كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "روسيا وإيران يجددان موقفيهما، نحنُ رافعة لأردوغان"
د. إسماعيل النجار
3 شباط 2023 , 17:17 م

كَتَبَ د. إسماعيل النجار: 

موسكو وطهران أنقذتاه من انقلاب15يوليو 2016، واليوم يجددُ إطلاق النداء للعاصمتين التغييريتين، أن يقدموا له ما يتوفر من دعمٍ، لكي لا تقع الواقعة وينهزم في الِانتخابات القادمة أمام المعارضة التي جهزت له "زنزانة" "ومشنقه"، أما طريق الفرار فعليه تأمينهُ بنفسه.

وعليه وافقت أنقرةعلى انضمام طهران إلى الثلاثية السورية الروسية التركية،لتصبح الطاولة بأربعة أرجُل، مما يشير إلى حَلٍ سريع يجري العمل عليه، في إدلب وشمال سوريا يتيح لدمشق وطهران الِاستفراد بواشنطن والثأر منها، كما يؤكد حاجة أردوغان لإيران وروسيا وحاجة الأخيرة لأنقرة، رغم الندوب الكبيرة التي تركتها في جسدها طائرات (بيرَقدار)، على الساحة الأوكرانية.

وحدهادمشق لَم يُعرَفْ نصيبُها من الطاولة المستطيلة بعد،.. رغم تقديمها ورقة مطالبها إلى أنقرة عدة مرات؛ وأقل ثمن تطلبه دمشق هوَ تسليم إدلب، وانسحاب الجيش التركي ونفاياتهِ من الأراضي السورية، والعودةإلى اتِّفاق أضَنَة،ببنودهِ الأساسية الموقّعة عام 1998.

لكن ماذا لو وعدت تركياوكذبت كعادتها؟

ماذا لو انقلبَ الثعلب على عقبيه، بعد أن يحقق أهدافهُ بالتجديد له ولاية أخرىَ؟

أليسَ لهذا الرجل أُسوَةٌ بمَن خانوا رسول الله؟

كيف لا وهم قرأوا الآيَة التي نزلت بحقهم،وقرأها عليهم نبينا المصطفى جهاراً، وأنكروا؟

ألم يَقُل لهم، عليه أفضل الصلاة والسلام، وأنـزل الله عز وجل: {وَ مامُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ وَ مَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاًوَ سَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ*}.

يقول تعالى: ارتددتم كفارًا بعد إيمانكم.

صدَقَ الله العليُّ العظيم.

هذه الآية الكريمة تنطبق على اردوغان تماماً.

إذ كيف يؤتَمنُ جانبُ مَن يَمْنَعُ المرأةَ الحجابَ، ويصافحُ الصهاينةَ ويعاهدُهُم، وحارب سوريا، وجاءَ بالإرهابيين لذبح المدنيين؟!

كيفَ يؤتَمنُ جانبُ مَن جعل نفسهُ خادماً لأمريكا، وتحالفَ مع الغرب بحلفٍ عسكري، ضد أبناء جِلدَتِهِ من المسلمين والمسيحيين؟!

هذا هو رَجَب طَيِّب أردوغان المُتأسلِمُ المتربي على أيدي البريطانيين الخبثاء، هذا حامل الفكر الإخوانيّ الضلاليّ، الذي لا يمُت لأهل السُنَّة والجماعة بِصِلَة.

بكل الأحوال نحنُ كمسلمين وكمواطنين ومثقفين، نفهم هذه اللغة، ولكن بين الدُوَل هناك مصالح تجمع الشياطين والملائكة حول طاولة واحدة، والدليل هذه الرباعية التركية السورية الإيرانية الروسية التي تشكلت هذا الإسبوع.

شروط سوريا فيها واضحة، ومطالب طهران أيضاً واضحة، لكن تبقى روسيا القيصر، الدولة الوحيدة المختبئةتحت الغطاء، حتى ظهور ملامح المرحلة القادمة؛ فإذا كان هذا واحداً من نواة المصالحة والتحالف، فإن ذلك يشير إلى أن عالماً ينهضُ، وعالماً يحتضر.

بيروت في....

2/2/2023