كتب الأستاذ حليم خاتون: غزة تحرك الحساب المفتوح
فلسطين
كتب الأستاذ حليم خاتون: غزة تحرك الحساب المفتوح
حليم خاتون
11 أيار 2023 , 04:00 ص

كتب الأستاذ حليم خاتون: 

أن يكون الفلسطيني مشروع شهيد حتى وهو لا يزال في بطن أمه، هي منة من الله على هذا الشعب الذي كتب عليه أن يكون ضمير الأمة وحارس يقظتها...

كثيرا ما سمعنا عن الحساب المفتوح مع هذا العدو أو مع اميركا بعد سقوط كل شهادة عظيمة...

لكن الحساب المفتوح الوحيد الذي يتحرك، هو ذلك الذي يجري بدماء فلسطينية لا تزال تسقط منذ أن كان بيت المقدس؛ و"دم الشهيد إذا سقط، فهو ينمو"...

أليست هذه كلمات شيخ شهداء حزب الله...؟

مرت ساعات ثقال مع جريمة غزة الجديدة جداً، وجرائم الاحتلال في فلسطين كلها، وفي غزة، دائما طازجة... آخر طبعة...

تُكتب بحبر عربي أحياناً، وبيد صهيونية أو أميركية دوماً...

خاف بسطاء هذه الأمة أن تُضاف هذا الجريمة إلى ذلك الحساب المفتوح المجمد الذي لم يتحرك منذ فترة طويلة... طويلة...

حتى حساب الشهيد قاسم سليماني، لم يتجاوز العشرين صاروخاً على قاعدة عين الأسد...

وكأن على شهدائنا أن ينتظروا دوماً الزمان والمكان المناسبين...

ليس "تنقيرا"، ولا مزايدة على الجمهورية الإسلامية...

تحمل هذه الجمهورية أثقال هذه الأمة منذ أن كبا جمال عبد الناصر، وأضاع حكام مصر البوصلة...

حاولت سوريا حمل تلك الأثقال؛ لكن الغرب الإمبريالي والرجعية العربية كانا بالمرصاد...

خاف الناس أن يكون ثمن الشهداء الثلاث عشر بضعة صواريخ تنطلق على غلاف غزة، وكفى المؤمنين شر القتال...

واللهِ، كلنا نعرف اننا لا نحارب اسرائيل وحدها...

وراء اسرائيل، اميركا وبريطانيا وكل كلب من كلاب ذلك الغرب المتوحش الذي يلبس كرافات الديمقراطية...

إلى قافلة كلاب الغرب ذاك، انضم شرق أوروبا أيضاً، ومعهم ضباع مقرفة كثيرة من كل الأجناس، بما في ذلك من الجنس الذي يتكلم بحرف الضاد...

لا اعرف لماذا نخاف إسرائيل...

كلنا يعرف أن هذا الكيان بالفعل، أوهن من بيت العنكبوت...

صحيح أن انتقام الجمهورية الإسلامية لاستشهاد قاسم سليماني كان عبرة في تاريخ ما بعد الحرب العالمية الثانية...

يخبرك بعضهم أن أحداً لم يجرؤ على الرد على اميركا بعشرين صاروخ...

لكن الجميع ينسى أن شعب فيتنام لقن ذلك الأميركي القذر درساً لا تزال مرارته تحت السنة الأميركيين حتى اليوم...

ثم... لماذا الخوف من أميركا؟

ماذا تستطيع اميركا أن تفعل؟

هي لم تستطع البقاء في العراق...

هي هربت من أفغانستان...

كما هربت قبلا من فيتنام...

يقولون لك أنها دمرت العراق ونهبت ثراوته وأفلتت عليه كلاب داعش...

هذا صحيح... لكنها أفلتت من العقاب في العراق لأن قادة الثورة وحرب التحرير في العراق لم يكونوا على قدر المسؤولية...

أنها اللعنة العراقية منذ أن خذل أهل ذلك البلد ابن بنت رسول الله...

عشرات الأحزاب والتنظيمات قاتلت داعش باسم الدين والله، ثم اختلفت فيما بينها على الغنائم حتى ضاع العراق مرة أخرى...

يقولون إنها دمرت أفغانستان...

هذا صحيح...

لكن الذي ارجع أفغانستان مئات السنين إلى العصر الحجري كانوا من الأفغان أنفسهم...

كانوا من تلك الفئات الضالة التي تكفر الغير وتكره الغير حتى حين يكون بعض هذا الغير خيرا منها...

نعود إلى الشهداء...

كل مظلوم يسقط هو مشروع شهيد...

وكل مشروع شهيد يملك حقوقاً علينا لا يملك أي كان إسقاطها...

حتى الضعيف يملك من القوة التي يمنحها إياه الحق، ما يكفي لكي يزلزل العالم...

لا يحق لنا أن نطلب من الشهيد أن يعيش لهذه الشهادة، ثم حين يسقط، نطلب منه الصبر وانتظار الزمان والمكان المناسبين...

من حقوق مشروع الشهيد علينا نحن الاحياء، هي ان نزلزل الأرض تحت اقدام الطغاة حين يسقط حتى لو أدى ذلك إلى نهاية العالم...

هذا ما قامت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين به منذ عصر أمس...

يجب على المحتل أن يدفع الثمن...

أليست غزة جزء من محور الممانعة...

أليست فلسطين من مقدسات محور الصمود هذا...

فلسطين تحت الاحتلال...

غزة محاصرة...

كل شيء ممنوع إدخاله إلى أرض العزة في غزة...

الطعام والشراب والوقود والدواء وطبعا الذخيرة قليلة في غزة...

رغم كل ذلك أعلنت غزة العصيان على الظلم...

إلى كل من يتحدث أو تحدث يوماً عن وحدة الساحات أن يتذكر...

لا تخذلوا غزة اليوم، لأنكم إن فعلتم، إنما تخذلون أنفسكم غداً...

لقد رفعت غزة سيف الحرية والجهاد...

إما أن نكون كلنا غزة...

إما أن نفرض فعلاً وحدة القتال مع غزة، ولا ندع الجوع والعطش و"القلة" تأخذ من قوة غزة؛ وإلا سوف يبعد سيف الحق هذا أجيالاً أخرى، وقد نصبح عبيدا، ولا تقوم لنا كلنا قائمة بعد الآن...

حليم خاتون 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري