من هو جيش حل دولة للمستوطنين في أرض فلسطين التاريخية ؟
مقالات
من هو جيش حل دولة للمستوطنين في أرض فلسطين التاريخية ؟"\ محمود فنون
18 شباط 2023 , 22:15 م


في مؤتمر مرتب في جامعة القدس قبل أكثر من عشر سنوات تم طرح سؤال: هل لا زال حل الدولتين ممكنا ؟ و كان السؤال يوحي باجابة بالنفي.

و قد دخلت قاعة المؤتمر صدفة حيث كنت اتجول في الجامعة و رأيت حشدا داخلا للقاعة فدخلت و جلست و استمعت و شاهدت اليافطات المرفوعة و عرفت من الداعين و من المدعويين و كلماتهم .

و قد اجمع المتحدثون على وجود أزمة ومشكلة وانسداد أفق كثيف أمام حل الدولتين لشعبين وأن هناك مأزق لا بد من الخروج منه. وأن الحل الأمثل هو " دولة واحدة للشعبين "ولأنني لم استطع السكوت ، رفعت يدي وطلبت مداخلة وبسبب الإلحاح ولأن منظم الندوة يعرفني سمح لي بدقيقة أو ما حولها لأن المجال ليس لأمثالي والمتحدثون مرتبون والمطلوب طرح أسئلة فقط .

من خلال الحديث حملت الاردن مسؤولية ضياع الضفة الغربية وأن من واجبهم استردادها .

رد عليّ وزير أردني بأن ليس الاردن وحده .فأوضحت ان ضياع فلسطين هو مسؤولية الحكام العرب والضفة الغربية يتحملها كل من الاردن وسوريا ومصر وكذلك قطاع غزة.

وفهمت انهم يشكلون تلميحا عصابة لطرح حل الدولة الواحدة .

بعد وقت طلبت من منظم المؤتمر وليد سالم ان يعطيني التسجيل فوعد واخلف

بعد وقت كثر الحديث عن حل الدولة الواحدة . وعلمت عن ندوات ومؤتمرات ولقاءات وكتابات تعمل على هذه الفكرة . أي جوقة متوسعة فلسطينية وعربية ويهودية وأوروبية وامريكية ,

وأن المقصود نشر الفكرة عند الفلسطينيين من خلال هذه الجوقة التي يعمل معظمها في منظمات ما يسمى منظمات الأنجزة .

ولكنني واثناء استماعي لخطاب لمحمود عباس سمعته يهدد حكام الصهيونيى بأنهم " إن ظلوا يضعوا عهقبات أمام حل الدولتين فإنه سيتجه لحل الدولة الواحدة " وكان الطرح بهذه الصيغة كنوع من التسويق تحت صيغة التهديد ..

إذن هناك جيش يتشكل لحمل صيغة الإعتراف بفلسطين كدولة للمستوطنين وبقاء استيطانهم .

ونواة هذا الجيش موجودة حيث أن جيش أوسلو ينتقل تلقائيا ليكون جيش دولة المستوطنين فهو قد تلقى ذات الإعداد .

قال الين بابيه : أنا أناصر الشعب الفلسطيني فاطرحوا شيئا مقبولا كي أناصركم بصفتي نصير الشعب الفلسطيني . والحل الأمثل هو حل الدولة الواحدة .

فالتف حوله جوقة من الكتبة وانصاف الساسة وأنصاف المثقفين وحرصا منهم على الحفاظ على منزلة الأكاديمي اليهودي أخذوا ينشرون أفكاره بيننا وهذا هو المقصود بالتحديد . أما هو فه كذلك ينشر أفكاره بيننا فنحن المستهدفون ومعه بعض المشاهير الذين تبرعوا ببعض الكلمات في نقد سياسة حكام الكيان الصهيوني أمثال عميرة هيرتس وبعض الإعلاميين .

هؤلاء يتقدمون من خلال مجموعات فلسطينية مرتبة لهم ومجندة عبر تراكم عشرات السنين لتخدم مثل هذه الافكار .

وأكرر من تم تكويعهم في أقبية التحقيق والسجون ، ومن تم تخويفهم وتهديدهم بالإغتيلات من الرموز والكوادر خارج فلسطين وممن تم إرسالهم ليتجندوا في صفوف الثورة في الخارج ، وممن تم تجنيدهم أثنا عملهم في منظمات الأنجزة للتبعية المنية والعقلية الغربية ، وممن وممن ..

