من العقبة الي شرم الشيخ, السلطة الفلسطينية، الى اين انتم ذاهبون, أمزيداً من المجازر تريدون!!!
فلسطين
من العقبة الي شرم الشيخ, السلطة الفلسطينية، الى اين انتم ذاهبون, أمزيداً من المجازر تريدون!!!
18 آذار 2023 , 17:34 م


اعلنت سلطة اوسلو الفاقدة لكل الشرعيات، عن مشاركتها في قمة شرم الشيخ استكمالا لمشاركتها في قمة العقبة، التي راينا نتائجها بوضوح من خلال المجازر التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا في جنين ونابلس وحوارة.

وهذه العقبة، والتي أودت بحياة العشرات من المقاومين، ماذا قال قادة العدو، من نتنياهو الى بن غفير وصولا الى سموتريتش، بكل صفاقة وتحدي (ان ما حصل في العقبة وتم الإتفاق عليه في العقبة لا يعنينا بأي شيء وان هذه القرارات ستبقى في العقبة وسوف نستمر في عملية الإستيطان والقتل).

لم تكن تلك مجرد اقوال، وانما ممارسات تم تطبيقها من خلال الأفعال الإجرامية التي اعقبت ذلك في جنين ونابلس وعقبة جبر وحوارة.

ان مشاركة السلطة غدا في قمة شرم الشيخ وفي ظل استمرار الممارسات الوحشية للعدو من قتل وتدمير، تؤكد بوضوح ان هذه السلطة لا تسعى لتوفير الحماية لشعبها كما يدعون وانما تسعى لتوفير الغطاء لدولة العدو كي تستمر في ممارساتها الارهابية ضد ابناء شعبنا.

وإلا كيف نفسر استمرار فريق السلطة، ومنذ اوسلو حتى الآن، في الجري وراء العدو من مؤتمر الى مؤتمر، ومن اجتماع الى اجتماع، وتقديم التنازلات للعدو بشكل مستمر دون ان يحصلوا على شيء... ولن يحصلوا!!! كون العدو لن يقدم شيئا دون ان يفرض عليه فرضا من خلال القوة وهذا لن يتم دون تغيير في موازين القوى، دون ذلك سوف تستمر السلطة في السير في الطريق الخطأ، ومن المعلوم ان من يسير في الطريق الخطأ لا يمكن أن يصل الى هدفه.

والنتيجة تكون كما نراها اليوم سلطة تشارك في المؤامرة ضد شعبها، عن وعي او دون وعي، وتقدم التنازلات للعدو مقابل حماية مصالحها وليس حماية الشعب كما يدعون.

من يريد حماية الشعب لا يلاحق ويعتقل المقاومين ولا يتعاون مع العدو وينسق امنيا معه من اجل القضاء علي رجال المقاومة.

نريد ان تقدم لنا السلطة مثالا واحدا على حماية الشعب، ام ان قتل الشعب و زيادة المستوطنات وهدم البيوت وبقاء الأسرى في السجون يعتبر حماية للشعب في مفهومهم.

ان مشاركة السلطة في مؤتمر شرم الشيخ بعد الصفعة التى وجهت لهم في اعقاب قمة العقبة وبعد ان بصق قادة العدو في وجوههم، تؤكد ان هذه المشاركة تشكل ضربا بعرض الحائط لإرادة الشعب و تعديا وتجاوزا لكل قرارات الإجماع الوطني وتعتبر ادارة ظهر من قبل السلطة لهذا الشعب التى تتحدث باسمه زورا وهو منها براءة.

ان ممارسه السلطة وماتقوم به من افعال يؤكد انها ذاهبة لعقد تفاهمات مع العدو من اجل التهدئة وتخفيض حدة التوتر الذي يتصاعد يوميا، وبات يهدد الكيان والسلطة معا والهدف من هذه الاجتماعات هو ضرب المقاومة وتحجيم فعلها خاصة قبل شهر رمضان المبارك الذي اصبح على الأبواب وتشير كل التوقعات ان الوضع قادم على الانفجار في الضفة الغربية وقد يترتب عليه انفجار شامل يعم المنطقة.

لقد راهنت السلطة منذ اوسلو وما سبقها على حل الدولتين الذي تبخر الآن، وراهنت على دور الولايات المتحدة في الضغط على دولة العدو، الذي لم ولن يحصل، وتبين طوال الاعوام السابقة ان هذا الرهان عبثيا وان الضغط الأمريكي سوف يبقى على الجانب الفلسطيني.

وهذا ما أكدته مسيرة التسوية الطويلة

السؤال متى تفهم القيادة ذلك

جوابي الشخصي ان القيادة تفهم ذلك جيداً وكنت اتمنى ان يكون خطأ في التحليل او سوء تقدير .

لكنني وكل يوم ازداد قناعة، واجزم ان القيادة تدرك ذلك ولكنها اصبحت جزءا من المعسكر المعادي للشعب والمقاومة وتخندقت في المعسكر الاخر، وعن وعي تام، وإلا كيف نفسر مجمل مواقفها من عدم المراجعة واستخراج الدروس من التجربة، وعدم الذهاب للوحدة الوطنية وتطبيق قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني، واستمرار الرهان على الولايات المتحدة في ايجاد حل.

