تم رصد كويكب صغير حديثًا، يبلغ عرضه نحو مترين، وهو يقترب بشكل مثير للقلق من الأرض
في ساعات قليلة، مرت هذه الصخرة الفضائية بالقرب من كوكبنا على بعد خمس مرات من مدار الأقمار الصناعية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS). وعلى الرغم من أن الاقتراب الكبير قد يثير المخاوف، إلا أن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أكدت أن الكويكب صغير جدًا لدرجة أنه لا يشكل أي تهديد على الأرض.
في الساعة 14:25 بتوقيت غرينتش، مر الكويكب المعروف باسم C9FMVU2 على بعد 4 آلاف كيلومتر فقط من الأرض، وهو ما يعادل حوالي 1% من المسافة بين الأرض والقمر. رغم أن هذا الاقتراب القريب يثير التساؤلات حول الأثر المحتمل، يجب أن نلاحظ أن الكويكبات الصغيرة مثل هذا الحجم عادة ما تحترق في الغلاف الجوي عند اصطدامها بالأرض، وتتسبب في كرة نارية مذهلة. قد تصل بعض الشظايا الصغيرة إلى سطح الأرض، ولكنها غالبًا ما تكون غير ضارة.
وفقًا لريتشارد مويسل، رئيس قسم الدفاع الكوكبي في وكالة الفضاء الأوروبية، فإن هذا الاقتراب القريب سيؤثر بشكل كبير على مسار الكويكب نتيجة لجاذبية الأرض. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا الكويكب كان صغيرًا لدرجة أنه لم يمكن رؤيته بواسطة علماء الفلك الهواة.
تشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 30 ألف كويكب قريب من الأرض تم اكتشافه حتى الآن، ومن بينها حوالي 2300 كويكب يعتبر خطرًا حقيقيًا. يتطلب التصنيف الرسمي للكويكبات الخطرة أن يكون لديها عرض يزيد عن 140 مترًا وأن يتبع مدارًا يجلبها ضمن مسافة 20 مرة من مدار القمر.
على الرغم من ذلك، يجب علينا أن ندرك أن الكويكبات الأصغر حجمًا قد تتسبب في دمار واسع النطاق إذا اصطدمت بالأرض. ومع ذلك، فإن الكويكب الصغير الذي تم رصده مؤخرًا لا يشكل خطرًا جوهريًا. تشير التقديرات إلى أن الكويكبات التي يبلغ قطرها أقل من 30 مترًا تصطدم بالأرض بمعدل سنوي يتراوح بين 10,000 و 100,000 حالة. وعلى الرغم من أن الأضرار الناجمة عن هذه الاصطدامات قد تكون محدودة إلى حد ما، إلا أنها تشكل تهديدًا على المستوى المحلي، مما يستدعي المزيد من الدراسات والمراقبة.
In under 2⃣ hours, a tiny #asteroid? discovered just this morning will make a #CloseApproach of Earth, 100 times closer than the Moon and well below many Earth-orbiting satellites.
— ESA Operations (@esaoperations) September 7, 2023
"It poses no risk to us, but Earth's gravity will shape its onward trajectory forever," - Richard… pic.twitter.com/B8eU59BJP8
من الجوانب الإيجابية، يتم تحسين قدرة البشرية على رصد وتحديد مسار الكويكبات القريبة من الأرض باستخدام التكنولوجيا المتقدمة. يعمل العديد من البرامج الفضائية ومشاريع البحث على تعقب ودراسة الكويكبات وتصنيفها وتقدير المخاطر المحتملة. على سبيل المثال، مشروع Near-Earth Object Observations (NEOO) التابع لوكالة ناسا يهدف إلى رصد ومراقبة الكويكبات القريبة من الأرض وتوفير بيانات دقيقة لتقييم المخاطر.
يعد التعرف المبكر على الكويكبات القريبة من الأرض أمرًا حاسمًا لتطوير استراتيجيات الدفاع المناسبة. وتتضمن هذه الاستراتيجيات تطوير تقنيات لتغيير مسار الكويكبات المحتملة أو تدميرها قبل اصطدامها بالأرض. هذه الجهود تحتاج إلى تعاون دولي وتمويل مستدام لضمان الحفاظ على سلامة الكوكب.
على المستوى العام، يجب أن نتذكر أن الاصطدامات الكونية مسألة نادرة نسبيًا وأن الأرض محمية بشكل جيد من الكويكبات الصغيرة بفضل جاذبية الكواكب الداخلية والغلاف الجوي. وعلى الرغم من أن هناك احتمالية وجود كويكبات أكبر بحاجة إلى تنبيه أكبر، فإن المجتمع العلمي والفضائي ملتزم بمواصلة البحث والتطوير لحماية كوكبنا من أي تهديدات محتملة في المستقبل.
في الختام، فإن الاقتراب القريب للكويكبات من الأرض هو حدث شائع وطبيويتم مراقبتها عن كثب من قبل العلماء والمنظمات الفضائية المختلفة. يعمل المجتمع الدولي بشكل مستمر على تحسين قدرتنا على رصد وتحليل الكويكبات وتقدير المخاطر المحتملة، وذلك بهدف حماية كوكبنا من أي تهديدات مستقبلية قد تنشأ عن اصطدام كويكب بالأرض.



