تعَدُّ الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة البشر وتسبب دمارًا هائلًا في المناطق المتأثرة. ومنذ فترة طويلة، بحث العلماء عن طرق للتنبؤ بوقوع الزلازل قبل حدوثها، بهدف المساهمة في الحد من تأثيراتها الكارثية وإنقاذ الأرواح. والآن، يأتي الاكتشاف العلمي المدهش الذي يظهر أن علماء روس قد نجحوا في إثبات إمكانية التنبؤ بالزلازل بفترة تصل إلى 6 أشهر قبل حدوثها.
التنبؤ بالزلازل
فريق من الباحثين في الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجيا بموسكو قام بدراسة النشاط الزلزالي لقشرة الأرض ورصد الأنماط المختلفة في هذا النشاط.
واكتشفوا أن هناك خطوط بيانية تظهر تشابهًا مع خصائص الكوارث الطبيعية عندما يكون الجزء المراقب متطابقًا مع الصورة الكلية للزلزال.
وباستخدام تحليل قيم الذروة للزلازل وعلاقتها بالمؤشرات الزمنية، تمكن الباحثون من إجراء تنبؤات موثوقة بوقوع الزلازل.
الهندسة الكسيرية للتنبؤ بالزلازل
تشير رئيسة فريق البحث، فاليريا شيخييفا، إلى أن النشاط الزلزالي يبدو معقدًا ومشوشًا في الظاهر. ومع ذلك، بعد دراسة مجموعة من بؤر الزلازل وتحليل قيم الشدة والعلاقات الزمنية، تبين أن هناك علاقة بين الانكسارات المتعددة في الأنماط الزلزالية ووقوع الزلازل القوية. وقد توصلت دراساتهم التي استمرت لعدة سنوات إلى وجود مكونات حتمية في النشاط الزلزالي يمكن دراستها باستخدام الهندسة الكسيرية (Fractal Geometry).
دراسة النشاط الزلزالي في كامتشاتكا الروسية
لكي يتمكن الباحثون من اكتشاف نمط معين في حركات القشرة الأرضية، قاموا بدراسة النشاط الزلزالي في منطقة كامتشاتكا في روسيا والجزر اليابانية التي تقع في منطقة الحزام الناري للمحيط الهادئ وتشهد نشاطًا زلزاليًا وبركانيًا كبيرًا. وقد أظهرت الدراسة بوجود نمط مشترك في النشاط الزلزالي لهذه المناطق. وباستخدام نموذج الهندسة الكسيرية، تم تحليل البيانات والتنبؤ بوقوع الزلازل.
نتائج الدراسة
وفيما يتعلق بالتنبؤ بوقوع الزلازل، أظهرت النتائج أنه يمكن التنبؤ بوقوع الزلازل بفترة تصل إلى 6 أشهر قبل حدوثها. وهذا يعتبر تحسنًا كبيرًا في مجال التنبؤ بالزلازل، حيث كانت الطرق الحالية تقدم تنبؤات قصيرة الأجل وغير دقيقة.
أهمية هذا الاكتشاف
تتيح هذه الاكتشافات الجديدة فرصًا هائلة للدول والمناطق المعرضة لخطر الزلازل لاتخاذ إجراءات وقائية مبكرة وتنفيذ استراتيجيات الإخلاء والتحذير المبكر. كما يمكن للسكان المعيشين في المناطق المهددة بالزلازل أن يتخذوا تدابير واحتياطات لحماية أنفسهم وممتلكاتهم.
ومع ذلك، يجب أن ندرك أن التنبؤ بالزلازل لا يزال مجالًا معقدًا وغير قطعي، وأن هذا الاكتشاف الجديد لا يعني أنه يمكن التنبؤ بكل الزلازل بدقة. ومن الضروري مزيد من البحث والتطوير لاستكشاف المزيد من العوامل والمتغيرات التي قد تؤثر على النشاط الزلزالي وتنبؤ وقوع الزلازل.
تقدم في مجال العلوم الزلزالية
باختصار، فإن اكتشاف علماء روس لإمكانية التنبؤ بالزلازل قبل 6 أشهر يعد تقدمًا هامًا في مجال العلوم الزلزالية. وقد يسهم هذا الاكتشاف في تحسين التحذيرات المبكرة والتجهيزات للزلازل وبالتالي حماية الأرواح والممتلكات. ومع ذلك، لا يزال هناك حاجة إلى المزيد من البحث والتطوير لتحسين دقة التنبؤ وتوسيع نطاقه لتشمل المناطق الأخرى المعرضة لخطر الزلازل.) .