معاريف
عين علی العدو
معاريف"، على الرغم من المخاوف الهائلة، فإنه يتعين على إسرائيل شنّ حرب وقائية ضد أعدائنا
29 نيسان 2023 , 18:05 م

ننقل هذا المقال عن الإعلام العبري , الكاتب يذكر بحرب الساعات الستة في عام 1967 حيث لم تكن معركة ولا حرب بل توالت بعدها الويلات والنكبات على الكيان بالرغم من تكالب كل قوة الاستعمار والنذالة في دعمه ومن اربع جهات الأرض, أتت معركة الكرامة لتلقن هذا العدو درساً في معنى المواجهة بين الرجال وأشباه الرجال من جيش ما يسمى ب إسرائيل.

كتب الصهيوني أفرايم غانور - محلل سياسي

الواقع المعقد والإشكالي في هذه الأيام، وقبل الذكرى الـ75 لقيام دولة إسرائيل، يشبه إلى حد بعيد الواقع الذي كان سائداً قبل 56 عاماً، عشية الذكرى الـ19 لقيام الدولة في ربيع 1967.

كانت دولة إسرائيل الصغيرة والفقيرة في تلك الأيام تعاني جرّاء انكماش اقتصادي عميق، بدأ في شتاء 1966، بعد تقديم ليفي أشكول حكومته. وتجلى ذلك في الموجات الكبيرة من الصرف من الخدمة والإضرابات وتظاهرات آلاف العاطلين من العمل الذين كان عددهم يزداد يوماً بعد يوم، وأجواء الاكتئاب الشديد التي أدت إلى نزوح كبير عن البلد، وأوجدت حينها النكتة التي برزت على يافطة كبيرة عُلقت في مطار اللد (الذي لم يكن أُطلق عليه بعد اسم مطار بن – غوريون): "آخر شخص يغادر يطفىء الأضواء". في المقابل، رأى أعداء إسرائيل، الذين لم يتوقفوا لحظة عن العمل على تدمير الدولة الصهيونية، في وضع إسرائيل الاقتصادي الصعب فرصة جيدة لشنّ هجوم مشترك عليها لتدميرها.

ومَن وقف على رأس هذا المعسكر كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي اعتبر ليفي أشكول رئيساً ضعيفاً وغير قادر على اتخاذ القرارات، وأن حكومته مفككة. وما ساهم في هذا الشعور لدى أعدائنا، أن العلاقات الإسرائيلية مع فرنسا، أهم صديقة لإسرائيل في تلك الفترة، كانت تواجه صعوبات، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة "شرطي العالم" كانت غارقة حتى رقبتها في حرب فيتنام.

عبد الناصر، الذي تكبّد جيشه خسائر فادحة في الحرب التي خاضتها مصر في اليمن، رأى في الحرب ضد إسرائيل فرصة كي يثبت لشعبه أن مصر لديها جيش قوي وجيد. وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل، دارت في أواسط الستينيات معركة يومية مع السوريين على مصادر المياه، بعد أن عمدت سورية، بدعم من الأردن، إلى تحويل ينابيع نهر الأردن، ومسّت بأحد أكثر مصادر المياه أهميةً بالنسبة إلى دولة إسرائيل.

خلال تلك الحرب التي جرت على الحدود الشمالية لإسرائيل، تحصّن السوريون جيداً في عشرات المواقع في هضبة الجولان، وقصفوا، من دون توقف، مستوطنات سهل الحولة ومستوطنات الجليل التي كانت موزعة تحت أقدامهم. ويضيف المحللون والخبراء العسكريون في تلك الفترة إلى هذا كله أن الاتحاد السوفياتي، الذي كان يساعد كثيراً في تسليح وتدريب الجيشين المصري والسوري، علِم بأن دولة إسرائيل الصغيرة استكملت في تلك الفترة إقامة مفاعلها النووي في ديمونا، وأصبح لديها قدرة نووية، عمل على تدريب مصر على هذه الحرب لضرب إسرائيل وقدرتها النووية.

إعلان الحرب في سنة 1967 خلق لدى إسرائيل خوفاً كبيراً من الخسارة وقلقاً من حدوث محرقة ثانية. النتائج التي أسفرت عنها هذه الحرب، الكلّ يعرفها. الجيش الإسرائيلي استعد جيداً لهذه الحرب طوال عشرة أعوام، وأثبت للعالم قوته وقوة دولة إسرائيل الصغيرة التي تحولت بين ليلة وضحاها إلى دولة عظمى.

كتبت هذه المقدمة الطويلة، انطلاقاً من الشعور بأن دولة إسرائيل في هذه الأيام تمرّ بالواقع عينه، وتشعر بالتهديد الذي شعرت به في سنة 1967. الانقسام والتصدّع في دولة إسرائيل، كما يتم تصويرهما ونشرهما يومياً في شتى أنحاء العالم من خلال التظاهرات، ومن خطابات السياسيين وتصريحاتهم، خلقا شعوراً بأن الدولة تتفكك، الأمر الذي شجّع أعداءنا الكثُر المتعطشين لاستغلال اللحظة للهجوم وتدمير دولة اليهود.

في هذا الوقت الذي تضاء كل أضواء التحذير بقوة على خريطة إسرائيل، لا مجال للتردد، ويجب على دولة إسرائيل، الآن وفوراً، شنّ حرب وقائية ذكية ومفاجئة لضرب منظومة آلاف الصواريخ لدى حزب الله في لبنان، والموجهة نحو الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوجيه ضربة قاضية إلى "رأس الأفعى" الإيرانية، وكذلك توجيه ضربة إلى "حماس" والجهاد الإسلامي.

صحيح أن لا أحد يرغب في الحرب التي يمكن أن يسقط فيها أفضل أبنائنا، ولا أحد يريد أن يرى هنا خراباً ودماراً، لكن من المهم أن نعرف أن الزمن ليس في مصلحتنا، وكل تأخير أو انتظار سيفاقم هذا الصراع على وجود دولة إسرائيل.