وإذا كانت امريكا غير قادرة على الضغط على دولة العدو وهي في اوج قوتها هل تستطيع الضغط عليهم اليوم وهي في حالة التراجع، ومشغولة في قضايا تعتبرها اهم مثل الحرب في اوكرانيا والصراع مع الصين .

ان المشكلة تكمن في قيادة السلطة التي لا تريد لشعبها ان ينتصر وتريد حماية مصالحها...

من حق أي مواطن فلسطيني ان يسأل كل قيادي ماذا قدمت لفلسطين هل قدمت ابنك شهيدا ام ارسلته للدراسة في امريكا وكندا واوروبا، بينما الشعب يقدم أبنائه وقودا للتحرير

هل ساعدت الثورة والمقاومة بما لديك، ام نهبت الثورة و اموالها

الجميع في الساحة يعرفون بعضهم البعض، فلسطين صغيرة الحجم جغرافيا، وزي ما بقول المثل (حارتنا ضيقة وكلنا بنعرف)...

اليس من حق الشعب ان يسال من اين لكم هذا ومن اين هذه الاموال والثراء والملايين في البنوك والبيوت والشقق الفاخرة وسيارات اخر موديل والحفلات وغيرها.

الشعب يعرف كل ذلك وسوف يأتي يوم يقول لكم كفى و يحاسبكم.

لقد انتصرت الثورة الفيتنامية بفعل قيادتها الملتصقة بالشعب... القيادة الصلبة التى لا تتنازل ولم تراهن على حماية العدو لها كما هو حالكم.

وهنا يحضرني مثال واضح عن كيفية عيش القيادة الفيتنامية هموم شعبها.

اثناء الثورة الفيتنامية زار احد الأصدقاء الزعيم هوشي منة ولما رآه يمشي حافيا قام بشراء صندل وقدمه هدية له، (لاحظوا صندل)، عاد هذا الصديق مرة ثانية لزيارة صديقه هوشي منة رآه مرة أخرى حافيا سأله مستغربا لماذا ما زلت تسير حافيا وقد اهديتك صندلا وما كان من الزعيم القائد ان يرد عليه قائلا شكرا لك على الهدية كونها لا ترد.

ولكن انا زعيم الثورة الفيتنامية لا اقبل ان البس الصندل وشعبي يسير حافيا.

عندما يلبس الشعب الصندل سوف البسه

والمثال الآخر، عندما ذهب الوفد الفيتنامي الى باريس للقاء الوفد الأمريكي والمفاوضات معه، تم ابلاغهم انه قد تم الحجز لهم في فنادق درجة اولى في باريس.

لكنهم رفضوا ذلك وتوجهوا الى مساكن الطلبة ليقيموا عند الطلبة الفيتنامين، فكيف لهم ان يقيموا في الفنادق وشعبهم يقاتل في الخنادق .

والسؤال اين من يدعون قيادة الشعب الفلسطيني من ذلك. واين يسكن الشيخ ومن معه

سؤال برسم الاجابة عليه.

واعتقد ان هذا يعطي جوابا عن السؤال المهم لماذا لم تنتصر الثورة الفلسطينية حتى الان، ولا شك ان هناك أسباب أخرى.

صحيح ان المشكلة الاولى الأكبر عن الازمة الى نمر بها تتحملها القيادة. الا ان المعارضة والفصائل يتحملون نصيبا كبيرا من المسؤولية عن استمرارية هذا الوضع.

واذا كنتم تنادون بالوحدة مع جماعة اوسلو، لماذا لا تتوحدون انتم في جبهة مقاومة وطنية عريضة تتصدى لهؤلاء.

ان استمرار الوضع كما هو عليه لن يخرجنا من المازق وعليكم القيام بواجبكم والعمل على سحب الشرعية من هذه القيادة هذه الشرعية التي سقطت منذ امد طويل لكنها بقيت متمسكة بها.

العدو والسلطة يقومون بخطوات عملية على الأرض يجب الرد عليهم بخطوات عملية مقابلة وعدم الاكتفاء بالرد من خلال البيانات والتصريحات

في الختام...

اتوجه بنداء من القلب واعتقد أن الكثيرين من ابناء الشعب يوافقون عليه

على الجميع ان يذهب الى الوحدة على قاعدة الشراكة والتمسك بالثوابت وتفعيل خيار المقاومة ووقف المراهنات على خيار التسوية، ومن لا يريد ذلك هذا شانه، أي أنه اختار معسكره، وفي النهاية الشعب هو الحكم.

وها هو شعبنا يقدم حكمه في كل يوم من خلال دماء الشهداء والجرحى ومن خلال المواقف التي يطلقها اثناء التشييع وفي المظاهرات والمسيرات والتحركات الشعبية

وعلينا ان نبقى مسلحين بالأمل

ما هو قائم ليس دائم

مقاومتنا تتقدم و عدونا يتراجع

النصر لنا لا محال

الاحتلال الى زوال

طارق ابوبسام

براغ، ‏19‏/03‏/2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري