كَتَبَ د. إسماعيل النجار:
مقالات
كَتَبَ د. إسماعيل النجار: "السيد نصرالله في ذكرى الشهداءالقادة،دَحَضَ إدعاءآت المنافقين"
د. إسماعيل النجار
20 شباط 2023 , 12:47 م

كَتَبَ د. سماعيل النجار:

يروّج بعضُ المنافقين مجمعٌ من المأجورين أنّ حزب الله لَن يُحَرِّكَ ساكناً تجاهَ المؤامرة التي تستهدف بيئتهُ، وفي خطابه في ذكرى القادة الشهداء، دحض سماحة السيِّد حسن نصرالله، هذه الشائعاتِ، وكَذَّبَ الحديث الذي يقول بأنَّ معاناةأهلِهِ وناسِهِ لا تعنيه.

هُم راهنوا على صبرِهِ وحِكمَتِهِ وبُعد بصيرَتِهِ وحِلمِه، راهنوا على إبتعادِ تفكيرِهِ عن الذهابِ باتِّجاهِ فَرْضِ حلولٍ للأزمةِ بالقوةِ العسكرية، فأمعنوا بتشديدِ الحصارِ، واستمروا بحياكةِ المؤامراتِ، وبدأوا من الخطة(أ) إلى الخطة ب) وثُمَ (جيم)،والأحرُف الأُخرَىَ تتوالَىَ، حتى تخطَّتْ سُرعةُ ارتفاعِ سعرِ صرفِ الدولارِ سرعةَ الريح، فبلغَ الثمانين ألفاً، الأمرُ الذي دفعَ ببعضِ المواطنينَ إلى النزول إلى الشارع ِ، وإشعالِ الإطاراتِ، لإذكاء نيران الفوضَىَ الخَلَّاقَةِ التي خططَ لهاويريدهاالأمريكي.

فأمامَ الخطرِ الحقيقي الداهم والمزدوج، أصبحَ وضعُ الشعبِ اللبناني بالكامل،وبيئة حزب الله تحديداً، أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا الموتُ جوعاً أو الِاستسلامُ لمطالب إسرائيل، وهيَ تجريدُ المقاومةِ من عِزّتِها وسلاحِها.

في إطلالته الأخيرة، في ذِكرَىَ استشهادِ القادةِ العظماء، حَسَم السيدُ نصرُالله الأمرَ، وفتحَ لنا خِياراً ثالثاً نحو الِانفراج، حيث توجّهَ لجمهورِ المُقاومة بالقول:

"أَمَا و إنّ الدَّعيَّ ابنَ الدَّعيِّ قد ركز بين اثنتين: بين السِّلَّةِ والذِّلَّة، وهيهاتِ مِنَّا الذِّلَّة.

◦ وقال سماحتهُ: إنَّهم أرادوا أن يمسكونا بمعصم اليد التي تؤلمنا،وهي ناسنا وأهلنا لذلك نَحن لن نتوانىَ عن إمساكهم بمعصمهم الذي يؤلمهم، ألا وهو ربيبتهم إسرائيل.

وأضاف: إنَّ الذين يفكرون بأخذ لبنان إلى الفوضى، سيخسرون، ولن يستطيعوا تحقيق أي مَكسب.

السيد نصرالله اعترفَ بواقع الضيقِ عند اللبنانيين، وأن الأمور بلغت مبلغاً لم يَعُد يُحتَمَل، وربما اقتَنَعَ بأنَّ ما كان يتجنبه حزبُ اللهِ، مع الأفرقاءِ الداخليين، لن يطول تَجَنُبُهُ في المستقبل القريب، ولكنّه سينفُذُ منه إلى الخارج ِ، بِاتِّجاهِ العدوِّ الصهيونيّ لتثبيت معادلةٍ قاسيةٍ معه،ألا وهيَ: مَيِّت مَيِّت.

وقَدَّم السيدُ لِأعدائهِ مثالاًمؤكّداً حول جَدِّيَّةِكلامِه،بأن لدى حزب الله نِيَّةً في الذهابِ إلى حربٍ معَ العدوِّالصِّهيونِيّ،مهما كانت تكلفتها، وأنَّ الصهاينةَ يتذكّرون معادلتَنا،خلال فترةالمفاوضات لترسيمِ الحدودِ البحريةِ، بين لبنان وفلسطين.

ولكن يبقى السؤال الأهم هوَ:

إن اندلعت حربٌ مع إسرائيل، لتثبيتِ معادلةِ الموتِ أو الحياةِ للجميع ِ سواسيةً دون تمييز، كما هدَّدَ السيد نصرالله كيف سيكون شكلها؟ وأين ستكون ساحتها؟ وما هوَ سقفها؟ وإلى أين ستصل شراراتها؟ وهل ستكون ضربَةً محدودةً أَم مشروطة؟

الجواب واضح بكل تأكيد: هي حربٌ مشروطةٌ، وليست محدودةوفي حال رفض الكيان وأسياده تنفيذ شروطِها فإنَّها ستكون مفتوحةً، في الزمان والمكان، وهروب كبير لقوَى المقاومة وحزب الله إلى الأمام لتأديب خصومه اللبنانيين الداخليين العملاء وأسيادِهِم الأميركيين،الذين وعدهم بأنهم سيخسرون في لبنان كل شيء، ولن يبقى لهم أيَّةُ امتيازات.

لذلك،كَم نتمنىَ ونرجو أن تدرك أميركا خطورة ما تقوم بهِ ضِدّ اللبنانيين من حصار، والذي سيدفع المقاومةَ للقيام بإجراءٍ وٍقائِيٍّ أو انتقامي، جَرَّاء هذا الضغط علينا، وسيتم إفهامها أنَّ لَعِبَهابقوهتِ الناسِ وحياتهم، في ساحةٍ ليسَت واشنطن هيَ اللاعب الأوحَد أو الأقوىَ فيها،

◦ لذَا، لا بُد إلَّا أن يكون لأمريكا في لبنان حلفاء وأصدقاء أصحاب بصيرة وبُعد نظر سياسي ثاقب، يجعلهم يقفون، ولو مرة واحدة بوجهها، ويرفعون الصوتَ بأنَّ ما يحصل في لبنان، له ارتداداتْ داخليةٌ الخاسرُ الأكبرُ فيها سيكونونَ حلفاءُ واشنطن، حيث أكَدَ السيد نصرالله أنّهم سيفقدون كل شيء.

◦ فهل إستشعَرَت قيادةُالمقاومةِ خطرَ اقترابِ الِانفجارِ بوجهها، فتَوَجَّهَت بهذا الخطابِ المدروسِ بدِقَّةٍ وعناية، إلى مَنْ يعنيهم الأمرُ، لتدفعهم إلى التراجُع ِ وعدمِ الَّلعِب بالنار، ويتجنب الجميع ويلات الحرب؟

ندعوالله ذلك، لعَلَّهُم يعقلون؟.

بيروت 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري