة الرجال في هذا العالم الخاضع لمشيئة اميركا و الامبريالية...

هل تذكرون قصة الراعي الذي يحمل بندقية لحماية القطيع...

عرض اللصوص عليه ساعة ذهبية جميلة مقابل البندقية...

هل تذكرون إجابة والده له حين سأله الرأي...؟

"اليوم لا يجرؤ اللصوص على سرقة القطيع وعلى اغتصاب امك وأخواتك لأنك تحمل بندقية...

ماذا انت فاعل غدا أن ساومت على هذه البندقية من أجل الساعة الذهبية؟

هل سوف تطلق النار من الساعة الذهبية حين يأتون لأجل أخذ ما لديك وسبي امك وأخواتك وقتل الباقين في المزرعة؟"

سمير جعجع لا يهتم لأن عقله محدود وهو يظن أن له عند الأميركيين والسعوديين واسرائيل مكانا تحت الشمس...

هكذا هم العملاء...

كذلك سامي الجميل وكل من يطالب بتسليم السلاح من أجل استعادة دور لبنان أن يكون ماخور المنطقة...

البحرين والإمارات والمغرب والسودان وقبلهما مصر والأردن والسلطة الفلسطينية أعطوا كل ما عندهم مقابل رضى اميركا واسرائيل...

ماذا جنى كل هؤلاء غير الخيبة والذل وفقدان الكرامة والشرف...؟

ماذا ينفع رضى اميركا إذا غضب أجدادنا في القبور وغضب الرب في السماوات؟

ماذا تنفع هذه المقاومة لبنان إن هي تخلت عن السلاح؟

قد يفرح مع جعجع وميشال معوض والجميل وفؤاد السنيورة وريفي الذي يحمل اسما لا يليق إلا بمن عنده شرف ولا شرف ولا كرامة عند ريفي هذا...

هل يعني هذا أن يرضى الحزب ويمشي بشروط جبران باسيل وناجي حايك التي سوف تؤدي إلى تقسيم لبنان غدا، واختفاء نجمه بعد غد؟

قد يفوق الذين تعبوا من وطأة السلاح الذي يحمي شرف البلد أكثر من ثلاث ارباع شعب لبنان...

الناس البسطاء لا يرون ابعد من أنف النعاج والماعز والبقر...

وحدهم الشرفاء سوف تصدح أصواتهم في كل سماء هذا الشرق صارخة:

لن نترك السلاح...

لن نترك السلاح...

حليم خاتون

المصدر: موقع إضاءات الإخباري