يتميّز المجال العلمي بالابتكارات والاختراعات الجديدة، وفي إطار هذا النشاط العلمي، كشف فريق من العلماء في السويد عن اختراعٍ تاريخي، حيث صنّعوا أول ترانزستور كهربائي من الخشب.
استخدامات الخشب
إن الخشب هو مادة شائعة الاستخدام في حياتنا اليومية، فهو يستخدم لصناعة العديد من الأشياء، مثل الصناديق الخشبية والقوارب وخزائن الكتب وبعض الأدوات وإشعاله لاستخدامه في المخيمات.
ويعد الخشب غذاءً رئيسيًا للنمل الأبيض ولحيوانات القنادس، ولكنه لم يدخل أبدًا في صناعة المكونات الإلكترونية التي تعمل بالكهرباء.
صناعة ترانزستور من الخشب
تحدّى الباحثون في جامعة لينشوبينج والمعهد الملكي للتكنولوجيا في السويد الخشب في سوء توصيله للكهرباء، وصنعوا منه أول ترانزستور خشبي في العالم، وللتغلب على تلك المشكلة أضاف الفريق مكونًا خاصًا.
وظيفة الترانزستو ر في إدارات الكهربائية
يعد الترانزستور مكونًا أساسيًا في أي جهاز أو تقنية إلكترونية، حيث يمتلك خواصًا شبه الموصلات، فيسمح فقط بتوصيل التيار الكهربائي عندما يملك ما يكفي من شحنات كهربائية تتيح له ذلك، ومن ثم يعمل كبوابة مصغرة تتحكم في مرور تيار كهربائي عند تطبيق تيار آخر على الدائرة الكهربائية، وبإمكانه أيضًا تكبير وتضخيم الإشارات الكهربائية، وطريقة خاصة لحفظ البيانات، إذ تعمل مجموعة من الترانزستورات سويًا لتنفيذ عمليات منطقية إلكترونية.
كيف تم تصنيع ترانزستور من الخشب ؟
وعلى الرغم من أن الخشب ليس مادةً موصلةً للكهرباء، إلا أن الباحثين تمكّنوا من إضافة مكونٍ خاص لتحويله إلى مادةٍ شبه موصلة، متمثلًا في قضيبٍ من الفحم، ليعمل كطريقٍ كربونيٍ سريع لمرور الشحنة الكهربائية عبره.
أهمية هذا الاختراع ؟
ويعتبر هذا الاختراع من الاختراعات الفريدة التي تبشّر بمستقبلٍ واعدٍ في مجال صناعة المكونات الإلكترونية المستدامة وغير التقليدية، فهو يفتح آفاقًا جديدة لمزيد من الأبحاث والاكتشافات التي تعمل على تحسين أداء الأجهزة الإلكترونية وتخفيض تكلفتها، وبالتالي جعلها أكثر توافقًا مع البيئة وأكثر استدامةً.
من الجدير بالذكر أن الترانزستور الخشبي يعد بطيئًا وضخمًا مقارنةً بالترانزستورات الحالية التي تستخدم في الصناعات الإلكترونية، ولكنه يمتلك قدرات تطوير هائلة، وقد يكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للبحث والتطوير في مجال صناعة المكونات الإلكترونية المستدامة والغير التقليدية.
وبهذا الاختراع المبهر يؤكد العلماء على أن الإبداع والابتكار لا حدود لهما، وأنه من الممكن أن يتم تحقيق الكثير من الاختراعات والابتكارات الفريدة من خلال العمل الدؤوب والبحث المستمر، وذلك لتحسين حياتنا وتطوير تقنياتنا بطريقةٍ مستدامة وصديقة للبيئة.