كتب الكاتب ابراهيم سكيكي:
مقالات
كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: "المنظومة ومحاولات الخلاص...".
ابراهيم سكيكي
26 آذار 2023 , 22:35 م

كتب الكاتب ابراهيم سكيكي: 

محاكمةُ الحاكم واستجوابُه، وما يحصُلُ في هذاالِاستجواب،ماذا يُرادُ منه؟

هل هو المحاسبةُ على مايحصل من انهيارِ العُملةِ اللبنانية، أم يُرادُ تبرئتُهُ، وخروجُهُ قريباً من وظيفَتِهِ مُحافَظاً عليه، نتيجة دورٍ أدّاهُ بِامتياز، كما تُريد منه المنظومةُ الماليةُ العالميةُ الِاستكباريّةُ الِاستِبْدَادِيّةُ المُتحكِّمةُ بِرِقابِ الدُّوَلِ والشعوب، والنظام المصرفي والبنوكُ المركزية في الدول التي للأسف رهنت سيادتها بكل مفاصلها لهذا النظام، عبر منظومةِ الحُكم ، ِوالحاكمُ جزءٌ منها

لست في موقعِ إدانةٍ لشخصٍ بعينِهِ وتحمِيلِهِ مسؤوليةَ انهيارِ اقتصادِ لبنانَ وعُملَتِه، ولكن بالتأكيد،من يعِشْ آلامَ الجائعينَ والمرضى ومكسوري الخاطر، مِمَّن اعتادوا العيشَ المستقِرَّ بكرامةٍ، والمتحسّرينَ على ودائعهم وجنى أعمارهم الّذي ضاعَ في البنوك، ينفجرْ غضباً عندما يشاهد اي مسرحيّة تُبرِّئُ هذه السلطةَ السياسيّةَ التي تصدّت طيلةَ الأعوامِ الماضيةِ للحكمِ والسلطةِ التي تدير الِاقتصادَ والمالَ والسياسةَ، بالتكافُلِ والتّضامُنِ والشّراكةِ والمسؤوليةِ وتقاسُمِ الغنائم.

وهنا نتذكّرُ كيفَ كانتِ المنافسةُ بينهم على الوزاراتِ الدّسِمَةِ، التي كانوا يقولون عنها، حتى في وسائل الاعلام:دسمةحتى تُشْبِعَ غريزتَهمُ الجشعةَ في السرقةِ والنهب.

والآنَ، بعد أَن ْ وصلنا إلى هذا الانهيارِ المُؤْلِم، بل المميت والذي لا يوجد له مثيل في العالم، من العبث محاولةُ وإمكانِيّةُ الخروجِ منهُ بنفسِ العقليةِ والأشخاصِ والنماذج، الحكم بكل مفاصله يحتاج الى أُناس يتحلَّوْنَ ويتّسِمونَ بالقيَمِ والنزاهةِ والأمانةِ والكفاءة، وهذه المواصفاتُ قليلا ًمّاكانت تتمتع بها بعض الشخصيّات في بعضِ المواقع.

والمحزنُ المُخْزِي أنْ نسمعَ كلاماً وصُراخاً، من نفس هذه الطينة السيئة، تقول: إنها تريد تعزيز َالمراقبةِ والمحاسبةِ ودُوْر ِالقضاء وغير ذلك، بعد أن أفسدواكل َّشيءٍفي دوائرالدولة وعلى فرض أنَّ أحداً طالَبَ صادقاً بالمحاسبةِ لِأيِّ شخصٍ، كما حصل لمن تصرّف وصرفَ 11 مليارَ دولارٍ، بدون سِجِلاّتٍ وموازنات، وأمثاله، يخرج عليك بعض المواقع الدينية الطائفية بمراكزإفتائهاوصروحهاورموزها،يا غيرة الدين؛ هذا خط أحمر وهذا مسٌّ بالطائفةِ والمَذْهَبِ ورُموزِه.

وهذا كله يحتاج إلى إصلاحٍ لِلخَلاصِ من الخيمّةِ فوق الفاسدين، وإلى قداسةٍ تلتزمُ العدالةَ الِإلٰهيّةَ،ولا تخافُ في اللهِ لومة َلائِمٍ، وتقفُ إلى جانب الحق والعدل، بِغَضِّ النظرِ عن طائفةِ المُذنِبِ والسّارِق.

أخيراً يدور الحديث في كل المجالسِ والصالونات والمُنتدَياتِ ومواقِع ِ التواصل الاجتماعيّ كتابةً وتسجيلاً وصُراخاً، إضافة الى أنين الفقراء ِالذي لا يُسمع، ووجعِ المُوْدِعينَ أموالَهم المجهولةَ المصير ِالأسودِ في المصارف، كذلك أصوات الأحرار الصادقين والحريصين على البلد، كل هؤلاء يُمثلون الغالبيةَ من الشعب اللبناني ويبحثون عن الخلاص، ويقول الكثير منهم: لم يعد لنا، للتّخلُّص من كل هذا البلاء المحلي المدعومِ منَ الخارجِ الدَّوْلِيّ،بِامتياز ٍسوى

المعادلةِ التي حمت لبنان وحررته، وتحميه من كل المخاطر المُحْدِقَةِ به، ألا وهي المعادلةُ الذهبية: جيش،شعب ومقاومة، الّتي هي من ضحايا هذه المنظومةِ وداعمِيها منَ الخارج.

فهل هذا ممكنٌ أيُّها الشعبُ العظيم ُ،وأصحابُ المعادلةِ مُجتمعين.؟

الناس في البلد، لِسانُ حالها: ساعدونا، أنقِذونا،حررونا،لقد استهلكنا الصراخ والألم.

25/ 3/ 2023

المصدر: موقع إضاءات الإخباري