يعد القمر واحدًا من الأجرام السماوية التي تحمل في طياتها أسرارًا عديدة ومثيرة للاهتمام. وليس النشاط الجيولوجي استثناءً في هذا الصدد، حيث كشفت دراسة حديثة عن اكتشاف هزات غامضة على سطح القمر تعود أصولها إلى مركبة أبولو 17 الفضائية.
القمر قديما
على مدى مليارات السنين الماضية، كان القمر مشهدًا للعديد من الأحداث الجيولوجية مثل الزلازل والانفجارات البركانية وانبعاث الغازات. ونظرًا لعدم وجود هواء على سطحه، تم الحفاظ على الأدلة على هذه الأحداث بعناية في شكل براكين خامدة وأنابيب الحمم البركانية وغيرها من التضاريس الجيولوجية.
أسباب الزلازل القمرية
على الرغم من أن القمر كان خاملًا جيولوجيًا لمليارات السنين، إلا أنه لا يزال يتعرض لأحداث زلزالية صغيرة بسبب انثناء المد والجزر وتغيرات درجات الحرارة. وتعرف هذه الأحداث بـ"الزلازل القمرية"، وتحدث بانتظام دقيق خلال اليوم.
قياس الزلازل على القمر
من خلال بعثات أبولو، استطاع العلماء قياس هذا النشاط باستخدام أجهزة قياس الزلازل المثبتة على سطح القمر. وفي دراسة ممولة من وكالة ناسا، قام فريق من الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بإعادة فحص البيانات الزلزالية باستخدام نموذج التعلم الآلي.
توصل الباحثون إلى أن الزلازل الحرارية تحدث بانتظام دقيق خلال اليوم، ولكنهم اكتشفوا أيضًا هزات غير معروفة في البيانات لم تكن مرتبطة بالزلازل الحرارية، وتحدثت هذه الهزات فقط في الصباح.
هزات غامضة على سطح القمر
بعد تحليل أصل هذه الهزات الغامضة، أدرك الباحثون بشكل مفاجئ أنها مرتبطة بقاعدة الهبوط القمرية لمركبة أبولو 17. يتسع ويهتز هذا القاعدة كل صباح عندما تسخنها أشعة الشمس. وهذا يشير إلى أن الهزات تنشأ من قاعدة الهبوط القمرية.
