في الذكرى آل ٧٥ للنكبة.. سيبقى المخيم رمزا لتمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة المقدس
فلسطين
في الذكرى آل ٧٥ للنكبة.. سيبقى المخيم رمزا لتمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة المقدس
محمد النوباني
15 أيار 2023 , 13:42 م


كتب محمد النوباني:

منذ النكبة التي حلت بالشعب العربي الفلسطيني في الخامس عشر من أيار عام ١٩٤٨ والتي اسفرت عن قيام ما اصبح يعرف بإسرائيل على (٧٨%) من فلسطين التاريخية وتشريد قرابة ٨٠٠ الف فلسطيني عن ديارهم وإحتلال معظم مدنهم وقراهم مرورا بنكسة ١٩٦٧ التي أدت الى وقوع ما تبقى من فلسطين تحت الإحتلال الإسرائيلي وصولاً إلى صفقة القرن ٢٠٢٠ التي سعوا من خلالها لتحقيق ما تبقى من اهداف المشروع الصهيوني

لا يزال الهدف المركزي الذي يسعى التحالف الصهيو-امريكي الرجعى العربي لتحقيقه هو حرمان أللآجئبن الفلسطينيين ألذين شردوا عن ديارهم بقوة السلاح والذين يربوا عددهم البوم عن (٦) ملايبن لاجئ من حقهم المقدس بالعودة إلى ارض الآباء والاجداد بموجب القرار الدولي(١٩٤).

وفي هذا الآطار فقد كان ملاحظاً بأن كافة مشاريع التسوية السياسية التي طرحها اعداء الشعب الفلسطيني لتصفية القضية الفلسطينية كانت تركز على استغلال الأوضاع الصعبة ألتي يعيش في ظلها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات تحديدا لدفعهم للموافقة على ألتخلي عن حق العودة مقابل فتات من مساعدات مالية ومشاريع توطين تنهي تعلقهم بحلم وحق العودة.

ولكنهم كانوا يرفضون ويقاومون ويقدمون أرواحهم رخيصة من أجل أن أجل أن يبقى هذا الحق المقدس يتصدر المشهد الفلسطيني.

لقد كان قادة اسرائيل المؤسسون يراهنون على أن جيل النكبة الفلسطينية من الكبار سوف يموتون ومن سياتي بعدهم من الصغار سوف ينسون(الكبار يموتون والصغار ينسون) ولكنهم فوجئوا بأن الاجيال الفلسطينية الجديدة التي ترضع حلم العودة مع حليب الطفولة ترفض استبدال المخيم بكل قصور الارض لأنه ورغم قساوة العيش فيه يذكرهم ببلادهم التي طردوا منها ظلما وعدوانا.

ولأن المخيمات لعبت ومن زالت تلعب دوراً محورياً في مسيرة النضال الفلسطيني فقد وجدنا بأن منسوب ألحقد الاسرائيلي الامريكي والرجعي العربي المتصهين عليها كان ولا يزال عالياً جداً.

ولعل مجزرة صبرا وشاتيلا التي ارتكبها الانعزاليون اللبنانيون بمساعدة الجيش الإسرائيلي أثناء اجتياح لبنان في صيف العام ١٩٨٢ اسطع دليل على ما نقول.

وطالما أن الحديث يجري عن تصفية قضية اللاجئين فلا بد من الإشارة إلى حقيقة مهمة وهي أن كل القوى المعادية للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية ونظم الرجعية العربية لا سيما في الخليج تشارك في المؤامرة الهادفة إلى تصفية المخيم الفلسطيني عل اعتباره عنوانا للتمسك بحق العودة من خلال جعل الحياة فيه جحيما لا يطاق وتخفيض المساعدات المقدمة لوكالة الغوث إلى الحد الأدنى.

وكلنا نذكر في هذا الإطار كيف أن الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وتزامنا مع طرح لصفقة القرن أوقف مساهمة بلاده في ميزانية الوكالة وكيف أن الرئيس الحالي جو بايدن ابقى المساهمة في الحدود الدنيا.

وعلني لا أضيف جديدا إن قلت بأن المؤامرة على اللاجئين الفلسطينيين لا تقتصر على تقليص الخدمات المقدمة لهم إلى ما دون الحد الادنى بل تتعدا ذلك إلى تبني الرواية الصهيونية عن تعداد اللاجئين الفلسطينيين الحقيقي.

فبينما تؤكد الحقائق التاريخية أن عددهم يناهز أل(٦) ملايين نسمة يصر الصهاينة وحماتهم في واشنطن،كما جاء في صفقة القرن التصفوية التي طرحها الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب، على أن عددهم يتراوح بين (٣٠-٦٠) ألفا فقط.

وغني عن القول بأن الهدف من هذا الكذب الواضح هو حرف أنظار شعوب العالم عن ابشع جريمة تطهير عرقي إرتكبها الصهاينة بمساعدة امريكية غربية.

ولكن مهما كذبوا وضللوا وشوهوا الحقائق التاريخية فإن المخيم الفلسطيني سيبقى رمزا لتمسك الشعب الفلسطينيين بحق العودة إلى وطنه ،إلى أن نعود. 

المصدر: موقع إضاءات الإخباري