عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين

جاء تهديد نتنياهو بعد إقرار وقف إطلاق النار في عملية ثأر الأحرار.وقد إستجدى وتوسل نتنياهو الرئيس المصري السيسي لفرضه بأي ثمن بعد إفشال صواريخ سرايا القدس وَبعض الفصائل الفلسطينية عمل منظومة القبة الحديدية ومنظومتي ARROW 2 & 3 (السهم 2و3). وقد ضغطت أمريكا بشكل كبير على الرئيس المصري لإقرار وقف إطلاق النار مع الحفاظ على ما تبقى من ماء وجه نتنياهو. وحصل الإتفاق مع لعب على الكلمات وفقًا لشروط سرايا القدس.

وجاء التهديد بسبب دعم إيران للمنظمات والحركات الجهادية في فلسطين المحتلة دون تمييز. وقد أشار نتنياهو بشكل خبيث إلى العمليات الإرهابية السابقة التي نفذها الموساد في إيران بقوله :" إن إسرائيل تفاجئ إيران دوما وسوف تفاجئ كل أعدائها، فيما حذر مسؤول إيراني من أن استهداف منشآت بلاده النووية، يعني إشعال حرب واسعة".

ولا بد التذكير ببعض عمليات الإغتيال ومحاولات زعزعة الأمن داخل طهران وبعض المدن الرئيسية.. وقد ألقت الإجهزة الأمنية القبض على العديد من الشبكات الإرهابية المرتبطة بالموساد. ويبدو أن أجهزة الموساد والشاباك في صدد تنفيذ عملية أمنية كبيرة في إيران علي غرار إغتيال العالم النووي محسن فخري زاده بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2020.

وقد نفذت أجهزة أمن العدو الصهيوني للعمليات الخارجية أعقد عملية أمنية في إيران، وتمثلت بإغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، القيادي البارز في الحرس الثوري، ورئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، والذي يعتبر واحداً من أبرز مطوري البرنامج الإيراني النووي. وقد حصل الإغتيال في مدينة أبسرد بدماوند التابعة للعاصمة طهران.

وقد حصل خبراء الأمن الصهاينة على تعاون كبير من عملاء في داخل إيران لتأمين الشاحنة ونقل قطع الرشاش الذي يعمل عن بُعد مع ذخيرته بعد إستلامها من مركز للموساد في أربيل. وقد تم تزويد غرفة عملية الإغتيال بمواصفات السيارة الي ركب فيها الشهيد فخري زاده وساعة خروجه بواسطة هواتف آمنة غير قابلة للرصد. وتم بعدها متابعته عبر الأقمار الصناعية. ولما وصلت سيارته إلى نقطة الكمين تم تعطيل سيارته. وهنا حصل الخطأ القاتل بنزوله من السيارة ليتفقد العطل حيث تم إصابته إصابة بليغة َارتفع بعدها في المستشفى شهيدًا.

فالقادة الإيرانيون لا يتسرعون في الرد؛ لإنهم يتمتعون بصبر وأناة حائك السجاد، وينجزون أعمالهم بصمت تام.

وقد أكد الحرس الثوري الإيراني مطلع هذا العام ، أن ~إسرائيل~ تلقت "ردودًا موجعة"، على ما وصفها بـ"الهجمات الفاشلة" في إيران؛ مفضلا عدم الإفصاح عن طبيعة هذه "الردود"، في الوقت الحاضر.

وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، العميد رمضان شريف، في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك"، "على الرغم من أن هجمات الإسرائيليين لم تكن ناجحة، إلا أنهم تلقوا ردودًا موجعة.. وليست هناك ضرورة حاليًا، للإعلان عن تلك الردود. ولكن سوف نشاهد ذلك في سلوكهم، خلال الفترة المقبلة".

ولكن بين ليلة وضحاها اصبح نتنياهو الذي كان يهدد ويتوعد والكيان المؤقت تحت التهديد المباشر. وشاءت الصدف أن يتزامن الإعلان عن الصاروخ الباليستي الفرط صوتي خورمشهر 4 والمسمى" خيبر" بعد يوم واحد من تهديد نتنياهو والذي شكل مفاجأة مزلزلة له وللكيان المؤقت. فلا مقلاع داوود ولا غيره من منظومات الصواريخ في كل العالم تستطيع اللحاق بصاروخ؛ خيبر" لتصيبه. وهذه أهم العلومات عنه:-

أفادت وكالة الأنباء الإيرانية- إرنا، عن إزاحة الستار عن أحدث منتج من الصواريخ الباليستية الإيرانية "خيبر" (خرمشهر 4)، بحضور وزير الدفاع الإيراني العميد محمد رضا أشتياني. بمناسبة ذكرى تحرير خرمشهر عام 1982، وهو أحدث منتج صاروخي للصناعات الجوية بوزارة الدفاع الإيرانية، ويعمل بالوقود السائل بمدى 2000 كلم ورأس حربي 1500 كلغ، وله ميزات تكتيكية بالإضافة إلى ميزاته الاستراتيجية.

وعلى نتنياهو وغيره من قادة العدو العسكريين والأمنيين أن يقيسوا خطواتهم تجاه إيران بالميليمتر لأن المسافة بين إيران فلسطين المحتلة (خط جوي) 1.724,48 km. وتصل سرعة هذا الصاروخ إلى 16 ماخ خارج الغلاف الجوي و 8 ماخ داخل الغلاف الجوي.

فعلى أمريكا والكيان المؤقت أن ينتبها جيدًا من إستفزاز صبر حائك السجّاد؛ فلصبره حدود، وإذا هبّ هذا المارد للدفاع عن حقوق إيران وحدودها فلن تستطيع اي قوة في العالم الوقوف بوجهه.

وإن غدََا لناظره قريب

25 أيار/مايو 2023