تاريخ صناعة الدرونات المسيرة وتطوير تسليحها عبر الزمن
علوم و تكنولوجيا
تاريخ صناعة الدرونات المسيرة وتطوير تسليحها عبر الزمن
8 تشرين الأول 2023 , 13:13 م

تاريخ صناعة الدرونات المسيرة يمتد إلى عقود عديدة، حيث بدأت الأبحاث والتطوير في هذا المجال في وقت مبكر. تستخدم الدرونات المسيرة، المعروفة أيضًا بالطائرات بدون طيار أو الطائرات اللاسلكية، في الأصل لأغراض عسكرية، وتم تطويرها لتلبية احتياجات الجيوش والقوات المسلحة في مجالات مثل المراقبة والاستطلاع والاستهداف.

فكرة بناء أول الطائرات من دون طيار

في عام 1849، قدم أحد العلماء النمساويين المدعو "يوهان لويس بريتس" فكرة استخدام البالونات لأغراض عسكرية، وكانت هذه الفكرة الأولى التي تقترح استخدام الطائرات بدون طيار في العمليات العسكرية. في عام 1898، أطلق العالم الصربي "نيكولا تيسلا" مفهوم الروبوت البعيد التحكم، الذي يعتبر أحد الأسس لتطوير الطائرات بدون طيار.

تاريخ تطور بناء الطائرات من دون طيار 

خلال الحربين العالميتين، شهدت التكنولوجيا تقدمًا ملحوظًا في مجال الاتصالات وتقنيات التحكم عن بعد. في عام 1916، قامت البحرية البريطانية بتطوير الطائرة "أم 1"، وهي طائرة بدون طيار تستخدم لأغراض المراقبة البحرية. تم تطوير العديد من الطائرات البدون طيار خلال الحروب العالمية، ولكنها كانت ما زالت تعتمد بشكل كبير على البشر لتوجيهها.

في عام 1959، طورت شركة "أميركان تليفون وتلغراف" (AT&T) أول طائرة بدون طيار بالتحكم عن بُعد بشكل كامل، وتم استخدامها للمراقبة والاستطلاع. في نفس الفترة، قام العديد من الباحثين والشركات العسكرية بتطوير طائرات بدون طيار لأغراض الاستطلاع والاستهداف.

في العقود التالية، شهدت صناعة الدرونات المسيرة تقدمًا كبيرًا في مجالات التكنولوجيا والتصميم. تم تطوير نظم التحكم عن بُعد والاستشعار والتكنولوجيا الملاحية بشكل متواصل، مما زاد من قدرة الطائرات البدون طيار على القيام بمهام متنوعة.

في السنوات الأخيرة، شهدت الدرونات المسيرة توسعًا في الاستخدامات المدنية والتجارية، بالإضافة إلى الاستخدامات العسكرية. يتم استخدام الدرونات في مجالات مثل التصوير الجوي والتصوير الفوتوغرافي، والتفتيش والمراقبة البيئية، وتوصيل الطلبات والشحن، وحتى في الاستكشافات العلمية والإنقاذ في المناطق النائية.

تسليح الدرونات المسيرة  

فيما يتعلق بتسليح الدرونات المسيرة، فقد شهدت هذه المجال تقدمًا ملحوظًا أيضًا. تم تطوير أنظمة تسليح متنوعة للدرونات، بدءًا من الأسلحة البسيطة مثل القنابل اليدوية والصواريخ الصغيرة، وصولاً إلى الأنظمة المتطورة مثل الصواريخ المجنحة والصواريخ الهجومية والصواريخ المجنحة المجهزة برؤوس حربية.

استخدام الدرونات المسيرة عسكريا

في العمليات العسكرية الحديثة، استخدمت الدول العديد من الطائرات بدون طيار المسلحة في مهام الاستهداف والقصف والاستطلاع. تم استخدام الدرونات المسلحة بشكل واسع في الحروب الأمريكية في أفغانستان والعراق، حيث تم استهداف الأهداف العسكرية والإرهابية باستخدام هذه الأنظمة.

الاستخدام الأخلاقي للدرونات المسيرة 

ومع ذلك، يثير استخدام الدرونات المسلحة قضايا أخلاقية وقانونية وأمنية، حيث يمكن أن يؤدي الارتفاع في عدد الدرونات المسلحة إلى تفاقم النزاعات وزيادة خطر الحروب غير المشروعة والقتال غير المتكافئ. لذلك، تثار تساؤلات حول التحكم في استخدام الدرونات المسلحة وضمان احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان.

باختصار، تاريخ صناعة الدرونات المسيرة وتطوير تسليحها يمتد عبر عقود من الزمن. شهدت الصناعة تقدمًا تكنولوجيًا كبيرًا، وتم استخدام الدرونات بدون طيار في الأغراض العسكرية والمدنية. ومع ذلك، تبقى قضايا الأخلاق والقانون والأمان محل اهتمام ونقاش مستمر في هذا المجال.

المصدر: موقع إضاءات الإخباري