ولهذه الغايات فتحت مراكز وتشكلت مؤتمرات وصيغت بيانات للتوقيع عليها ونشرها وصيغت اوراق...

وانتقلت العدوى بحماس وتشكلت مراكز علنية لإعداد وتدريب هذا الجيش وتشكلت اطر جامعة لهم تحت اسماء ومسميات شتى مدعومة من موازنات مشبوهة .

فعزمي بشارة يتصدر القائمة ويمد خيوطه وخطوكه الى عدد من الدول العربية والجامعات والمعاهد ويصطاد من تسوّل له نفسه المكاسب والمغانم .

كما تنشط دوائر باسم المقاومة والتصدي لمهمة إعادة بناء أطر فلسطينية بعد موت منظمة التحرير افلسطينية ويلقبون انفسهم بالقاب الوطنية كجواز مرور لهم ولأفكارهم لاصطياد مزيد من المريدين .

وقد اشتهرت ورقة باسم صرخة من الاعماق كتبت لصبري مسلم وتروج من خلال أمل وهدان التي وصلت بها إلى مؤتمر مساندة المقاومة ويبدو انها اخترقته من خلال عدد من الشخوص الذين يسوقونها في محور المقاومة باسم لجان الدفاع عن سوريا وعلى رأسهم المدعو يحيى غدار هذا المكشوف والمخفي اعظم وجماعة المسار وجماعة البديل وجماعة المؤتمر الفلسطيني .

جماعات تصرف لها الموازنات وتؤسس لجيش يدافع عن برنامج تهويد فلسطين وعن الاستيطان والمستوطنات .

إن أخطر مكونات هذا الجيش هو اختراق منتشر في أطر الفصائل الفلسطينية ومنهم من كانوا رموزا نقابية وجماهيرية وسياسية استدرجهم الاحتلال إلى قواعده بالترغيب والترهيب والإسقاط.

ومنهم من يغطي على سقوطه بطروحات من فبل الفصائل جرى توظيفها لخدمة مواقفهم .

وأشدهم خطورة من كانوا محسوبين على اليسار انتماء وثقافة .

كل الذين وافقوا على تبني فكرة الدفاع عن المستوطنين والاستيطان مهما كانت وسائل تزييفهم هم في صف العدو مهما كانت وسائلهم في التغطية على طروحاتهم :

حق العودة أولا ، أن تتخلى إسرائيل عن عنصريتها ، أن تتخلى عن عدوانيتها ، أن تتخلى عن خدمتها للامبريالية ،وان وأن ..

علما انهم لا يوجهون خطابهم لليهود بل لنا ، للجمهور الفلسطيني بالتحديد .

ويرفعون عقيرتهم بشروطهم المسبقة لتأييد بقاء الإستيطان ويعلنون جهارا نهارا انهم لا يريدون تفكيك المستوطنات القائمة بل فقط تفكيك عنصريتها .

لا ادري عن صوابية هذا الشرط ولكنه استلاف من فكرة تفكيك عنصرية نظام حكم جنوب افريقيا مع بقاء البيض العنصريين على حالهم وحال امتيازاتهم .وهي استعارة مزيفة لواقع مختلف وهم يعلمون ذلك حق العلم.وقد قمت بتفنيد أراء عدد من تطوعوا للكتابة دفاعا عن بقاء الاستيطان في فلسطين وشملت ردودي الاسماء التالية وهم :

سلامة كيلة وهو من أكثر من خرقوا رفاق في صفوف الجبهة الشعبية وغيرها من أشباه اليساريين ،وماجد كيالي واحمد قطامش وصبري مسلم وامل وهدان ومحمود الشيخ واحمد حسدية وغانية ملحيس وراضي الجراعي وعوض عبد الفتاح.

وهؤلاء جندوا مريدين ومريدات بل لجأ بعضهم الى ادبيات المقاومة وابتزها وجند أفكارا منها لتساعده في التحليل وبعضهم استخدم مقولات ومفاهيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بل ان أحدهم تطاول على الدكتور جورج حبش خدمة لتوجهه هذا . 

المصدر: موقع اضاءات الإخباري