دمشق تجني ثمار الانتصار, وأمريكا تنهار
مقالات
دمشق تجني ثمار الانتصار, وأمريكا تنهار
مها علي
4 أيار 2023 , 11:39 ص


الكاتبة: مهاعلي

ضيف ثقيل حط على دمشق العروبة ليلة أمس, رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية إبراهيم رئيسي في سوريا, الحدث الأكثر أهمية نظراً للتغيرات التي تحدث في قلب المنطقة, وهذا يعكس تغير التوازنات وانقلاب المعادلات في الإقليم والعالم.

جاء رئيسي إلى دمشق ليعلن للعالم أن محور المقاومة بدأ يجني ثمار الانتصار, وقد نجح الرئيس بشار الأسد في قيادة أقوى تغيير, وأقوى انقلاب واجه المنطقة, وهذا ما يتم ترجمته الآن بما يخدم مصلحة الدول العربية كافة, نجح الأسد في التصدي لكل مشاريع ومخططات الغرب في المنطقة وخاصة في سوريا, وأعلن انتصاره منذ تحرير حلب عام 2016, وكافح مع الجيش العربي السوري بدعم من الحلفاء لأجل تطهير سوريا من المجموعات الإرهابية السلفية الوهابية والمدعومة من تنظيم الإخوان في تركيا , وتم القضاء عليهم بفضل الثلاثية الذهبية(الشعب والجيش والقائد) وسوف يتم إجلاء الباقي في الشمال السوري مع استكمال الاجتماعات لوزراء الخارجية الرباعي (دمشق طهران أنقرة موسكو) الذي يجري على قدم وساق, لأجل إنهاء الأزمة السورية في الشمال وانسحاب القوات المحتلة من كامل الأراضي السورية تمهيداً لعودة العلاقات مع أنقرة.

الأسد لرئيسي من قلب دمشق : (علاقتنا غنية بالمضمون , غنية بالتجارب,) وهذا يختصر عمق الوفاء والمصداقية بين البلدين,

وفي الآونة الأخيرة شاهدنا تطورات حساسة سريعة جداً في المنطقة بدأت بإعلان التقارب الإيراني السعودي منذ أكثر من شهر, وتزايد الدور الصيني وتأثيره في العالم ويقابله تقلص الدور الأمريكي.

ونستطيع القول عن جوهر التحالف الإستراتيجي بين طهران ودمشق أنه يكمن في دعمهما للقضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب, والآن هذا الانتصار لكلا البلدين يُقلق مايسمى (إسرائيل), فقد تحول الكيان بفضل محور المقاومة من الجيش الذي لا يُقهر إلى كيان يواجه يومياً الأزمات الداخلية والخارجية, وإن تتويج انتصار محور المقاومة عبر هذه الزيارة لرئيس إيران إلى دمشق بالأمس وتوقيع اتفاقيات اقتصادية كبيرة يضرب الكيان الصهيوني وداعميه في مقتل, وهذه تعتبر أولى الخطوات العملية لإعادة البناء في سوريا وتطويق الحصار الاقتصادي عليها.

وفي سياق ذلك نلتفت لنرى العودة إلى الحضن السوري من قبل الدول العربية والتي تدل على أن الرؤية الإستراتيجية المتبعة من قبل الرئيس الأسد منذ عام 2011هي الرؤية الصائبة والأصح على صعيد المنطقة والإقليم والعالم, وإن ثباته على مواقفه ومبادئه هي التي أفشلت المشروع الأمريكي الصهيوني الغربي الهادف لتقسيم سوريا وتفتيت المنطقة العربية وتدمير محور المقاومة وقتل القضية الفلسطينية,

فقد تم في الأول من أيار الجاري اجتماع لوزراء خارجية (السعودية ومصر العراق والأردن وسوريا) في عمان, وذلك لأجل عودة الجامعة العربية إلى سوريا وإعطاء الأخيرة دوراً فعالاً في الجامعة وذلك تقديراً لحكمة رئيسها ورجاحة سياسته في المنطقة والإقليم والعالم, ولثباتها وتصديها لكل أشكال الإرهاب والمخططات الغربية, وقد اتفق وزراء الخارجية العرب على ضرورة حل الأزمة السورية وتم وضع خطة عمل من أجل إعادة كل الدول العربية إلى سوريا لأنها لم تخرج ولم تبتعد عن العرب أبداً فهي قلب العروبة النابض بالحياة, وقد كان الاجتماع في عمان استكمالاً لاجتماع دول التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر والذي استضافته السعودية في جدة منتصف نيسان الفائت, والذي أكد فيه الوزراء على أهمية لعب دور فاعل في إنهاء الأزمة السورية, وذلك لأنهم اكتشفوا أخيراً أن بعدهم عن سوريا يؤدي إلى ضعف المنطقة, وعودتهم إليها سوف تخدم المنطقة بأكملها, فلابد من عودتهم إلى الرأس الحكيم, هذا ويأتي الاجتماعان قُبيل القمة العربية في 19 من أيار الجاري, ونظراً لقرب الموعد نرى تسارع الأحداث, من بعض الدول العربية التي كانت قد مشت مع الأجندة الغربية ودعمت ثورات التخريب العربي المدعومة أمريكياً باسم تطبيق الديمقراطية المزعومة المزيفة المبنية على هدر دماء الشعوب ونهب ثرواتها, كما فعلوا مؤخراً في إيران,وقاموا بدعم مجموعات شغب تخريبية لأجل تدمير النظام الإسلامي الجمهوري في إيران ومنعه من مواصلة تنفيذ ملفه النووي, ومنعه من دعم المقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب, لكن إيران نجحت في التصدي لهذا المخطط, وقضت عليه.

والجدير ذكره أن ناقوس الخطر في الولايات المتحدة الأمريكية يدق, وتقترب نهايتها عبر انهيارها الاقتصادي, وذلك لأن إفلاس البنوك الأمريكية مستمر, وديونها بلغت 31,4تريليون دولار, ويتوجب عليها دفعهم قبل نهاية الشهر الجاري, وهذا ما تناولته غالبية الصُحف العالمية بالأمس, وتؤكد على أنه يتوجب على الرئاسة الأمريكية مع الكونغرس الأمريكي إجراء عملية إسعافية وذلك بإقرار رفع سقف الدين الحكومي وهذا سيؤدي فقط لتأجيل الانهيار وليس منعه, وإن حاولت الرئاسة الأمريكية تخفيف النفقات ورفع الدعم عن بعض السلع الأمريكية كما اقترح الحزب الجمهوري على الديمقراطي فإن هذا سيؤدي لغضب الشعب الأمريكي ضد القيادة والكونغرس, والخلاصة أن أمريكا في مأزق كبير وليس أمامها إلا الرضوخ وإعلان انهيارها اقتصادياً في القريب العاجل, أو أنها ستدخل حرباً داخلية أو حرباً عالمية وكلا الخيارين سيئين وغير ناجحين, فمن حفر حفرة لأخيه وقع فيها, وهذا ماحاولت أمريكا فعله في روسيا لكنها انقلبت عليها, بسبب وضع ثقلها في المستنقع الأوكراني ضد روسيا,حيث كان تاريخ انطلاق الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا 24-2-2022, هو بداية ولادة النظام العالمي الجديد وانهيار أمريكا.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري