القيادي أبو شاهين: جولة القتال الجديدة في غزة تعكس رغبات شخصية لنتنياهو
دراسات و أبحاث
القيادي أبو شاهين: جولة القتال الجديدة في غزة تعكس رغبات شخصية لنتنياهو
1 كانون الأول 2023 , 17:47 م

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ومسؤول دائرتها الإعلامية القيادي علي أبو شاهين، أن توجه الاحتلال الإسرائيلي لجولة جديدة من القتال ضد السكان في قطاع غزة تعكس رغبات شخصية من قبل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي فشل في تحقيق الأهداف التي حددها منذ اليوم الأول لبدء للحرب.

وأوضح القيادي أبو شاهين في حوار مع "شمس نيوز"، بأن نتنياهو بات مقتنعًا بشكل تام بأنه ذاهبٌ إلى المُحاكمة ووقف حياته السياسية بشكل كامل بعد انتهاء الحرب على القطاع، مشيرًا إلى أن نتنياهو يتعرض لضغوط من أعضاء حكومته لا سيما ايتمار بن غفير وبتسلإيل سموتريش لاستئناف الحرب أو السقوط والهزيمة.

وقال: "إن استئناف الحرب على قطاع غزة هي مقامرة إسرائيلية جديدة بهدف تحقيق انجاز ما يُعيد له هيبته ومكانته وخاصة عندما خرجت المقاومة في الجولة الأولى مرفوعة الرأس بفرض شروط الهدن الإنسانية وما تلاها من مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين المدنيين سواء في شمال قطاع غزة أو جنوبه وحسن التعامل معهم بما يمليه علينا تعاملنا الإسلامي"، لافتًا إلى أن هذه المشاهد هزت صورة الاحتلال أمام العالم أجمع.

ولفت إلى أن الجولة المقبلة للقتال لن تكون كما كانت في شمال القطاع، لأسباب متعددة أبرزها أن العدو مقيد من الجانب الأمريكي والدول الغربية، قائلًا: "نستشرف بأن نتائج الجولة الثانية ستكون فاتورتها كبيرة لكنها ستكون مقابل عزة شعبنا وكرامته".

شروط وظروف مختلفة

وفيما يتعلق بالمفاوضات بعد انتهاء تسليم الأسرى الإسرائيليين من فئة المدنيين أشار إلى أن العودة للمفاوضات للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين من جديد لن تكون كالسابق؛ إنما ستكون بشروط أكبر وظروف مختلفة تمامًا.

وقال: "إن المفاوضات التي شاركت فيها حركة الجهاد الإسلامي تتعلق بفئة المدنيين فقط، والحديث الذي يدور عن تصنيفات أخرى وخاصة الجنود الأسرى لدى المقاومة هو موضوع مختلف وشروطنا فيه واضحة جدًا تتمثل بوقف العدوان والحرب بشكل كامل على قطاع غزة لبدء التفاوض على فئة العسكريين".

وفيما يتعلق بالأحاديث عن التفاوض حول قضايا سياسية لفت القيادي أبو شاهين إلى أن الحركة سمعت عبر وسائل الاعلام بوجود لقاءات تجري في قطر بين بحضور المخابرات الأمريكية والاسرائيلية والمصرية وقطر، ربما لها علاقة بمفاوضات أخرى للبحث عن قضايا سياسية معينة؛ لكن لم يتم الحديث معنا بأي نتائج تخص هذه المفاوضات وغيرها بهذه القضايا وفي حال وصلتنا طروحات بهذا الشأن سنبدي موقفنا في حينه".

الضفة بركان لا يهدأ

وفيما يتعلق بالتصعيد بالضفة الغربية المحتلة قال أبو شاهين: "العدو الإسرائيلي يحاول التغطية على فشله بتحقيق أهداف الحرب على غزة بالهروب إلى الأمام للتصعيد عسكريًا في الضفة المحتلة"

وتوقع "عضو المكتب السياسي للجهاد" بأن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من التصعيد في الضفة المحتلة إذ سيحاول الاحتلال ارتكاب مزيدًا من الجرائم ضد أبناء شعبنا بعكس شريكه الأمريكي الذي ينظر إلى الضفة بطريقة عقلانية".

ولفت إلى أن هناك خلافات تكتيكية بين الإدارة الأمريكية والاحتلال بسبب فتح جبهة جديدة للتصعيد في فلسطين، مع إشارته إلى أن الشريكين متفقان على الاستراتيجية لكن طريقة التعاطي تختلف فالأمريكي يتعاطى بطريقة أكثر عقلانية وليس بالغريزة العدوانية الإسرائيلية فقط التي تتمثل بالقتل من أجل القتل.

وبين أن الإدارة الأمريكية تريد الآن التركيز فقط مع قطاع غزة لا تريد توسيع الصراع في المنطقة بهدف تحقيق مشروعها في المنطقة.

واستدرك القيادي أبو شاهين بالقول: "العدو الإسرائيلي لا يدرك بأن التصعيد في الضفة سيقابل أيضًا بتصعيد من المقاومة في جبهة الضفة التي تشتعل وتغلي لأن نبض الضفة لم يهدأ مطلقًا، مستدلًا على ذلك بعملية القدس البطولية والتي أدت لقتل 4 من المستوطنين".

ويعتقد الاحتلال وفقًا للقيادي أبو شاهين بأن الممارسات العدوانية ستكسر إرادة شعبنا والاستفراد به إلا أن الضفة له بالمرصاد، مشددًا على أن جبهة الضفة لن تكون الوحيدة في مواجهة العدوان على أبناء شعبنا في الضفة المحتلة إنما هناك جبهات أخرى ستكون بالمرصاد

وحدة ميدان القتال

وفيما يتعلق برسائل مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين بالتعاون ما بين عناصر من كتائب القسام وسرايا القدس قال أبو شاهين: "هناك رسالتين من تلك المشاهد التي يُصدرها المقاتلين من قطاع غزة أولها التأكيد على الوحدة الميدانية والتكاتف والتكامل والتلاحم ووحدة المصير بين المقاتلين، ليس ذلك في غزة فقط إنما في جميع جبهات القتال وهذه رسالة موجهة للعدو الإسرائيلي الذي حاول على مدار سنوات عدة إحداث شرخ وتصدع بين المقاومة والجبهة الداخلية".

وأشار إلى أن وحدة المقاومة في ميدان القتال تعكس حالة طمأنينة لأبناء شعبنا الفلسطيني بأن المقاومة أكثر قوة ومتانة ووحدة في تقرير المصير.

ولفت إلى أن وحدة المقاومة في الميدان أدت إلى وحدة التفاوض على الأسرى والخروج بصفقة ناجحة متفق عليها بين الجهاد الإسلامي وحماس وجميع فصائل المقاومة، مشددًا على أن الوحدة الميدانية مستمرة لردع العدوان والتصدي للمحتل الصهيوني.